بقلم: صفوت مجدي
يعتبر النسر من أكثر الطيور المعمّرة، إذ يصل عمره إلي ( 100) سنة، ولكن الشيء العجيب، أنه في معظم فترات حياته، يظل محتفظًا بشبابه .!!
إنه بين حين وأخر، عندما يتلف ريشه ويضعف، بل ويشيخ ويعجز، ينتفه.
يقوم بنزعه، ويجلس أمام الشمس، حتي ينبت عوضًا عنه ريش آخر، جديد وقوي.
وهو بتلك العملية، يستعيد شبابه مرة أخري.....حتي يطير ويحلق في السماء.
هذا ما يفعله النسر، إنه يرفض أن تدب فيه الشيخوخة، والعجز، ومظاهر الضعف.
يريد دائمًا ألا تعوقه أي أمور علي التحليق والطيران، فتلك متعته..!
ونحن- أنا وأنت- أ لسنا في إحتياج للطيران والتحليق؟!
أ تُوجد أيام تشعر فيها، وكأنك صرتَ كهلاً لا قدرة لك؟!!
أ.تشعر في يومِ إنك قد انهرت، وسرت في طريق لاعودة منه؟؟
كلها مشاعر يمر بها النسر، لكنه لا يقف أمامها كثيرًا.
يرفض عجزه وضعفه..
ينطلق لأعلي نقطة، وينزع ضعفه، ويفرد جسمه أمام نور أشعة الشمس المشرقة.
وعندما نعاني من هذه المشاعر، ليس لنا مكان سوي محضر الله...
هناك نعترف بضعفنا وعجزنا، وننزع كل اتكال علي نفوسنا..
هناك نجرد أنفسنا من كل شئ وننحني أمام أشعة محبته الساطعة.
وهناك..ستعمل لمسات نور روحه القدوس، في جسم بشريتنا الضعيف.
سنعاين النور الذي يلدنا من جديد...فنصير خليقةً جديدة!
اليوم...متاح لك ولي، أن ندخل ونرمي نفوسنا العاجزة الُمتعبة هناك أمامه.
متاح لك أن تصرخ وتتكلم معه، معترفًا بذلك العجز، أو.......أو تصمت.
فهو يدرك عجزك حتي ولو لم تكن لك القدرة علي الكلام.
وهو ليس فقط يعلم، بل ويُقدّر حالتك ومرارة نفسك.
فقط ادخل وارتمي عليه...وحتماً ستخرج فرحًا.
فهو لن يرذلك ويخزلك مهما تكن...بل يقبلك ويحملك.
مهماً تكن سيُخرجك من ضيقك إلي رحب لا حصر فيه!