الأقباط متحدون - عودة الخميني وتأسيس اول جمهورية إسلامية
أخر تحديث ١٥:٣٧ | الجمعة ٣٠ يناير ٢٠١٥ | ٢٢ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٦٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عودة الخميني وتأسيس اول جمهورية إسلامية

 عودة الخميني وتأسيس اول جمهورية إسلامية
عودة الخميني وتأسيس اول جمهورية إسلامية
حلول مبتكرة لمقاومة التطرّف والارهاب (١٠)
 
(تعليق على تعليقات القرّاء : من مميزات معظم مجلات الانترنت انها تسمح للقراء بالتعليق على مقالات الكتاب، ومن المفترض ان القاريء يعلق على مقال الكاتب،
 
ولكن بعض القرّاء يتجاهل مقال الكاتب (بل وأشك انهم لا يقرأون المقال أصلا) بل ويذهبون الى تعليقات عقيمة مستمرة من الردح الديني على أساس ان ديني أفضل من دينك وان النبي بتاعنا أفضل من النبي بتاعكم، وللاسف، وبالرغم من إيماني بحرية التعبير، مثل تلك التعليقات تصيبني باليأس من الإصلاح وتشعرني بأنني اكتب لنفسي وإنني انفخ في قربة مقطوعة، ولذا اقترح على إيلاف ان تبدأ باب جديد وتطلق عليه:
 
"باب الردح الديني" وتعطي فرصة لكل من يرغب في شتيمة دين الاخر ان يذهب الى هذا الباب وياخد راحته في الشتائم ويتركونا في حالنا وانا أفضل تعليق واحد محترم وموضوعي حتى وان كان نقدا حادا للمقال ولي شخصيا عن الف تعليق معظمها يقع في نطاق الردح الديني).
 
...
في يوم اول فبراير عام ١٩٧٩ شاهد العالم كله هبوط الامام الخميني من طائرة اير فرانس في مطار طهران بعد ان أمضى ١٤ سنة في المنفى في فرنسا، وانا اعتقد انتصار الخميني ومشهد نزول هذا الشيخ العجوز والذي كان يبلغ من العمر وقتها ٧٧ عاما الى مطار طهران بعد هروب شاه ايران الى مصر، كان مشهد وكأنه عودة بايران وبالعالم الاسلامي كله الى القرون الوسطى وبداية الحرب الحديثة بين الغرب والعالم الاسلامي.
 
وبعد نهاية عصر الاستعمار الاوروبي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي تولى الحكم الحكام الوطنيون من أهل تلك البلاد كان ابرزهم جمال عبد الناصر في مصر وكان معظم هؤلاء الحكام علمانيين بمفهوم فصل الدين عن الدولة، واتجه معظمهم الى اليسار ميلا للاتحاد السوفيتي ليس اقتناعا بالمبادىء اليسارية والاشتراكية ولكن نكاية بالغرب الاستعماري، وكان لدى هؤلاء الحكام الوطنيون فرصة ذهبية للنهوض ببلادهم بعد

سنوات الاستعمار، وكان لديهم فرصة ذهبية للبناء على ما تم بناؤه من بنية تحتية ممتازة تم بناؤها في سنوات الاستعمار، ولكن بدلا من ذلك اخذوا في هدم القديم وفشلوا في بناء الجديد. 
 
ودخل هؤلاء الزعماء في حروب ومعارك وهمية خارجية وداخلية وبدلا من التركيز على رفع مستوى التعليم والتنمية الاقتصادية اخذوا يحاربون أعداء الداخل والخارج ويتوهمون المؤامرات الأجنبية وكانهم يحاربون طواحين الهواء، وفي تلك الأثناء ومع الفشل الداخلي والخارجي المتزايد فقد الناس إيمانهم بالقومية والوطنية والعلمانية والاشتراكية واتجهوا الى الموروث الوحيد والثابت لديهم وهو الدين.
 
وفي ايران حاول الشاه التوجه بايران نحو الغرب بشكل متسارع ولكنه نسى اهم المباديء التي بنى الغرب عليها حضارته الا وهي مباديء الحرية والعدالة والمساواة، وملا سجون ايران بمعارضيه وسمح للفساد بان يستشري في البلاد وزادت الهوة بين الأغنياء والفقراء، لذلك اتجه الفقراء الى ملالي ايران والذين ملأوا الفراغ باستخدام  الدين ووعدوا فقراء ايران بعدالة السماء في الدنيا وبالجنة ان لم تتوفر عدالة الدنيا.
 
ومن المفارقة ان عبد الناصر فشل لعدائه غير المبرر للغرب وشاه ايران فشل لارتماءه غير المبرر في احضان الغرب (والذي تخلى عنه عندما كان يبحث عن منفى يأويه هو وأسرته) ولكن غير العجيب والمنطقي ان رجال الدين هم من احتلوا فراغ عبد الناصر وشاه ايران فظهر الشيخ الشعراوي في مصر بعد عبد الناصر وكنت اعتبره بمثابة (خميني مصر) بما كان له من شعبية في أوساط كل مسلمي مصر وظهر الخميني في ايران بعد ان وصله الحكم على طبق من ذهب.
 
 ونشأة اول جمهورية إسلامية في العصر الحديث في دولة من اهم دول الشرق الأوسط والعالم الاسلامي كان حدثا تاريخيا ليس في ايران وحدها ولكن في العالم الاسلامي كله:
 
اولا: أعطى دفعة قوية للإسلام السياسي لان العالم كله قد رأى كيف استطاع الاسلام السياسي والمنظم تنظيما ممتازا ان يتغلب على واحد من اعتى الأنظمة السياسية في العالم الاسلامي وكيف استطاع تحييد الجيش الإيراني والذي كان يعتبر من أقوى جيوش المنطقة، وأصبح حكم الاسلام السياسي واقعا مما أعطي جماعات الاسلام السياسي في مصر وباكستان وشمال افريقيا من إمكانية تكرار ذلك في بلاد اخرى
 
ثانيا: فوز الاسلام السياسي بكعكة ايران اثار خوف حكام الخليج وغيرهم من تكرار هذا في بلادهم، وبدلا من البدء في عمل إصلاحات داخلية حقيقية، اتجهوا الى تقوية الجماعات الدينية المتشددة الداخلية وشجعوا المزيد من مظاهر التدين، وأصبح الامر وكأنه مباراة بين ايران وباقي الدول الاسلامية لكي نرى من اكثر تشددا في تفسير وتنفيذ التعاليم الدينية.
 
ثالثا: انكشفت و انكمشت الاتجاهات الليبرالية والعلمانية واليسارية وأصبحت في موقع الدفاع عن النفس، ليس هذا فحسب بل وراينا الكثير منهم اخذوا في القفز الى قطار الاسلام السياسي لأنهم عرفوا بحسهم النفاقي انه الحصان الرابح
 
رابعا: زاد العداء بين الغرب والإسلام بصفة عامة، وبين ايران وأمريكا بصفة خاصة وأطلق الخميني لقب الشيطان الأعظم على أمريكا وأطلق جورج بوش الابن رئيس أمريكا السابق على ايران انها جزء من محور الشر في العالم. وأصبح الصراع بين محور الشر والشيطان الأعظم !!
 
...
وكيف نستفيد من تجربة نجاح الخميني في مقاومة التطرّف والارهاب؟ كيف يمكن ان يتعلم العلمانيون العرب والمسلمون في الوصول الى قلوب شعوبهم وخاصة الطبقات الفقيرة منهم كما فعل ملالي ايران في الأحياء الفقيرة والقرى الفقيرة في ايران وكما فعل الاخوان المسلمون في احياء القاهرة والإسكندرية الفقيرة والقرى الفقيرة في باقي مصر، وكيف قدموا لهم خدمات دينية واجتماعية وتعليمية بينما فشل العلمانيون في كل شيء باستثناء ظهورهم في برامج التوك شو والفيس بوك وتويتر بينما فشلوا في الاحتكاك بعامة الشعب،

فهل يستطيع العلمانيون ان يتعلموا من الخميني واعوانه؟ أشك في ذلك!
 
Samybehiri@aol.com

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.