الأقباط متحدون - أزمة الكتاب القطبى
أخر تحديث ٢١:٠٣ | الجمعة ٦ فبراير ٢٠١٥ | ٢٩ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٦٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أزمة الكتاب القطبى

د.ماجد عزت إسرائيل
  ونحن نشـــهد الآن العرس السنوى "للكتاب" وهو معرض القاهرة الدولى للكتاب،والذى يوجد بمنطقة أرض المعارض بشرق مدينة القــــاهرة ،وهو ذات شهـــرة إقليـــمة فى منطقة الشـــرق الأوسط،وأيضًاعالمياً بين معارض العالم حيث يحـــتل مكانة بين بين أكثر الزائــرين للمعارض الكتاب،وتتعدد أنواع أصدراته المعروضة فى شتى مجالات المعرفة،ويحتل سوق سور الإذبكية (الكتب القديمة)مكانة رئيسة عند زيارة المعرض،كما أن للكتب الدينية الإسلامية والمسيحية لها مكانة فى قلوب الزئراين،لأن طبيعة شعب وادى النيل تغلب عليه الحـــياة الدينية،ومنهــا أصبح للكتاب القبطى مكانة كبيرة بين شتى المعارف. 

 ومنذ منتصف القرن التاسع عشر،وبالتحديد فى عصر قداسة المتنيح "كــــــيرلس الرابع" البطريرك رقم (110)،الذى ساهم فى تطوير الكــتاب القبطى بإحضاره مطبعـــــة على النـــمط الأوروبى،حتى يتثنى توفير وسائل التعليم للمدارس والمعاهد ،التى قــام بتسأيسها بمساندة الدولة معنوياً ،وساهمت  المطبعة القبطــــية فى طبع الصحف والمـجلات  والكتب المـــدرسية، وكتب الطقوس والصلوات الكنيسية والأجبية وبعض الكتب التى تؤرخ لتاريخ الأقباط وتراثهم الثقافى، وبالرغم من طبيعة إنتاجها فى ذات الفترة إلا إنها شهدت أقـــــبال من الشعب القــــبطى وخاصة الأغنياء،ومن هنا ساهم الكتاب القبطى فى نشأة المكتبات الخاصة بمنازل أراخنة الأقباط .    

 وما بين منتصف القرن التاسع عشر وحتى الحرب العالمية الثانية  (1939-1945م ) كان (الكِتاب القبطى) يحتل مكــــانة بارزة بين وسائل المعارف على الرغم من تعضه للعــــديد من الأزمات أما بسبب الطائفية أو أزمة مالية تمر بها الكنيسة ،لأن  غالبية أراخنة الأقباط وخاصة ما بعد ثورة 1919م وحتى ثورة 23 يوليو 1952م أهــــتموا بالحياة السياسية أكثر من أى شىء آخر وخاصة أغنياء الأقباط ،ونستنتج ذلك من حجم الأصدرات القــــبطية فى ذات الفترة،فكان غالبية الأصدرات تتعلق بتاريخ مصر ودور الأقباط ونوابغهم فى الحياة الثقافية. 

  وفى عصر قداسة المتنيح البابا "كيرلس السادس" البطريرك رقم (116) لم تهتم الكنيسة بتطوير نفسها  فى بعض النواحى أى "بـ (الكــــتاب القبطى) وأكتفــــــت بالتعليم واوعظ داخل الكنائس القبطية ،ويرجع ذلك لضعف الموارد الاقتصادية وزيادة معدلات الفــقر بصفة عامة فى مصر لدى الأقبــــــاط والمسلمين لأن البــلاد كانت تمر بسلسلة من الحـــــروب بدأ من الحرب (1948 حتى 1973م) مما استنزفت الموارد المادية للدولة وترك ذلك آثره على الشعب فعـــانى "الكتاب "أزمة أجبارية وليست اختــــــياريه ،بالإضافة إلى توجية غالبــــية دخل الكنيسة لبناء الكــــاتدرائية المرقســــية بالعباسية، فهنا لأبد أن  نذكر أن الكتاب القبطى بأزمة للنشره بسبب الظروف المادية.

  ومع تولى قداسة المتنيح البابا "شنــــودة الثالث" (1971-2012م) كرسى المرقسية ،شهدت الكتاب القبطى تطوراً،لأن قــداسته كان من طليعة البطاركة الجامعين،بالإضافة إلى حب قداسته للقراء والتأليف للكتب ،كما سعى لأنشاء مطـــــبعة الأنبا رويس ،ونشـــــأة العديد من المكتبات بالأديرة والكنائس ،وكان يدعو فى عظته الأسبوعية إلى ضرورة القراءة والأطـــلاع ،وللأمانة التاريخية أوجد جيل يحب القراءة والمعرفة والتعليم ،كما ساهمت وسائل الأعـــلام الآخرى فى نشر الكتاب القبطى،كما لا نكر الأب القديس "متى المسكين" الذى ادخل مطبع مرقس لدير أنبا مقار وساهمت بدور رئيسى فى نشر كل الكتب الكنيسة وكتب الأب المتنيح "متــــى المسكين" لدرجة أنه ترك نحو (182 كتاباً ،وأيضًا تسهم الآن مكتبة مرقس فى نشر المعرفة القبـــــطية، بجانب  مكتبة المحبة ،ومكتبة الأنبا رويس .

  أما الآن فالكتاب القبطى يعانى أزمة فى نشره نتيجة حالة الركود  التى تمر بها مصر منذ ثورة 25 يناير 2011م،وعدم دعم الــــكتاب القبطى،أو تشجيع الــــباحثين الأقباط عن طريق منحهم الجوائز التشجيعية والمادية ليسهموا فى نشر الثقافة القبطية،بالإضافة إلى ضعف القيمة العلمية للمادة الأصدارية نتيجة قدرات المؤلف العلميه ذاتها،كما أن الكنيســـــــة تركت موضوع النشر والتأليف كحرية شخصية لمن يريد، وهذا شىء معيب وخاصة فى أصدارت الكتب الطقسية أو كتب اللاهوت أو الصلوات ــ نتذكر هنا أصدارات يــــوسف زيدان ــ  ،لأبد للكنيسة أن تفرض رقابه عليها،حتى ولو تم أصدار قانون من الدولة بشأن ذلك ،أما باقى الأصـــــــدارات وكتب الأطفال والكتب التاريخية ..ألخ فلامانع من الأصدار.

 وأخيراً،نتمنى من قداسة البابا "تواضروس الثانى" البطريرك رقم (118) والمحب للقراءة والتأليف أيضاً رصد سنوياً مبلغاً مالياً لمسألة تطوير الكتاب القبطى وحل أزمته للنشر،أو أختيار مجموعة كتب للباحثين الأقباط وطبعتها ونشرها على حسب الكنيسة ومنح مؤلفيها مقابل مادى ،أو رصد جوائز مالية سنوياً للأبداع فى مجال الكتاب والفنون من أجـــل نشر التراث الثقافى القبطى وهذا ما نتمناه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter