السبت ٣١ يناير ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
ببالغ الحزن والأسى والأسف والضيق، تلقينا أخبار الانفجارات في شمال سيناء، تلك الانفجارات التي اختارت وقت الانشغال بمباراة القمة لتضرب ضربتها، ضربة قوية لا مراء، ولكن السؤال هنا، هل ما ذهبت إليه في الربط بين مباراة القمة وتزامنها مع حدوث الانفجارات صحيحاً، على كل حال تلك الحالة المؤسفة أو التخطيطي الجيد من الإرهابيين لن تشغلني بأي حال من الأحوال عن ما أريد الحديث عنه، فدماء شهداء الأحداث الأخيرة أكبر من الكتابة عن أسباب الحادث وملابساته فستبقى خفية وقت ما.
لكن أسمح لي صديقي القارئ، أن ألفت انتباهك إلى أن اندفاع الخبراء العسكريين والإستراتيجيين، اندفاعهم المعتاد في مثل تلك الأحداث، وتكالب وسائل الإعلام عليهم في اللحظات الأولى من الجريمة، يجعل تصريحاتهم تثير الحنق أكثر ما توضح، وتكشف اللثام عن الحقائق،
فتجد من يقول أن القذائف الهاون المستخدمة قذائف ش. ف أي شديدة الانفجار تصيب لا تميت، وكأن من ماتوا أخطأوا وماتوا، وكأن الأعداد الكبيرة من الشهداء هم الذين قتلوا أنفسهم، أحد الخبراء العسكريين، يتحدث باستياء من تصريحات الصحفيين حول ما يجري ويقول، أن ثمة متحدث عسكري يعلن الحقيقة، وله حق في هذا، لكن وظيفة الصحفي أن يحاول الوصول للحقيقة في أسرع وقت ممكن ودون إبطاء، فلم يكن على الخبير الانفعال، بل كان يمكنهم جميعاً الاعتذار عن الحديث إلى أن تتضح الصورة.
كما أذهلني موقف بعض المعزون، فلقد تابعت تعازي صباحي لشهداء الانفجارات، وتأكيده أن تلك الأعمال لن تفت في عضد المصريين لاقتلاع شوكة الإرهاب، ولأول مرة أجد نفسي متضامن معه في ما يقول، لكن من استوقفني بموقفه هذا، ولأول مرة عمرو حمزاوي الذي يبكي مع أهالي الشهداء على حد قوله، والسؤال هنا إشمعنى هذه المرة؟ ولم تبك في كرم القواديس وحادث الفرافرة،
أما ذلك الحيوان الذي ينفي عن حماس تورطها في هذه التفجيرات ويقول أن من يتهم حماس حيوان، لأن رئيسك عمل منطقة عازلة، ويتابع بقوله خليه ينفعك بقى، هو المسؤول، نعم الرئيس مسؤول، لكنه لم ينه على كل الأنفاق يا ابن القرضاوي، نعم دماء الشهداء في رقاب المسؤولين لكنها ستبقى في رقابهم إلى أن يأخذوا بالثأر منك ومن أبيك ومن حماس يا ابن حماس، لو كان ابن القرضاوي يقصد العزاء، ولا أظنه كذلك، فهم معزون متعبون.
يتضح هول الحدث من قطع الرئيس السيسي لزيارته في إثيوبيا، يعني أنه يتحمل المسؤلية ويشعر بها، ويشعر بخطورة الموقف، أليس كذلك يا حيوان، بعكس مرسي الذي كان يتفاوض مع الإرهابيين وقت مقتل الستة عشر جندي مصري في رمضان 2012، ووقت اختطاف الخمسة وعشرين جندي في مايو من 2013، يا ......
انظر ماذا يفعل السيسي يترك سياسة البلاد الخارجية ويعود من فوره لمتابعة أوضاع مفتعلة في هذا التوقيت، ليضطر السيسي لذلك، لكنه كان قد التقى برئيس وزراء إثيوبيا ورئيس السودان الشمالي، وكان قد ترك أثر رائع في نفوس الجميع هناك، لذا لن تكونوا قد أفلحتم في خطتكم كاملة، نجاح السيسي هناك كان كافياً لترك باقي مجريات القمة ويعود لمتابعة جريمتكم الشنعاء.
أخيراً، أكثر ما لفت نظري، إدانة وزارة الخارجية الأمريكية لأحداث سيناء وأظنه واجب إنساني فقط لا يزد عن كونه هكذا، فلا قلب لأولائك الذين صنعوا الإرهاب، ولا حياة لمن تنادي بأن توقفوا قطر وتمويلها للإرهاب، انهوا على أردوغان الراعي الرسمي للإرهاب ولداعش والتي تبنت إحدى الجماعات التابعة لها العملية الأخيرة بسيناء لتكن حينها إدانتكم في محلها.