خاص - الأقباط متحدون
" فُلَّة جرجس "
وُلدت بالتقريب فى عام 1925 بقرية ( قتنى ) من ضواحى دنقلا بالمديرية الشمالية.
والدها جرجس ميخائيل حضر من مصر إلى السودان واستقر فى المديرية الشمالية وأصبح من مُلاَّك الأراضى الزراعية والسكنية ، وباعها حينما إنتقل إلى الخرطوم ليكمل أولادُه تعليمهم.
إستقر المقام بالأسرة فى أمدرمان ، وحينما كبُرت فُلَّة إختطَّت العبادة والنُّسك طريقاً لها وكرَّست نفسها لخدمة الآخرين.
أنشأت مدرسة السلام بأمدرمان والتى إشتهرت بإسم " مدرسة فُلَّة " فيما بعد وكانت مدرسة إبتدائية (أساس) وكانت تُقدِّم وجبة الفطور للتلاميذ.
كان لها نشاط ملحوظ مع الفتيات والسيدات فى الأمسيات فى تعليم الرسم بالألوان على القماش مثل الملايات والمفارش واهتمت بالتمثيل المدرسى وكان تقدِّم المسرحيات التى تعالج قضايا المجتمع ، وكان الإقبال عليها شديداً فى ذلك الوقت.
إنشغلت بتربية الأطفال الأيتام ورعايتهم رعاية كاملة وكانت تتولاَّهم منذ الطفولة حتى نهاية التعليم المطلوب.
كانت نموذجاً يُحتَذى فى المحبة والمثابرة والتسامح والعطاء المتواصل وقَهْر الصعاب فى زمن لم تكن وسائل المواصلات والإتصال كما هى عليه الآن. فكانت تسير مسافة 5 إلى ستة كيلومترات سيراُ على الأقدام لحضور القداسات وهى صائمة طاعنة فى السن بما فى ذلك القداسات وسط الأسبوع ولم تتخلَّف عن نهضة أو بصخة أو أى إجتماع روحى، كما كانت تلتزم بالأصوام جميعها دون تفريط أو أعذار.
كانت ترتدى الملابس البيضاء كاملة وهو تقليد قديم يشير إلى تكريس المرأة كل حياتها لخدمة الرب والآخرين.
حظيت بزيارة الأراضى المقدسة فى أورشليم قبل حرب يونيو 1967 وكانت تحكى عن ذلك كثيراً.
كافأتْها الدولة بتخصيص قطعة أرض لها ( قبل رحيلها من العالم بأعوام قليلة) تقديراً لدورها الوطنى والإجتماعى بين الناس ، وقد تبرَّعت بها للكنيسة وكانت تسكن بالإيجار حتى آخر يوم فى حياتها.
تنيحت بمنزلها بالخرطوم بحرى فى السادس من يوليو عام 1999 أثر نوبة قلبية داهمتها فى أيامها الأخيرة ، وقد زارها آنذاك القس إيليا الأنطونى ( حالياً نيافة الأنبا إيليا أسقف الخرطوم) فى المستشفى قبل نياحتها بساعات قليلة.
دفنت بمدافن الأقباط الأرثوذكس بأمدرمان بعد كفاح دام لأكثر من 65 عاماً قضتها فى جلائل الأعمال .
ليكافئها الرب حسب تعبها أجراً سمائياً.