نبيل المقدس
واضح أنه مش عيب أن نخالف دستور ما بعد ثورة 30 يونيو الشعبية .. مش عيب أن لا نُنَشِطْ بعض بنوده ... مش عيب أن نجد أن المؤسسة الرئيسية تتجاوز أو تتغاضي عن قوانين من حق الشعب صاحب هذا الدستور ... مش عيب أن يتواجد حجاب بيننا وبين المؤسسة الرئاسية في بعض الأمور التي تخصنا ... ذهبنا إلي الإستفتاء علي الدستور الذي كان أمل لنا .. وأرتضينا به بالرغم من وجود عيوب .. لكن في سبيل أن ننجز الإستحقاق الأول كبداية ,و لكي نهديء من صخب بعض دول العالم لرفضه ثورة 30 يونيو , قمنا بالإستفتاء بسرعة للإنتهاء و لنظهر للعالم اننا جادون. وإتضح أيضا أنه مش عيب أن تنعدم الشفافية بين الرئاسة وبين الشعب في عدم التصريح عن الأسباب التي جعلتها تغمض عيناها عن عدم حل جميع الأحزاب الدينية !! .. لماذا هذا الصمت الرهيب ومحاولة البُعد عن التكلم في هذا الموضوع .. إلا بكلمات وتصريحات ليست من المؤسسة بل من هذه الأحزاب الدينية ؟؟
فقط سمعنا من سيادة الرئيس كلمتين خطف " علي الماشي " عن حقيقة وجودهم كأحزاب , وممارسة ترشحهم لمجلس النواب. والسبب أن هذه الأحزاب وَعَدُوه وخصوصا حزب النور بأنهم حزب مدني علي الأرض 100 % وسوف يمارسون السياسة علي أساس مدني .. والمصيبة الكبري أن هناك شخصيات سلفية كانت موجودة وشاركت فعليا في وضع بنود الدستور .. فليس من المعقول أن لا يتذوقون الطبخة التي طبخوها سريعا أيام جلسات كتابة الدستور... "فطباخ السم , يذوقه" علي رأي المثل المصري.
كما أن حزب النور السلفي يريد رد الجميل لإبن عمهم الإخوان الإرهابية فراح يضع بعض مَنْ كانوا خلف الرئيس المخلوع مثل مستشار "مرسي" ووكيل برلمان الإخوان علي قوائم "النور.." ولكي يصبح حزب النور أمام الشعب واللجنة العليا للإنتخابات قانونيا إلتجأ إلي "نظرية التقية" التي يتقنونها جيدا .. فألقوا شباكهم علي بعض المسيحيين الخونة , ونجحوا في إصطياد وضم عددا من المسيحيين لهم .. هؤلاء الخونة باعوا مسيحهم ووطنيتهم وهويتهم بـ 30 فلس ... وأتعجب .. هل هؤلاء الخونة نسوا ماذا فعلت الحركات السلفية في الهجوم علي البابا شنودة .؟؟ هل نسوا حرق الكنائس بعد الثورة الشعبية الكبري يوم 30 يونيو ؟؟ هل هؤلاء الشرزمة من المنافقين نسوا أن مَنْ إنضموا إليهم , هم في الداخل لايقبلونهم أصلا ولا يحبونهم ولا يلقون عليهم السلام , ولا يشاركونهم فرحتهم بأعياد ميلاد يسوع وبعيد القيامة . ؟؟!! لكن مصلحة السلفيين مُجبرون أن يقبلوهم في حزب النور..!!
هؤلاء اليهوذيات .. ماتوا روحيا ووطنية في سبيل المال .. والشهرة والشهوات المادية .. وسوف يندمون ويتأكدون أنهم ما إلا عرائس مولد .. فبعد ما تنتهي هوجة الإنتخابات سوف يلقونهم خارج الإيطار الحزبي .. لأن السلفيين يكرهون كل مسلم لا يقتنع بمبادئهم فكم بالحري القبطي .. هؤلاء الخونة سيصبحون ذيول وعبيد لحزب النور .. سوف يجندوهم كسعاة لمكاتبهم في مقر الحزب .. وربما بعد ماتنتهي هوجة الإنتخابات سوف يطردونهم خارج الحزب .. فقد أنهوا الخدمة .. وكل شيء بحسابه...!!
وما يؤسفني حقا أن الأحزاب المدنية مازالت حتي كتابة هذه السطور تتشاور وتتفق علي انشاء تحالفات .. ثم نجد ثان يوم أن كل هذه الإتفاقيات والتحالفات تم حلها .. فهي ضعيفة واضاعت وقتها السابق في التباهي الوهمي , لم نشاهدهم علي الأرض مندمجين مع الشعب .. ونجد في نفس الوقت حزب النور ينظم قوافل طبية بشرية وبيطرية تجوب الأقصر والشرقية والغربية وبعض المحافظات الأخرى، وتعالج تلك القوافل المتخصصة في العيون والقلب والصدرية وتقدم للمرضى الأدوية بالمجان .. كما تعالج القوافل البيطرية الحيوانات والماشية بالمجان.
وكما قرأت أن الدعوة السلفية تعقد "ندوات" في بعض المحافظات المختلفة تحت اسم، "أخلاقنا"، بهدف نشر الحب والسماحة بين أبناء الوطن، ومحاربة التطرف والتكفير، بالرغم من أن هذا يتناقض مع أفكارهم.
هنا أسال نفسي هل الحركة السلفية علي وعدها بأنها بدأت تحارب التطرف والتكفير ؟؟ .. أم هذا نوع من التقية ! .. أم هي مِنْ الاعيب الشيخ برهامي واخوته الشيوخ ؟؟ .. أتصور أن إقامة ندوات لمحاربة التطرف والتكفير هو خداع .. لأن "فاقد الشيء لا يقدر أن يعطيه "
أخيرا .. أحب أن أهدي ليهوذات أحزاب النور هذه الأية : ليعرفوا ما موقعهم الحقيقي من بين المصريين أبناء مصر .
" وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ لوقا 3 : 9