بقلم: مادلين نادر
هل تتخيل أنكَ وأنتَ بداخل عربات مترو الأنفاق وتتحدث مع أحد اصدقائك، أنك ستكون مراقبًا بالصوت والصورة وهناك من يسمعونك ويشاهدونك؟ إنه ليس مجرد تخيل، بل إن هذا قريبًا سيُصبح حقيقة، فلقد نشرت الصحف يوم الأحد الماضي خبرًا حول مراقبة الركاب بالصوت والصورة في مترو الأنفاق، حيث تعاقدت الشركة المصرية لتشغيل مترو الأنفاق مع شركتي "ساميت تكنولوجي سوليوشنز" و"تل سول" لتوريد وتركيب شبكة الألياف الضوئية، ومعدات الشبكة، بجميع محطات المترو بالخطين الأول والثاني.. وهذا المشروع سيتم تنفيذه خلال عام وبتكلفة 37 مليون جنيه.
ولكني لستُ أدري ما الفائدة من مراقبة ركاب المترو؟ فهل هم يقصدون بذلك رصد الباعة الجائلين، أو السرقات؟ لا أحد يعلم بالتحديد ما هي الفائدة التي ستعود على المترو ومستخدميه من كاميرات المراقبة؟
وهناك تخوفات وانتقادات لاذعة ظهرت جليًا في تعليقات القراء على هذا الخبر، وفي حقيقة الأمر كانت انتقادات في محلها، فهي شكوك وتخوفات قد تكون صحيحة بنسبةٍ كبيرة.. فهناك من أشاروا إلى أن هناك بنودًا أخرى لها الأولوية في هذه الميزانية الضخمة المرصودة لهذا المشروع.
فقال أحد القراء على سبيل المثال: "يابشمهندس الشيمي بدل مانت عايز تراقب الراكب وجايب شبكه ب 37 مليون جنيه، اعملوا تكييف في عربيات المترو بدل الناس مابتتخنق من الحر.. والمكينات بتاعت التذاكر كل ما تعدي تلاقيها بايظة وتجيب الموظف، ياما تنط من على الحاجز، والسلالم الكهربائية كل شوية عطلانة، يعنى صلح الأول بدل مانت هتراقب الركاب!!".
وكانت هناك تعليقات أخرى تتوقع أن يتم مراقبة الركاب، حتى يتم الكشف عن أي شخص يتحدث في السياسة أو يعبر عن غضبه "من العيشة واللي عايشينها والغلاء والنظام في مصر، ويمسكوه في المحطة الجاية حسب تعبيرهم".
وحينما قرأت مثل هذه التعليقات تذكرت فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس" ولكن لأننا في فترة تاريخية أكثر تطورًا مما سبق، ونستخدم وسائل مواصلات أكثر حداثة، فسيتم فقط تغيير اسم الفيلم القادم وسيكون "إحنا بتوع المترو!!".