- تهديدات القاعدة مادة مطهِّرة انسكبت على جرح المواطنة
- "العفو" تدعو لعدم التحرش بالمرشحين، و"عقيل": المشاركة هي الضمان الوحيد للديمقراطية
- "وفاء الجندى": نواب مجلس الشعب يستطيعون أن يقضوا على بزوغ أي فتن طائفية
- القس باسيليوس صبحي: الغرب اهتم بالحضارة القبطية بينما أهملها المصريون
- أديرة وادي النطرون.. وهروب من ضجيج وقسوة الحياة
بلادي.. بلادي.. كيف ينشغل بكِ فؤادي؟؟
"النشيد الوطني".. هل له يزرع روح الانتماء؟؟
هل المجتمع في حاجة لسماع الأغاني الوطنية؟؟!
تحقيق: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون.
في إطار زيادة روح الانتماء والإحساس بأهمية الوطن، قرر السيد "عبد اللطيف المناوي" رئيس مركز أخبار مصر، والتابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون؛ إذاعة السلام الجمهوري يوميًا في تمام الساعة السادسة صباحًا على إذاعة "راديو مصر"، بالإضافة إلى اعتماد دقات ساعة جامعة القاهرة، والتي كانت إحدى العلامات المميزة للإذاعة المصرية على مدار تاريخها.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل إذاعة السلام الجمهوري سيُنمي مشاعر انتماء الشعب لهذا الوطن، لذلك قامت صحيفة "الأقباط متحدون" باستطلاع رأي للشارع المصري، عن مدى تأثير سماع السلام الجمهوري أو الأناشيد الوطنية عمومًا، في شعورهم بالانتماء الوطني.
قال "وليد"،مدرس، في الثلاثينات من عُمره: إن السلام الجمهوري نسمعه كل يوم في طابور الصباح، ولكن هذا لا يزيد من انتمائنا لوطن يبخل علينا بأبسط حقوقنا في حياة كريمة، ويحرمنا حتى من استنشاق هواء نقي، فالتلوث يحيط بنا في كل نواحي حياتنا، وأصاب كل شيئ؛ من الهواء إلى الماء إلى الطعام، فكيف إذن ننتمي لوطن أصبح كل شيئ به يصيبنا بالسرطان والامراض؟
مصر من البلاد التي تلفظ ابنائها
وتقول "سحر"، طبيبة، في الأربعينات من عُمرها: أنا أعمل منذ عشر سنوات بإحدى الدول العربية، فمصر من البلاد التي تلفظ ابنائها، ولا تتيح لهم فرصة حقيقية للنبوغ، والدليل على ذلك، العالم "أحمد زويل"، والدكتور "مجدي يعقوب"، اللذان وجدا في الخارج الفرصة الحقيقية لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم العلمية.
ويتساءل "رامي"، شاب في الخامسة والعشرين من عُمره، وخريج كلية تجارة، ولا يعمل، وهو يصف نفسه بسخرية لاذعة أن مهنته في البطاقة (عاطل)؛ كيف أنتمي إلى وطن لا أجد فيه فرصة عمل؟ ولا أجد فيه الطريق لتحقيق أحلامي، واستطرد قائلاً بيأسٍ وإحباط: أنا أحب فتاة منذ مرحلة الجامعة، ولم أتمكن من الارتباط بها، فهي تنتظرني بلا طائل.
البلد ابتلعت مني ولدي الوحيد
وتركت "رامي" بإحباطه ويأسه، وذهبت إلى عم "حسنين"، والذي تجاوز عمره الستين عامًا، ويعمل بمهنة نجار موبيليا، وسألته: هل تتذكر تلك الكلمات: (بلادي بلادي.. لكِ حبي وفؤادي)، فأجاب والدموع ترقرق في عينيه: كنت أحب هذا البلد قبل أن تبتلع مني ولدي الوحيد، وهذا حدث أثناء سفره على متن إحدى المراكب إلى "إيطاليا"، علَّه يجد فرصة عمل هناك، وذلك بعد أن فشل في الحصول على أية وظيفة أو عمل ببلده هذه.
أما "مينا"، وهو صبي يبلغ من العُمر حوالي ثلاثة عشرعامًا فيقول: أنا لا أحب المدرسة، ولا المدرسين؛ لأنهم يُحقرون من شأني لعدم استطاعة والدي أن يدفع لي قيمة الدروس الخصوصية، لذلك.. أتمنى أن أسافر إلى خارج مصر لعلني أجد مدرسة ومدرسين يحترمونني، ولا يجبرونني على أخذ هذه الدروس الخصوصية، وبالطبع سيكونون أمناء في الحصص الدراسية، ويوصلون كل المعلومات المتاحة.
ما هو معنى الوطن
بينما السيدة "صفية"، وهي ربة منزل في الخمسينات من عُمرها، فلا تفكر في قضية الانتماء للوطن، بل كل تفكيرها ينحصر في شيئ واحد، وهو كيف تدبر قوت يومها لها ولأولادها، وتعلمهم بتلك الجنيهات القليلة التي يضعها زوجها في يدها كل شهر.
ويقول "إبراهيم"، أحد الشباب المثقفين في تساؤل مرير: ما هو معنى الوطن؟ هل هو المكان الذي نولد فيه وندفن في ترابه؟؟ أم هو معنى للاطمئنان والسكينة والحياة الكريمة؟؟؟ تلك المعاني التي لم تعد متوفرة إلا لقلة قليلة تملك كل شيئ؛ المال والسلطة والنفوذ.
الأغنية الوطنية لا سوق لها
وعن أهمية الأغنية الوطنية، يحدثنا الموسيقي "عماد يسى" قائلاً: إن الأغنية الوطنية لها أهمية وقيمة كبيرة في الأزمات والأحداث الوطنية، لما تعكسه من حب الوطن، والانتماء له، بالإضافة إلى زرع روح الحماس تجاه قضايا الوطن.
ويُعرب عن أسفه لغيابها، حيث أن الأغنية الشبابية، والاغاني المُسفَة، والتي تقدم الإغراء بطريقة مُبتذلة، أصبحت هي المنتشرة لتلهي الشعب عن مشاكل وطنه، كما أن الأغنية الوطنية لا سوق لها، لذلك لن يُقبل على إنتاجها المنتجون، مؤكدًا على أن الانهيار الثقافي والسياسي والاجتماعي، الذي يعاني منه مجتمعنا، أدى إلى غياب الأغنية الوطنية، بل أدى إلى غياب حب الوطن والانتماء إليه والتفكير في همومه، فأُصيب الجميع بحالة من اللامبالاة والياس والسليبة.
كيف يولد الشعور بالانتماء في ظل الفساد؟؟
عن غياب الشعور بالانتماء لدى الشعب المصري، يقول الدكتور"مجدي الجزيري"، عضو مجلس الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة، أن ضعف الشعور الوطني لدى الشعب يأتي بسبب إحساسه بالظلم واليأس والإحباط؛ لأنه يفتقد احترامه وكرامته، بل وإنسانيته في بلده، و يفتقد للاستمتاع بحرية التعبير عن رأيه، وأيضًا حرية الحوار والتفاهم وقبول الأخر له، و يفتقد أيضا التوزيع العادل لموارد الثروة، ويعاني على المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي من حالة من الحرمان والانهيار.
وينهي كلامه متسائلاً: كيف يولد الشعور بالانتماء في ظل منظومة الفساد والمحسوبية والرشوة؟؟
شعور الفرد بأنه جزء من المجتمع
ويُعرِّف أستاذ "أشرف الدعدع" رئيس مجلس أمناء مؤسسة الانتماء الوطني لحقوق الإنسان الانتماء بأنه: شعور الفرد بأنه جزء من المجتمع الذي يعيش فيه، ويفتخر بالارتباط به، ولكي يفتخر المواطن بوطنه؛ يجب على الدولة أن تُؤمِّن له الحماية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأن تساوي بين الجميع أمام القانون، وفي الحقوق والواجبات دون تمييز فيما بينهم، على أساس اللون أو الأصل أو المعتقد، وأن هذا التمييز من شانه أن يجعل هؤلاء الأفراد يبحثون عن جماعة ينتمون إليها، لتحميهم وتقبلهم، وهنا يكون البحث عن الجماعة ذات الجذور الدينية أو العائلية.
النشيد الوطني يُجسد حياة الشعوب
ويرى الدكتور "عاطف العراقي" أن النشيد الوطني هو تجسيد لتاريخ وحاضر الشعوب، حاملاً بين طياته التطلع للمستقبل المنشود؛ فالأغنية الوطنية عامة تمثل مجموعة من المشاعر النبيلة، التي يحملها الفرد للجماعة التي ينتمي إليها بكل أبعادها الجغرافية والتاريخية والثقافية، موضحًا أنه من الجيل الذي أسعده الحظ بازدهار الأغنية الوطنية، فاستمعوا وطربوا وشاركوا بشغف في ترديد أغنيات عَبَّرت بصدق وجمال عن نبض الناس، من خلال معان عميقة، وكلمات بسيطة.
والحقيقه أن دور الأغنية الوطنية ينتعش في فترات الصعود الاجتماعي والنهضة، أما في وقت الأزمات الاجتماعية والسياسية، فتتحول الأغنية الوطنية إلى صيحة تستصرخ يقظة الوطن والمواطن.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :