الأقباط متحدون - ياسر أيوب حتى الموت لا يدفعهم للسكوت
أخر تحديث ٠٩:١٧ | الثلاثاء ١٠ فبراير ٢٠١٥ | ٣ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ياسر أيوب حتى الموت لا يدفعهم للسكوت


الحقيقة الوحيدة المعلنة والمؤكدة فى مأساة مباراة الزمالك، أمس الأول، وإنبى كانت تلك التى رآها الناس وتجمعوا حولها فى مشرحة زينهم.. الذين ماتوا وبيوتهم وآباؤهم وأمهاتهم الذين سيبقون يموتون كل يوم وهم يدفعون فواتير قسوة الحزن ووجع الغياب.. وفيما عدا ذلك فالكثيرون لا يحترمون الحزن والألم والموت..

على استعداد للاتجار بهذا الموت وفق قناعاتهم ومصالحهم وحساباتهم الخاصة والمسبقة.. الذين ضد الداخلية والذين ضد الألتراس والذين ضد الإخوان والذين ضد مصر والذين ضد الحياة كلها..

بالنسبة لكل هؤلاء يتحول الموتى إلى مجرد رقم صالح للدعوة للصراخ أو الغضب أو لمزيد من النار والدم.. ويريدنا هؤلاء أن نغرق فى التفاصيل والشائعات والأكاذيب والاتهامات المتبادلة حتى لا يكون هناك حساب حقيقى لأى أحد، وحتى لا نجد فى النهاية أى مسؤول من أى فريق أو أى طرف يخضع للمحاسبة والمساءلة.. فنحن فى الحقيقة لا نريد بالفعل أى محاكمة.. فبعضنا يستمتع باعتبار الشرطة هى المتهم الدائم وسابق التجهيز بصرف النظر إن جرى استخدام الرصاص أو لم يكن هناك سلاح أصلا.. والبعض الآخر يرى دائما أن الألتراس هم القتلة الحقيقيون والمجرمون وأداة فى يد الإخوان وغيرهم.. وأتوقف هنا أمام ملاحظة مبدئية عابرة، وهى أنه دائما لا أحد من قيادات الألتراس يدفع أى جزء من الثمن أو الدم..

يصرخون ويقودون الشباب للمواجهة وحين تقع لا نجد أحدا منهم وسط الضحايا، الذين يكونون فى كل مرة هم الأبرياء المتحمسون عشقا واندفاعا.. كما أنه لا أحد يتحدث عمن أصروا على عودة الجماهير للملاعب فى مثل هذه الظروف التى نعيشها كلنا فى مصر.. لماذا كانت كل هذه الضغوط والمحاولات والإلحاح لفتح أبواب الملاعب رغم هذا الإرهاب والعنف والتفجير والقتل التى أصبحت مشهدا يوميا فى مصر..

فهؤلاء هم أول الذين يجب محاسبتهم أو محاكمتهم.. لا أشكك فى نواياهم، لكننى أشك كثيرا وجدا فى ذكائهم وحكمتهم.. ولا أدرى كيف تخيلوا أنهم بعودة الجماهير سيثبتون لنا وللعالم كله أن مصر عادت أخيرا بلدا آمنا وهادئا.. هؤلاء هم امتداد لنفس السياسة المصرية القديمة والدائمة والغبية أيضا، حيث الأهم هو تغطية الجروح وليس علاجها.. حيث الضرورة هى التظاهر دائما بأن كل شىء على خير ما يرام..

حيث الأسلوب الأمثل لحل أى أزمة أو مشكلة هو الهرب منها وليس التوقف لمواجهتها.. وأصر هؤلاء على عودة الجماهير للملاعب دون حساب لأى ظروف أو عوامل كان من المؤكد أنها ستنتهى بكارثة جديدة إن لم تحدث فى مباراة، أمس الأول، فقد كانت ستحدث قريبا جدا فى أى مباراة أخرى.

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع