الأقباط متحدون | أنتِ بنت.. !
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٥٢ | الاثنين ٩ فبراير ٢٠١٥ | ٢ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٠ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

أنتِ بنت.. !

الاثنين ٩ فبراير ٢٠١٥ - ٥٠: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :قصّة للأطفال : زهير دعيم
عاد التوأمان طالبا الصّف السادس: مريم وسامي من المدرسة يحملان شهادتيهما فرحيْنِ، وسامي يغنّي ويقول : غدًا ...غدًا ..غدًا
وكانت نتائج سامي متوسطة في حين كانت نتائج مريم كالعادة ممتازة.
 امسك الأب شهادة مريم وفتحها  ثمّ طبع على جبينها قبلة ودسّ في يدها ورقة نقدية من فئة الخمسين شاقلا.
  وكم كانت دهشة مريم كبيرة حين جاء دور سامي فرأت عناقًا حارًّا ومئة شاقل "تزور" يده.
  وتساءلت مريم في نفسها: " لماذا؟" ..أين العدالة؟ أين المساواة؟...وكتمت الأمر في سرّها بحزن.
  وعاد سامي يغنّي : غدًا ..غدًا ..غدًا..
 والوالدان يعرفان ما هو القصد من هذه الاغنية ، فقد وعدا ولديهما بالسَّفَر غدًا الى المدينة القريبة لشراء ملابس العيد.
  وجاء الغد مُحمّلا بالأماني ، فقد اشتاق الطفلان الى ملابسَ أخرى مختلفة عن الزّيّ المدرسيّ ، لقد اشتاقا الى موديلات اخرى من الملابس والألوان والأشكال ، فسامي أضحى شابًّا صغيرًا ومريم صبيّة.
  استقلّت العائلة السّيّارة ،  وفي الطريق راح الأب يسأل ولده  : ماذا يريد أبو جميل أن يشتريَ ؟ ويضحك قائلا : الحساب مفتوح ...اشترِ ما تريد واختر ما ترغب .
  ومريم ترى وتسمع  ، فكلّ الحديث يدور في السّيّارة عن سامي " أبو جميل"، حتى الأمّ راحت تشدّ على يد وحيدها وهي تقول: " حماكَ الله يا ولدي ...حماك الله يا " أبو جميل" وتروح ترمقه بنظرة حيّية .
  وعاد التساؤل يرنُّ في رأس مريم : وأنا ؟ لماذا؟

  وصلوا المدينة وترجّلوا من السيّارة وساروا نحو دكان كبير للملابس ، وبدأ سامي يعلن بصوت عالٍ : أريد الماركات العالميّة ، أريد بنطلون جينز أصلي لا بل اثنين...أريد ثلاثة قمصان: الأوّل أسود والثاني بنيّ والثالث ليلكيّ ...أريد.....
  ويضحك الوالدان . وتقول الأمّ : لكَ ما تريد يا حبيبي ..الحساب مفتوح....كم سامي عندنا ؟!!!
  وتقف مريم من بعيد تراقب وتسمع وتسأل نفسها : لماذا؟

   اشترى سامي ما حلا له وطاب...اشترى " كومة كبيرة"  وقضى الوقت الطويل في التبديل والاختيار، ولمّا انتهى أخيرًا ، تفرّغ الوالدان لمريم ، فقال الاب : ألآن  جاء دوركِ ....هيّا ..اختاري فستانًا واحدًا ..هيّا الوقت يدهمنا!
  ويضيف الأب قائلا : ساعديها يا أمّ سامي ، اختاري لها .
  وتحتجّ مريم بهدوء: لا...أنا التي تختار ...أريده فستانًا جميلا ، اسود اللون مطرّزًا بالورود.
  وتصرخ الام في وجهها : اصمتي يا بنت ....اخرسي...فستان أسود ؟! ما هذا الذّوق ؟ لا...لا...أحمر فقط أحمر أسمعتِ؟!
- أنا أحبّ اللون الأسود
- وأنا قلت الأحمر ...منذ متى كان للبنت ان تختار؟
وهنا يتدخّل الأب بحزم : أحمر فقط ..اسمعي قول أمّك يا بنت...ها اسبقككم انا وسامي الى السّيّارة فلا  تتأخرا ..عشر دقائق ..بل خمس دقائق..
  وتعود العائلة الى البلدة والفستان الأحمر يقبع في حضن مريم ..وتسحّ دمعة على خدّها وتسمع في أعماقها صوتًا يقول :
بنت..بنت..بنت!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :