د.ممدوح حليم
    يقع حي شبرا في شمال القاهرة، وهو من الأحياء العريقة التي أنجبت كثيراً من العلماء والمشاهير. من المعروف أن أغلب سكان شبرا من الطبقة الوسطى التي تتميز بالطموح والسعي إلى التقدم والترقي.

   وكلمة شبرا قبطية الأصل وتعني العزبة أو الحقل، في إشارة إلى أصلها الزراعي وإلى أنها أشئت بالأساس لتكون منتجع لأسرة محمد علي.

   لقد بدأ تعمير منطقة شبرا حين بنى محمد علي قصرا لنفسه في منطقة نائية هو قصر شبرا أو قصر الفسقية الذي كان رائع الجمال بما فيه من نقوش و حدائق وجداول ورخام، وقد حولته حركة 23 يوليو إلى كلية الزراعة والمعهد التعاوني الزراعي العالي بمنطقة شبرا الخيمة، وقد قامت وزارة الثقافة مؤخرا باسترداد أجزاء منه كأثر مصري.

   لقد بدأ تمهيد شارع شبرا  بأمر من الوالي محمد علي عام 1847. وكان هدفه أن يكون الشارع مكانا للتنزه والترويح خارج العاصمة آنذاك. كان شارع شبرا أعرض شوارع القاهرة عند إنشائه، وكان على جانبيه الأشجار البديعة.

  شجع محمد علي أبناء أسرته الخديوية على بناء قصور لهم لتصبح منتجعات، وهكذا كانت شبرا مسكنا ً للطبقة الأرستقراطية قبل أن تتحول لحي شعبي. كنت تجد أبناءهم يتنزهون في الشارع في عربات تجرها الخيول.

  من أشهر هذه القصور قصر النزهة الذي بناه الوالي سعيد باشا عام 1858 الذي تحول إلى مدرسة التوفيقية الثانوية عام 1880. كذلك قصر الأمير عمر طوسون في نهاية شارع طوسون الحالي والذي تحول إلى مدرسة شبرا الثانوية للبنين. وكذلك قصر انجه هانم أرملة الخديوي سعيد التي يوجد شارع يحمل اسمها في أول شبرا.

    وكان محمد علي قد أمر بحفر الترعة البولاقية عام 1827 . وكانت هذه الترعة تروي جزيرة بدران التي تنتسب إلى "بدران" وهو من أعيان الأقباط من بلدة دمشير بمصر القديمة، وكذلك منية السيرج التي كثر فيها معاصر السمسم لاستخراج الزيت.

 ومازالت المنطقة بأول شبرا غربا تدعى قصور الشوام حيث سكنها الشوام الذين تدفقوا على مصر منذ منتصف القرن ال19 هربا من حكم الأتراك ليجدوا في مصر الأمن والعمل ورخص الحياة وقد هاجروا مصر بعد ثورة يوليو. ومازالت الشوارع تحمل أسماءهم مثل يوسف  بك عيروط وغبروص ومسرة ونشاطي وشدياق وزنانيري وغيرها.

   إن أقدم كنائس شبرا الكنيسة المارونية المغلقة في قلب موقف أحمد حلمي (1880 ) . أقدم كنيسة قبطية العذراء بمسرة (1924 ) . الكنيسة الإنجيلية بشبرا الغربية (1920 ) .كنيسة سان مارك (1893)

   يعد جامع الخازندارأشهر وأقدم جامع في شبرا (1929 )، وقد بني علي يد خديجة الخازندار من العائلة الخديوية. وكان ومازال ملحقا ً به مستشفى.

 وفي شبرا كثير من المدارس التابعة لإرساليات كاثوليكية أقدمها مدرسة الراعي الصالح للبنات(1869 ) ، مدرسة الفرير (1890 ).، مدرسة نوتردام (1896 )، وغيرها. ومن المدراس القبطية التي استولت عليها الدولة مدارس الإيمان ، مدرسة ثمرة الإحلاص، المدرسة الإنجيلية وغيرها.