الأقباط متحدون - أين الحكمة
أخر تحديث ١٩:٥٨ | الاربعاء ١١ فبراير ٢٠١٥ | ٤ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أين الحكمة

ارشيفية - حادث دار الدفاع
ارشيفية - حادث دار الدفاع

مينا ملاك عازر
كتبت مقال أمس تحت عامود ما وراء الخبر، مهاجماً أولتراس زمالكاوي، معتبراً أن ما فعلوه من محاولتهم الرعناء بدخول الاستاد لمتابعة الماتش استهبال، وهذا ليس تجنياً مني عليهم، دعوني أروي لكم تلك الحكاية الصغيرة التي رواها لي والدي - رحمه الله- قال لي أنه شاهد أحد باعة الصحف يبكي ويمرمغ نفسه على الأرض، وكلما جمعوا له صحفه التي يبيعها ينهار في البكاء ويلقي بها ويبكي، ويبكي بحرقة شديدة، ولما استفسر عن سر ذلك البكاء الهيستيري، اجابوه بأن أحد أعضاء مجلس إدارة الزمالك آنذاك أعطى له دعوة لحضور مباراة الزمالك، فاندهش والدي، وسأل الرجل، لماذا إذن تبكي؟ فقال لا يا باشا أنا أحضر المباراة بفلوسي، وأدفع فلوس للنادي، مش أخذ منه.

انتهت القصة، معبرة لك عما كنت أقصد من الاستهبال، لكن لا تنسى أنني قلت أن الهبل هو أنك لا توفر لهؤلاء التذكرة بشكل عادل ليدخلوا بها المباراة، والسؤال هنا، لعل ألف حاولوا دخول المباراة بدون تذاكر، ولعل من كانوا في الخلف كان بينهم من معه تذكرة لكن غاز الداخلية لم يفرق بين هؤلاء وأولائك، وقتل الجميع بدم بارد، هذا إن وُجِد.

اسمح لي، اسأل وزير الداخلية الذي وقفت قواته يوماً ما تلقي غازها على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ضد محتشدين لحضور جنازة بعض الشهداء - الذي بالمناسبة لم يأت حقهم للآن- لماذا لم تستدعي الجيش بطائراته لضرب تلك البؤر الإرهابية المحيطة بملعب الدفاع الجوي، وكانت حجتك حينها أنهم يحاولون اقتحام منشأة عسكرية، كانت الطائرات أتت وقصفتهم ليسقط الجميع قتلى إهمالك وتقصيرك، وهبل رجالك لامؤاخذة.

وحتى لا تتهموني بأنني أهاجم الداخلية وأتهمها بالهبل، وأنه لم يكن من بينها ولا من بين قادتها رجل رشيد عاقل يحتوي الأزمة، يكبر بمؤسسة الأمن المصري عن الدخول في صراع مع شباب متحمس، سأضع نفسي في الأزمة وأقترح اقتراحات كثيرة لحلها.

كان يمكن للداخلية نصب شاشات كبيرة للجمهور الذي ليس معه تذكرة لمشاهدة المباراة في ذلك الفضاء الفسيح، وكان ذلك يعط انطباع بأنك لست عدوهم، وتنهي على العداء الذي بينك وبينهم، فها أنت تتعاطف معهم، وتضع لهم حلاً لمشكلتهم، لماذا لم تُدخلهم المباراة بعد تفتيشهم تفتيشاً ذاتياً، وتقدم لهم ثمن التذاكر هدية لهم، من باب كسب الود، وكنت حينها ستدفع نفس ثمن الغاز الذي أهدرته في تفريقهم ثم قتلهم، فكمية الغاز هذه، كانت تكفي لدفع ثمن مئات التذاكر، لماذا لم تفكروا حلولاً خارج الصندوق، وكأنكم فوجئتم بالأزمة، وحتى لو فوجئتم بها، ولم تكونوا متوقعينها هذا لا يعني إلا فشل هائل بينكم، لكن الفشل الأكبر عدم قدرتكم على استيعاب المفاجأة، واستسهالكم لاستخدام القوة وكأنها عضلات بلا عقل.

أين الحكمة؟ يا مسؤولي هذا البلد الآمن حينما فعل رجالكم كل هذا؟ وأين الحكمة في تكبيد الأندية والقناوات التليفزيونية كل هذه الخسائر إن ألغيتم الدوري كما تسعون، على العموم لا جدال أنه على وزارة الداخلية أن تدفع كل مليم خسارة سيخسره أي متضرر من تأجيل أو لا قدر الله إلغاء الدوري ومن جيوب قادتها، وهذا بحرمانهم من حوافزهم ومرتباتهم الكبيرة وبدلاتهم لأنهم أولاً لا يستحقونها، ولأنهم غير قادرين على حماية الدولة بشكل جدي وحازم وأمين بل يتبعون كل قواعد الاستسهال والهبل.

المختصر المفيد لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter