بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
أشياء كثيرة تحدث في العالم يندى لها جبين الشرفاء ويهلل لها أصحاب القوة الغاشمة مستخدمين زبانية جهنم لتحقيق مآربهم .
لم نعد نسمع أخبارا سارة ، فكل الأخبار تأتينا بأحداث دامية يقتل فيها الأنسان أخاه في الأنسانية دون رحمة أو شفقة . والغريب في هذا أنهم يهللون ويكبرون ويطلقون الأعيرة النارية فرحين وكأنهم في عرس لا ينقصه سوى العروس . والعروس تأتيهم لتشبع غرائزهم البهيمية تحت ما يطلقون عليه " نكاح الجهاد " . ويا له من جهاد تقدم فيه المرأة نفسها لتنال بركة " نكاح الجهاد " تساعد به أخاها الداعشي لينال ما ينال منها ومن ربيباتها هو وإخوان السوء فتعطيهم القوة على الأستمرار في الكفاح وسفك الدماء بطرق فاقت الحيوانات المفترسه .
لا توجد دولة في العالم لم يصيبها رزاز أفعال ما يطلقون عليهم " داعش " من قتل وخطف لأبرياء واستخدام القوة سواء في الأماكن التي أصبحت مكانا آمناً لهم يغيرون منه على الآمينين من البشر .
العالم يحجب ويحتج على ما تقوم به " داعش " وغيرها من أصحاب الفكر التكفيري والذين يستبيحون دم الأبرياء ويحرقون كل أخضر ويابس في منازلهم دون رحمة لطفل أو لشاب أو أم عجوز . فمن أين أتتهم هذه القوة ؟ ومن أين يأتيهم هذا المد العسكري بسلاح كأسلحة الجيوش المقاتلة وكأنهم في حرب ضد الأبرياء ؟
نعرف أن قوى الشر تريد تفتيت وتقسيم المنطقة العربية . ونعرف أن العرب من الصعب عليهم التكاتف والتماسك في مواجهة هذه القوة الغاشمة التي أصبحت تشكل قوة تخويف وإرهاب للآمنين من البشر . ونعرف أيضا أن هناك قوة ظننا أو ظن العالم أنها إندثرت أو قل نشاطها أو تابت ورجعت الى صوابها . هذه القوة أو هذه المجموعة من البشر الذين يطلق عليهم " إخواناً " وهم ليسوا بإخوان للبشر ولكنه على ما يبدو هم " إخوان الشيطان " يبيحون القتل وسفك الدماء وإرهاب الناس وبث الرعب في قلوبهم . لكن مع الأسف هذه القوة أو الجماعة مازالت تمارس أنشطتها إن كان ذلك في مصر أو في العالم بأذرعها الممتده في جميع أنحاء الكرة الأرضية . وأيضا يأتيهم العون المادي والعسكري من دول الشر التي خططت ورسمت خارطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط ودول الخليج فأوجدوا شياطين شر على شاكلة الأنظمة العربية ومستغلين الدين كساتر لهم يحميهم من تهمة الأرهاب وسفك الدماء وحرق البشر أحياء .
كل هذا يحدث والعرب في حالة ميئوس منها لأنهم لم يعوا الدرس حتي الأن ومازالوا يرون في الجار العربي منافسا لهم فيعملون على عدم مناهضة المحتاج منهم ومساعدته للوقوف في وجه قوى الشر الممثلة في داعش والأخوان وجميع المجاهدين والمقاتلين في سبيل الله . هذا هو حال العرب .. فلا عجب .
الأحداث الأخيرة التي حدثت في سيناء وراح ضحيتها عدد كبير من رجال القوات المسلحة البواسل إن دل على شيء إنما يدل على أن قوى الغدر والشر الممثلة في الأدارة الأمريكية وربيباتها مازالوا يعضدون داعش وأمثالها من الذين يدعون الجهاد في سبيل الله . والله منهم بريء . يقتلون بطرق ما أبشعها ويكبرون وهم يمثلون بجثامين الضحايا أبشع تمثيل . فأي إله هذا االمحب لرؤية الدم وتعذيب الأنسان الذي خلقه على شاكلته ؟!.
ضحايا القوات المسلحة والشرطة إزداد عددها ، ومع زيادة الضحايا الشهداء يزيد عدد اليتامى من الأبناء والأرامل من النساء مما يشكل نوعا من الخوف وان أظهر الجميع غير ذلك .
كذلك الطريقة البشعة التي أستخدمها أعداء الله والأنسان في قتل الضحايا بدم بارد لا إحساس فيه نحو الأنسان ولا رحمة .
شاهدت فيديو تم فيه مقتل الشهيد نقيب شرطة أيمن الدسوقي . ترددت كثيرا قبل مشاهدته . وكنت محقا في ترددي .. لكن !.
منذ اللحظة التي قبضوا عليه فيها في كمين أعدوه له وأنا أشعر بقوة وصلابة الرجل وعدم خوفه منهم وهو العارف بمصيره المحتوم .
رجل شجاع . تكلم مناشدا الأدارة المصرية بالأفراج عن المعتقلين منهم بكل شجاعة دون رهبة أو خوف بل مرددا ما طلبوه منه دون أدنى تفكير أنه بهذا ينال عفوهم . بل على العكس لقد أعطى للأدارة المصرية وللعالم إشارة بقوة وصلابة الجندي المصري إن كان شرطي يتبع وزارة الداخلية ، أو جندي بالقوات المسلحة المصرية .
قادوه بعد أن ربطوا يديه خلف ظهره ووضعوا غمامة فوق عينيه وأخذوه الى المكان المعد لأغتياله . لم يهتز ومشى معهم رافع الرأس ، وعندما أركعوه على ركبتيه وأحنوا رأسه لم ينفعل ولم تصدر منه لا كلمة ولا حتى ما يدل على الخوف أو الرهبة أو الرعب وهو يعرف أن أجله سينتهي بين لحظة وأخرى .
أطلقوا الرصاصة الأولى على رأسه من الخلف . لم ينكفي على وجهه كما نشاهد الكثيرين مما يتم إغتيالهم وهم يسقطون على وجوههم . بل على العكس رأيناة يسقط على جانبه الأيسر وتلقى الرصاصات دون أن يهتز جسده وكان قد فارق الحياة ورأينا الدماء النازفة من رأسه .
أشارك مصر وأسرة هذا الشهيد البطل وأهنىء أبناءه وزوجته على شجاعة وبسالة والدهم الشهيد البطل رحمه الله .
مصيبة أخرى حدثت في الأردن .. مصيبة لا نعرف كيف يستخدم القتلة والسفاحين هذه الطريقة التي يقتلون بها البشر .
قبضوا على الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسية وهذه المرة لم يقتلوه رميا بالرصاص ، بل وضعوه داخل قفص من حديد وأحرقوه . ويا لبشاعة المشهد .
فمن أين أتتهم هذه الفكرة الشيطانية والتي لا رحمة فيها ولا ضمير .
تعازينا القلبية لأسرة الشهيد الطيار الأردني معاذ الكساسية وللملك عبدالله ملك الأردن والشعب الأردني .
بعيدا عن أحداث الشر لفت نظري مشهد من مسلسل " قلوب " ولم أكن مهتما بهذا المسلسل لا لشيء إلا لتعدد المسلسلات وشعوري أحيانا بالملل .
لكن المشهد كان لكاهن مسيحي يجلس وسط العريس والعروس في ليلة خطوبتهما العروس المسيحية ما ترتديه لا يليق بالمناسبة . ما علينا سأختصر ما أريد أن أقول وقف الكاهن ليبارك العروسين ووقفت صديقات العروس والعريس في الخلف ، وبدأ الكاهن يصلي الصلاة الربانية التي علمها الرب يسوع المسيح للتلاميذ وللشعب الذي كان حوله " أبانا الذي في السموات ... " .
عندما بدأ الكاهن يصلي وبعدما نطق بالجملة الأولى .. إذ بالكاميرا تتحول صوب الجميلات اللآي بدأت كل منهن بالرقص دون أن تعود ألى الكاهن والعريس والعروس . وهنا شعرت " بالقرف " من الفكر المتخلف والذي مازال مستمرا دون ما سبب . هل رقص السافرات أفضل للمشاهد من الأستماع إلى صلاة من المؤكد لم يسمعها ملايين من أبناء مصر والعالم العربي المتخلف ؟
أعرف جيدا أن التخلف يغلب التحضر . لأن المتخلف يتمسك بتخلفه خوفا من الأنسياق وراء التحضر وحب المعرفة .
وأسأل نفسي وأسألكم :
إلى أين العالم ذاهب ؟
أنا لا أعرف !.
فهل تعرفون ؟