بقلم: فاروق عطية
هي سيدة متعددة القدرات والمواهب لا تخشي في الله لومة لائم, مولودة فى القاهرة 18 سبتمبر 1964, تخرجت من كلية الهندسة جامعة عين شمس تخصص عمارة 1978, شاعره و كاتبه صحافية ومترجمة وحقوقيه معروفه. هي من الكتاب الحريصين على سلامة اللغة العربية نحويًا وصرفيًا ومن حيث الصياغة الأدبية. لها دراسات كتيره حول المخاطر اللي تهدد لغتنا الجميلة. لها حوالي العشرين كتابا ما بين الشعر والفكر والترجمات والنقد الأدبي. لها أعمدة ثابتة أسبوعية في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية. شاركت في العديد من ورش الترجمه العالميه مع نخبه من شعرا ومترجمين عالميين. ترجمت روايات لفرجينيا وولف، فيليب روث، تشيمامندا نجوزى آديتشى- جون ريفنسكروفت, كما ترجمت دواوين لعدد كبير من شعراء العالم. وكتب فكرية لعالمة الأنثروبولوجي الأمريكيه هيلين فيشر.
مثلت مصر فى كثير من المهرجانات الأدبيه والمؤتمرات الثقافيه الدوليه, مثلت مصر فى مهرجان الشعر العالمى فى روتردام (هولندا) و مهرجان المتنبى الدولى فى زيوريخ (سويسرا) ومهرجان ڤالينسيا (فنزويلا)، ومهرجان كوزموبوليتيكا فى قرطبة (اسبانيا), وفي برلين (ألمانيا) وباريس (فرنسا) وتورنتو (كندا) وكاليفورنيا ( الولايات المتحدة) والأردن والمغرب وتونس ولبنان وسورية والسعودية والكويت والبحرين والعراق وليبيا واليمن وغيرها. عضوة فى مكتبة الشعر الإسكوتلنديه وفى نادى القلم الدولى. تُرجمت قصائدها للغات كتيره واختارتها مكتبة الشعر الأسكتلنديه كإسم من أهم أسماء الشعراء العرب الأعضاء فى المكتبه. نال ديوانها الخامس " قارورة صمغ " الجائزه الاولى فى مسابقة الشعر العربى فى هونج كونج عام 2006 وتُرجم للغتين الإنجليزىة و الصينية. متزوجة من المهندس المعماري نبيل عبد اللطيف شحاته, لها ولدين هما مازن"مهندس معماري"وعُمر "فنان" وهو الذي رسم غلاف ديوانها السادس (صانع الفرح) ولم ترزق ببنات. عن المبدعة فاطمة ناعوت أتحدث.
تقدم المحامي الدكتور سمير صبري ببلاغ للنائب العام ضدها، يطالب بالتحقيق معها, وقال في بلاغه " انتقدت المبلغ ضدها فاطمة ناعوت شريعة الذبح في عيد الأضحى، واصفة ما يفعله المسلمون في عيدهم، بأنه أهول مذبحة يرتكبها الإنسان كل عام منذ 10 قرون، وكتبت في تدوينة لها عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تحت عنوان (كل مذبحة وأنتم بخير)، (بعد برهة.. تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف، ويكررها كل عام وهو يبتسم)". وأضاف، أنها وصفت الذبح خلال العيد بأنه "مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، ورغم أن الكابوس مرَّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله،
إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتُهرق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي، رغم أن اسمها وفصيلها في شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص في النص، فعبارة ذبح عظيم لا تعني بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة", ثم أردف، "تابعت ناعوت في تدوينتها قائلة (هي شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يُلبس الشهيةَ ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يُقل.. اهنأوا بذبائحكم أيها الجسورون الذين لا يزعجكم مرأى الدم، ولا تنتظروني على مقاصلكم،
انعموا بشوائكم وثريدكم وسأكتفي أنا بصحن من سلاطة قيصر بقطع الخبز المقدد بزيت زيتون وأدس حفنة من المال لمن يود أن يُطعم أطفاله لحم الضأن الشهي، وكل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادة)". وطالب صبري، في بلاغه، بسرعة التحقيق مع ناعوت لأن الأضحية من العبادات المشروعة في كتاب الله وسنة رسوله الكريم. وقد أحال النائب العام المستشار هشام بركات البلاغ إلى محكمة الجنح للمحاكمة، بتهمة ازدراء الأديان. وأن نيابة وسط القاهرة هي من أعدت القرار بعد الاستماع لأقواله وأقوال المشكو في حقها، وتم تحديد أولى جلسات محاكمتها الأربعاء 28يناير 2015.
ورغم أن وكيل النائب العام لوسط القاهرة قد أسهب في السؤال عن معني ومدلول كل كلمة فيما جاء بالبلاغ وأجابته ناعوت إجابات وافية تُعرب بها عن صحيح إيمانها يالإسلام وشعائره, لكنه رغم ذلك أحالها للمحاكمة, قد يكون ذلك لأحد سببين: أولهما أن يكون قد اقتنع بأنها بريئة مما نسب إليها ولكنه أراد نجنب مواجهة تجار الدين وتجنب سخطهم عليه وترك أمر براءتها لعدالة المحكمة, والثاني أنه قد يكون من الخلايا النائمة الذين ينتشرون في كل مفاصل الدولة وأنه يحبز عقابها رغم براءتها.
كتبت ناعوت على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي في الأول من أكتوبر الماضي: "توضيح أخير أنا مسلمة لكنني لا أطيق إزهاق أي روح حتى ولو نملة صغيرة تسعى وليحاسبني الله على ذلك فهو خالقي وهو بي أدرى. وفي الأخير، كل احتقاري لمن يزايد على الناس في الإيمان بالله ويزاحم الله في محاسبة عباده قبل يوم الحساب." رغم وضوح الرسالة التي كتبتها بهذا الشأن، أكدت فاطمة لبي بي سي إنها رفضت طريقة الذبح والقسوة في التعامل مع الحيوانات، وأن الأسلوب الأدبي في كتابة ما نشرته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك هو السبب في فهم البعض للرسالة على أنها ترفض الأضحية من حيث المبدأ. وقالت " إن الإخوان هم من تقدموا بالبلاغ للانتقام منها لأنها تحاربهم منذ عام 2005. لأنهم لا يريدون الاستقرار لمصر وأنهم يستهدفون كل من يقاومهم".
الحقيقة أنهم لا يحاكمنها يسبب ازدراء الإسلام, ولكنها الحجة التي اغتنموها ليمثلوا بها, لكنهم يحاكمونها لأسباب أخري عديدة:
ـ فاطمة ناعوت ناشطة علمانية تحارب الدولة الدينية وترفض الدولة الدينية التي يهيمن عليها المتأسلمون وتجار الدين, كما أنها أيضا ترفض حكم ضباط الجيش وسيطرتهم علي الدولة وتريدها دولة مدنية يتداول فيها الأحزاب الحكم حسب الدستور والقانون.
ـ فاطمة ناعوت ترفض البند الثاني من الدسنور (مصر دولة إسلامية) وتقول أن بقاء هذا البند ضد حق المواطنة المكفول للجميع ويجعل مسيحي مصر مواطنين من الدرجة الثانية, والأقليات المهمشة كالبهائيين والشيعة مواطنين من الدرجة الثالثة.
ـ فاطمة ناعوت تؤمن بالوطن ووحدة نرابه وسلامة حدوده وترفض الخلافة التي تذيب الحدود وتجعلها مفتوحة. وهي شديدة الفخر بمصريتها بتاريخها الفرعوني والقبطي والعربي كتاريخ متكامل وترفض أن يهمش جزء من تاريخها لحساب جزء آخر.
ـ فاطمة ناعوت من المؤمنين بهوية مصر الفرعونيه و ثقافتها المصريه وتدافع عن مصريتها وتتمني أن يفعل كل مصري ذلك وأن يتعلموا علم المصريات "المصرولوجيا" Egyptology حتي يفخروا بهويتهم العريقه, وهي لا تؤمن بالقومية العربية وشديدة التعلق بالقومية المصرية لدرجة أنها ترفض إسم مصر العربية وتنادي بعودة إسمها مصر.
ـ فاطمة ناعوت تفرق بين الحكم الإسلامي والحكم بالإسلام, وتري أن حكم الإسلام هم حكم مدني يتسم بالعدل والعدالة ولا يفرق بين المواطنين حسب الدين أو اللون أو الجنس أي أنه حكم علماني, أما الحكم بالإسلام فهو حكم تجار الدين والمتأسلمين والجماعات المتطرفة التي تريد الهيمنة واحتكار الحكم وعودة الخلافة.
ـ فاطمة ناعوت تؤمن بحقوق المرأة وأن لها حق كامل كالرجل لأن الله خلق الإنسان من ذكر وأنثي وساوي بين اليشر, وأن المرأة كاملة الأهلية وليست عورة ولا للإمتاع وهي حرة فيما تلبس أوتفعل في حدود العرف والدين القويم. وتحارب ختان البنات وتري أن الختان هو بتر لجزء من المرأة وأنه ليس من الإسلام ولكنه عادة أفريقية تسللت للإسلام في عصور الظلام.
ـ يتهمونها بأنها ادعت أن آيات القرآن متناقضة, رعم أنها لم تذكر ذلك ولكنها أشارت للناسخ والمنسوخ بين الآيات المدنية والمكية وأرادت من المشايخ أن يوضحوا للناس أن بعض الآيات التي نسخت بآيات أخر كانت لها ظروف تاريخية يجب تبيانها للناس حتي لا تؤدي لما نراه اليوم من إرهاب وقطع للرقاب.
ـ فاطمة ناعوت تحترم جميع الأديان السماوية منها والوضعية, قالت أن المسيحية والبوذية والزرادشتية من أرقي الأديان, وأنها تحترم البوذية التي تحرم قتل حتي حشرة تسعي وعي أيضا لا تقتل نملة في منزبها.
ـ فاطمة ناعوت رغم عشقها للغة العربية تري أنها لفة الغزاة العرب الذين احتلو مصر غزوا ونشروا لفعتهم بالقوة والجبروت.
ـ فاطمة ناعوت تقول أن التدين الصحيح يكون بالاقتناع وليس بالوراثة ولا مانع لديها من زواج المسلمة بمسيحي زواجا مدنيا.
لكل هذه الأسباب التي بعتبرها تجار الدين خطايا تحاسب ناعوت عليها وتدفع الثمن من حريتها, وأن ما يحدث لها هو تسديد لضريبة التنوبر التي تحمل لواءها, واقتنصوا ما كتبته عن نحر الأضحيات كذريعة مواتية لتركيعها. ولكننا كمثقفين وكتاب نقف بجوار ناعوت ونشد من أذرها في محنتها ونربأ بقضاء مصر الشامخ أن ينجرف لما يريده أرباب الظلام وتجار الدين وكلنا ثقة بأن براءتها ناجزة وستزيدها قوزة وصلابة لتواصل رسالة التنوير.