الملك الراحل أجرى العديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية وحقق إنجازات أمنية عالية
الملك عبدالله يسحق تنظيم القاعدة ويحظر الإخوان ويشترك في الحرب على "داعش"
كتب – نعيم يوسف
يوم 23 يناير الماضي، نعى الديوان الملكي السعودي، العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله بن عبد العزيز، بعد حوالي 10 سنوات من حكم المملكة، وعن عمر يناهز التعسين عاما، بعد صراع مع المرض دام لعدة سنوات.
تغيير السياسات السعودية
عندما تولى الملك عبدالله بن عبد العزيز حكم المملكة في 1 أغسطس عام 2005 بعد رحيل شقيقه الملك فهد، وشغل منصب رئيس الوزراء، كان العاهل السعودي يبلغ من العمر 80 عاما، إلا أنه استطاع إجراء العديد من الإجراءات الاقتصادية والأمنية والتعليمية والسياسية والتي قلبت موازين السياسة السعودية في الداخل والخارج رأسا على عقب، وقاد حركة إصلاحات شهدتها المملكة لأول مرة في تاريخها.
استغلال النفط السعودي
اقتصاديا: طمح الملك عبدالله في استغلال النفط السعودي، لخلق فرص استثمار مستقبلية ووظائف، وأعلن عن مشروعات اقتصادية ضخمة منها مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد ومدينة المعرفة ومدينة جازان الاقتصادية ومركز الملك عبد الله المالي.
الحرب على الإرهاب
وفي المجال الأمني، وعقب هجمات الـ11 من سبتمبر عام 2001 استهدف تنظيم القاعدة المملكة بعدة تفجيرات، وتمكنت الأمن السعودي من سحق تنظيم القاعدة ببطء وقتل قادته، واستبعاد الدعاة المتطرفين، كما أعلنت المملكة العام الماضي تنظيم جماعة الإخوان المسلمين كـ"منظمة إرهابية"، ومنع قادته وعناصره من دخول المملكة، بالإضافة إلى مشاركتها في الحرب الدولية على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي.
المجال الأمني
لم يكتفي العاهل الراحل بمحاربة الإرهاب أمنيا، ولكن امتدت يده لمحاربته فكريا حيث استبعد الدعاة المتطرفين، وأجرى تغييرات واسعة في مفاصل الدولة السعودية، كان أهمها وزارة التعليم، وعمل على التوسع في البعثات العلمية للخارج، وإنشاء جامعات جديدة في المدينة المنورة وتبوك وحائل وجيزان والطائف والقصيم والجوف والباحة وعرعر ونجران.
الإصلاحات السياسية
على الصعيد السياسي فتح العاهل الراحل باب الحوار في بعض القضايا المجتمعية التي كانت تعتبر محظورات، ومن ضمنها قيادة المرأة للسيارة وممارسة حقوقها السياسية وتوسيع الحريات، كما أجرى تعديلات في فقرة من فقرات النظام الأساسي للحكم بإنشاء هيئة البيعة والتي صدر بيوم الخميس 28 رمضان 1427 هـ، وإصدار اللائحة التنفيذية لنظام هيئة البيعة بصيغته النهائية.
زيارة تاريخية
لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية قام الملك عبدالله بزيارة تاريخية إلى الفاتيكان في روما التقى خلالها مع البابا بندكت السادس عشر وذلك لدعم الحوار الإسلامي - المسيحي، وأطلق مبادرة السلام في الشرق الأوسط، عام 2002 وملخصها انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي التي احتلتها عام 1967 مقابل التطبيع العربي الإسلامي الكامل مع إسرائيل.
انتقادات في حقوق الإنسان
وجهت إلى الملك الراحل العديد من الانتقادات وخاصة في مجال حقوق الإنسان حيث أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا اتهمت فيه المملكة العربية السعودية بانتهاك حقوق الإنسان أثناء حملتها ضد الإرهاب، كما أن هناك العديد من الحقوقيون مازالوا يطالبون بحقوق للمرأة السعودية، حيث أن طبيعة المجتمع السعودي تعوق عمل الكثير من الإصلاحات.