الأقباط متحدون - أطفال اللاجئين واطفال العشوائيات قنابل موقوتة
أخر تحديث ١٧:٠٩ | الجمعة ٦ فبراير ٢٠١٥ | ٢٩ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٦٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أطفال اللاجئين واطفال العشوائيات قنابل موقوتة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

 سامي البحيري
(١١) حلول مبتكرة لمقاومة التطرّف والارهاب

عندما زرت مخيم الشاطيء في قطاع غزة عام ١٩٩٤ ورايت الأطفال الفلسطينيين يلعبون في مياه المجاري حفاة وانصاف عرايا وعرفت ان هذا المخيم البائس تم إنشاؤه على عجل بعد هزيمة ١٩٤٨ تألمت كثيرا لمصير هؤلاء الأطفال والذين يعيشون على إعانات منظمات الامم المتحدة لرعاية اللاجئيين مثل منظمة الاونروا. ومن جهة اخرى اقتنعت تماما بان الحياة في مثل هذا الجو البائس لا بد وان ينتج شباب غاضب على كل شيء

غاضب على من تسبب في وجوده في تلك المخيمات وغاضب على السلطة حوله وغاضب على العالم بأسره والذي لا يتالم لالمه ولا يشعر بما يعانيه ويكره بالذات العالم الغربي والذي يعتبره وراء كل مصيبة او هكذا تعلم في البيت وفي المدرسة وفي المسجد، وإذا تلقف هذا الشاب اي شخص عقائدي سواء كان شيوعيا او اسلاميا فمن الممكن استغلال هذا الغضب لتحويل هذا الشاب الى قنبلة موقوتة من الممكن ان تنفجر في اي اتجاه وفي اي وقت وياحبذا لو تم إقناع هذا الشاب بانه بالرغم من ان حياته كانت حقيرة ووضيعة الا ان وفاته واستشهاده سيكون تعويضا إلهيا له عن تلك الحياة التعيسة بل وسوف يكون في جنة الخلد مع القديسين والشهداء والانبياء علاوة على ٧٢ حورية فوق البيعة!!
...
وراينا منظمة أيلول الأسود (تخصص خطف طائرات) في أوائل السبعينيات من القرن الماضي تخرج من رحم مخيمات اللاجئيين الفلسطينيين تحت شعارات قومية عربية ضد اسرائيل والصهيونية العالمية ثم راينا بعد ذلك منظمة حماس وكتائب  عز الدين القسام تحارب كل من يقترب منها سواء كانت منظمة فتح الشقيقة رفيقة الكفاح والنضال او ضد اسرائيل كل هذا تحت شعارات إسلامية هذه المرة (بعد ان انتهت هوجة القومية العربية وظهرت محلها القومية الاسلامية) والعديد من أعضاء تلك المنظمات نشأوا وتربوا في اجواء تلك المخيمات والمعسكرات الكئيبة ، والكل يعلم ان منظمة حماس نفسها نشأت في معسكرات  جباليا ومخيم الشاطيء في غزة.
...
ونفس الشيء يحدث في العشوائيات العديدة والمنتشرة في مصر ونيجيريا وباكستان وافغانستان والصومال واليمن وكل البلاد ذات الكثافة السكانية العالية، فنجد ان تلك العشوائيات تخرج لنا يوميا الآلاف من الإرهابيين والمتطرفين والمجرمين وتجار المخدرات والدعارة وخلافه...
...
وقد يتساءل قاريء (ومعه الحق) يوجد في المكسيك والهند والفليبين وتايلاند وغيرها من البلدان الفقيرة والمكتظة بالسكان عشوائيات مماثلة، فلماذا لا يخرج من تلك العشوائيات الإرهابيون والمتطرفون؟ وهو سوال وجيه والجواب هو ان عشوائيات البلاد غير المسلمة يذهبون للمخدرات والدعارة والسرقة بأنواعها لانه لايوجد لديهم من يعدهم بحوريات الجنة وبانهار من لبن وعسل. ولو وصلهم الشيخ السماوي والشيخ البنزهيري لتحولوا في اتجاه إجرامي اخر ولسمعنا المجرم المكسيكي وقد اطلق لحيته ولبس جِلْبابا قصيرا وأطلق على نفسه ابن خوزيه او أبن حلزة.

...

واليوم ونحن ننظر الى ملايين اللاجئين حولنا في سوريا والعراق والأردن ولبنان وليبيا فيجب علينا ان نتساءل : ماذا سيكون مستقبل أطفال هؤلاء اللاجئين؟ انهم يعيشون بعيدون عن اوطانهم وبعيدون عن منازلهم وربوعهم وأهليهم وأصدقائهم في اوضاع معيشية مزرية، ولو لم نفعل شيئا لحمايتهم ورعايتهم وأعادتهم لديارهم بأسرع ما يمكن ، فأبشروا بأجيال جديدة من المتطرفين والارهابيين، وكما أصبحنا اليوم نترحم على تنظيم القاعدة وكيف كان تنظيما معتدلا بالنسبة لتنظيم داعش، فمن يدري ربما نترحم غدا على تنظيم داعش عندما يظهر تنظيم "واغش"  بعد عشر سنوات من الان!
...
وقد يقول مواطن أمريكي او بريطاني او فرنسي ، ماالذي يجبرنا على مساعدة هؤلاء اللاجئين وأطفالهم ، ما لنا نحن ومال هؤلاء العرب والمسلمون دعهم يقتلون بعضهم بعضا ودعهم يرملون نساءهم وييتمون اطفالهم ويقتلون رجالهم (وللتذكرة فقط هل تذكرون دعاء الامام في المسجد في نهاية خطبة كل يوم جمعة: اللهم يتم اطفالهم: ونهتف :أمين ، اللهم رمل نساءهم، ونهتف : امين، اللهم اهلك زرعهم ونسلهم، ونهتف: أمين ... وها هو دعاءنا قد انقلب علينا )، المهم أقول للمواطن الغربي اكمل جميلك وأنقذ هؤلاء الأطفال للنواحي الانسانية، وان لم يكن للنواحي الانسانية فأفعلها من اجل أمنك القومي

لان هؤلاء الأطفال سيعبرون البحر المتوسط وسيعبرون المحيط الاطلنطي والمحيط الهادي وسيحاولون الوصول الى قلب عواصمك لتحقيق دعاء امام المسجد : لتخريب دياركم وسبي نساءكم وجعل اموالكم غنيمة للمسلمين (أمين) وسوف يكون منهم الف اسامة بن لادن وألف زرقاوي وألف بغدادي وألف بلاء ازرق!! افعلها عزيزي المواطن الغربي لان المواطن المسلم والعربي لا يهمه مساعدة هؤلاء البوساء ويكتفي بمشاهدة الماساة على قناة الجزيرة ويلهج صدره بالدعاء عليكم ولكنه لا يفعل شيئا سوى ان يتوضأ ويصلي العشاء وينام مع زوجته لإنجاب المزيد، ولكنه لا ينجب أنجلينا جولي او جورج كلوني لان مجاهدينا نساء ورجالا لا يذهبون لزيارة المخيمات والملاجىء حيث أنهن وانهم مشغولون بالإنجاب والجهاد ، والله يخرب بيوتهم والبيوت اللي جنب بيوتهم أمين !!
نقلآ عن إيلاف


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter