عرض/ سامية عياد
رغم المحن والضيقات ظلت الكنيسة القبطية تحمل على عاتقها مسئولية توصيل الإيمان المستقيم التى تسلمتها من آباء الكنيسة الكبار وواصلت مسيرة التعليم بمختلف الوسائل حتى تأسست المدرسة الاكليريكية التى تعد امتدادا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية الأولى...
القس باسيليوس صبحى كاهن كنيسة السيدة العذراء بالزيتون يروى لنا قصة تأسيس المدرسة الاكليريكية حيث ترجع فكرة تأسيس المدرسة الى البابا كيرلس الخامس عام 1875 الذى سعى بكل جهده الى استحياء فكرة تأسيس مدرسة إكليريكية بمقر البطريركية بالأزبكية فنجحت المحاولة الأولى بالفعل وكان القصد من إنشائها تعليم رعاة الكنيسة وإعداد مدرسين لتدريس الدين المسيحى بالمدراس والحد من نشاط الإرساليات الأجنبية .
لم يكتب للمدرسة أن تستمر كثيرا فى عملها حيث توقف نشاط المدرسة نتيجة لعوائق واجهتها ، ولم ييأس البابا البطريرك بل عاود المحاولة وبالفعل نجح فى تأسيس المدرسة مرة آخرى عام 1893 وكان مقرها حى الفجالة ثم انتقل المقر الى البطريركية ثم مهمشة واخيرا انتقلت الى منطقة دير الأنبا رويس ، وازدهرت الكنيسة على يد الأرشيدياكون حبيب جرجس الذى تولى رئاستها ، ومن المدرسة الأم تفرعت عدة فروع مثل فرع إسنا عام 1896 وفرع البلينا وفرع منفلوط عام 1939 وكانت جميعها مدارس صباحية لتعليم المرشحين للكهنوت .
وفى عام 1955 أسس القمص متى المسكين فرعا للدراسة الليلية بالإسكندرية ، وفى عهد المتنيح البابا شنودة الثالث انتقل الفرع المتوسط للمدرسة بالدير المحرق وتأسست فروع ليلية فى الإسكندرية وطنطا والمنيا وشبين الكوم والمنيا وغيرها من الأماكن فى مصر والدول الآخرى مثل أمريكا وأستراليا ولندن وألمانيا والنمسا.