دينا عبد الكريم
تدريب ساخر اقوم به بين الحين والآخر ..( اسأل شخصا فى منتصف عمل ما .. لماذا تقوم به ؟؟ سيعطيك اجابة اولى عامة جدا ..لا تقف عندها .. بل استمر بعدها فى بعض التفاصيل .. متسائلا..( متى ، لماذا ، ثم ماذا ..) سيرتبك معظم الناس عند هذه المنطقة .. وستبدأ فى سماع الجمل الرتيبة من شاكلة ( اهو احنا اتعودنا على كده !! ، كل الناس بتعمل كده !!، اهو احسن من مفيش !! )  ثم اترك هذا الشخص مع سؤال واحد اخير .. ولا تنتظر اجابته .. بل دعه يفتش عنها بنفسه …( ماذا لو كنت تقوم بنفس العمل بمعرفة اكبر .. وفهم اعمق ..؟؟؟حاول تفهم !! ) اسأل هذا السؤال فى العمل .. فى العبادة .. فى
السياسة .. فى كل شىء …

اقوم بهذا التدريب مع بعض من اقابلهم احيانا .. فأما ان يصيبنى الحزن .. او الفخر .. باختلاف الاجابات طبعا !!!
واقوم به مع نفسى كثيرا … فأما ان استمر فيما اقوم به بوعى اكبر .. او اكتشف الاكتشاف الرائع اننى لست فى حاجة لأن استمر فى الدوران فى نفس ( الساقية ) لأنها ( لا تضبط ماء ) وانها ساقية بائسة .. وكل من يدورون فيها تعساء …

لا اعرف لماذا .. قمت بهذا التدريب كثيرا مؤخرا .. خاصة بعد ان تكررت للمرة ال١٨ او ال١٩ خلال عامين فقط .. اعتداءات طائفية بغيضة …تتخذ فى كل مرة مسارا .. اكثر قبحا من سابقها .. هذه المرة .. الاعتداء هو الاقبح ..فوجدت اختلافات خطيرة ……

من قاموا بالاعتداءات سواء عند الخصوص فى بداية الامر .. او امام الكاتدرائية عند الذروة .. نفس الاشخاص بنفس العقليات المأجورة التى خرجت من سرب الانسانية منذ زمن طويل وصار وجودهم فى منظومة العالم اكبر دليل على اقتراب نهاية الازمنة .. فانهم يقتلون بدم بارد .. ينهبون بضمير متلاشى.. يستبيحون كل الموبقات ويتحدثون باسم الله .. عار على اى دين .. انما هم موجودين !! كانوا موجودين على استحياء .. كانوا يفعلون فعلتهم ثم يعودون الى جحورهم دهرا .. انما عندما تذاع صورهم على الشاشات مصحوبة بعناوين ومعلومات وادلة .. وهم يعلمون ذلك .. تعرف ان الامر قد تغير .. !!! وان الفجر ( بضم الفاء ) قد اتخذ شرعية ما !!! وان الفجر ( بفتح الفاء ) مازال بعيدا جدا …وان الامر قد تغير !!!

 الاختلاف الاخر .. هو ان من نالوا ( اكاليل الشهادة) فهذه المرة لم يقتلوا غدرا .. انما هم بكامل وعيهم .. علموا ان الموت على الابواب فسارعوا للقاءه .. فاهمين مميزين للمعنى والفرق بين الموت والاستشهاد … فعندما تعرف ان احد الشهداء ظل فى منزله طوال احتدام معركة ( بين اشخاص) ولم يتحرك من منزله الا عندما علم ان هناك هجوم على (كنيسته )..وهناك سقط شهيدا .. تعرف ان الامر قد تغير .. !!
وعندما تعرف ان شهيد اخر .. كان اخر ماسمع قبل ان يتم حرق جسده حيا .. هو انت مسيحى ؟؟ فيجيب بوعى كامل لنتيجة الاجابة .. ( نعم ) .. ثم .. يعذب باقسى الصور .. حتى النهاية .. تعرف ان الامر قد تغير !!!

وعلى المقابل .. تجد ان تعامل الدولة .. هو ان تقول لمواطنيها .. ( سيتم التحقيق) !! ونحن نعلم طبعا ماذا تعنى هذا الكلمة …
 الناس تغيروا والدولة لم تتغير ..

وفى جانب اخر .. حين شاركت فى مؤتمر صحفى عقب الاحداث .. وجدت نفس الوجوه التى تتقابل فى مثل هذه الظروف وتلقى على بعضها البعض نفس الكلمات .. وسألت بعض هذه الاسئلة (متى ،  لماذا ، ثم ماذا .) .ولم اجد ايضا اجابات …انهم يعنون ما يقولون انهم صادقون فى نياتهم ..لكنهم يدورون فى نفس السواقى القديمة التى لا تضبط ماء !! 

الناس تغيروا والنخبة .. لم تتغير !!!
اسألوا انفسكم ..( متى ، لماذا ، ثم ماذا ..) 
صدقونى .. الله هو الراعى الرسمى للحق ..لماذا تخشون وجه انسان ؟؟

فحكام الباطل اهتزت عروشهم .. وحتى الحكومات الراعية لحفل شواء المنطقة .. احترقت بناره !! .
فتغيروا …وافهموا الرسالة .. وغيروا الطريقة ….
يد الله تهز العالم …يد الله توقظ النائمين .. يد الله تغير…