الثلاثاء ٢٧ يناير ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
الارتجالية والخيبة القوية
بقلم : مينا ملاك عازر
مع بالغ أسفي، أنعي لمصر كلها شهداء الذكرى الرابعة لثورة يناير، تلك الثورة التي جاءت بالشهداء ويحتفل بها وسط دماء الشهداء، وأكاد أشك أنها تعيش وتتعايش على الدم، بيد أنك بحاجة عزيزي القارئ أن تستفسر عن سر أسفي في ما أقدمه من نعي، أثق بأنك تدرك جيداً أن الأسف المعتاد مع نعي الشهداء يتزايد الآن إذا ما وجهته لجماهير الإرهابية حينما أشعر بأساهم وضيقهم حينما يعجزون وللأسف عن اعتبار أربعة من الأقباط المسيحيين المستشهدين في أحداث يوم الأحد بجمهورية المطرية وعين شمس، تلك الجمهورية الإخوانية القابعة في شرق العاصمة المصرية، أقول أن الإخوان لن يستطيعوا للأسف ان ينسبوا الأربعة الأقباط المستشهدين في جمهورية المطرية وعين شمس لأنفسهم كعادتهم الخسيسة في نسب شهداء الاتحادية لأنفسهم وغيرهم من شهداء مصر.
يزداد أسف الجماعة الإرهابية حينما يجدون أنفسهم عجزة تماماً عن أن ينسبوا شيماء الصباغ شهيدة الورود والحماقة الأمنية لأنفسهم، فقد كانت شيماء المنتمية لحزب التحالف الاشتراكي البعيد كل البعد عن الإخوان في أفكاره تحمل الورود، وحمل شيماء الورود يتنافى مع مبادئ الإخوان حملة السلاح ومستخدميه، شيماء كانت ترنو إلى وضع الورد في التحرير لكن الإخوان يرنون إلى أن يدفعوا شيماء ومن على شاكلتها لوضع الورود على قبور شهداء جدد فاشتياقهم الدائم للدم لم ولن ينطفئ أبداً، ولم يزالوا يسعون سعياً حثيثاً لزيادة حصيلة القتلى، وزيادة حصيلة التخريب.
كل هذا أحدثكم فيه عن أسي الإخوان وأأسف لهم عن أساهم وفشلهم هذا، بيد أنني لا أستطيع أبداً أن أخفي عنك صديقي القارئ، أسف أعظم من هذا، أسف باعثه الحقيقي أفعال شرطتنا الحمقاء تلك الشرطة التي إن لم تكن قد أدركت بأبسط مبادئ الأمن التي نتعايش بها أن حيي المطرية وعين شمس استحالا إلى جمهورية إخوانية يجب اجتثاث سيطرة الإخوان عليهما، أفهم أن يكن للإخوان سيطرة وهيمنة على أطراف الجممهورية حيث المناطق النائية والصحراوية لكن أن تكن سيطرتهم في شرق القاهرة -العاصمة المصرية- فهذا لا يعني إلا تخاذل وتجاهل، وقد يكن تواطؤ من الشرطة المصرية في أن يبق هذا الوضع هكذا، ليست أول مرة أن يحتل الإخوان ميدان المطرية وتعود الشرطة للسيطرة عليه، بعد انسحاب مذل ومهين أمام جماعة إرهابية، لم تكن هي المرة الأولى ولا أظنها الأخيرة أن تستطيع حشود ضعيفة عدداً ولكنها كثيفة العُدة أن تستحوذ على منطقة عين شمس، وترتع بها وتحرق وتدمر وتخرب بها، كل هذا والشرطة المصرية تقف ساكنة لا تستطع أن تحرك ساكناً أمام هؤلاء لكنهم يستخدمون بالغ العنف في فض مظاهرة سلمية لا جدال في هذا- تتجه من ميدان طلعت حرب لميدان التحرير تحمل الورود تحتفل بعشية ذكرى ثورة يناير حتى أنه إن لم يكن من عنفها المفرط أسقطت شهيدة بخرطوش لا مبرر له، فربما بعنفها هذا أعطت الفرصة لمندس ان يرتكب تلك الفعلة وسط هياج أمني وارتجالية وخيبة قوية من شرطتنا معنين فقط بفض المظاهرة وليس بتأمين مواطنين بها يستحقون التأمين، وضبطهم باحترام إن تجاوزوا القانون بتظاهرهم بدون اتباع قانون التظاهر، أقول أستغل مندس هرجلة الشرطة وهياجها في فض المظاهرة واغتال شيماء، الله وحده يعلم من فعلها، وأتمنى ألا يبقى وحده يعلم لنعلم كلنا من فعلها، ولنقتص ولأول مرة من فاعل مجهول اعتاد أن يغتال ويهرب، لا أقول أبداً أن من قتل شيماء هو من قتل من سبقوها ومن تلوها، فلعله فاعل مختلف ولكن أقول أن من يفعل تلك الأفعال مع اختلافه اعتاد أن يعيش آمناً في وسط شرطة تأبى أن تعرف دورها الحقيقي في تأمين البلاد والعباد.