إذا ذكرت قائمة الجنزورى تتحسس الأحزاب رؤوسها، ويلعنها المستبعدون، صارت هدفاً للقيل والقال، هناك اعتقاد سائد وكاذب بأنها قائمة الرئيس، والرئيس برىء من القائمة وما يأفكون، وأعلن هذا مراراً وتكراراً، ومثله الدكتور كمال الجنزورى قالها كثيراً، نحن لسنا قائمة الرئيس، ولكن هناك إصراراً عنيداً ومريباً لإلحاق القائمة بالرئيس، لغرض فى نفس يعقوب.
لم يخطئ الجنزورى فى مسعاه المشكور إلى قائمة وطنية موحدة، كما لم يخطئ آخرون فى السعى الحثيث إلى قوائم منافسة، لم يقبّح الجنزورى قوائم الآخرين. لِمَ تقبحون قائمة الجنزورى، وتتخرصون، أخشى أن هناك خوفاً يلوح من اكتساح قائمة الجنزورى، والهجوم عليها خير وسائل الدفاع عن هزيمة محتملة للآخرين، أقله فشلنا أمام قائمة الرئيس، هكذا سيبررون!
حسنا كان الرئيس صريحاً، لا قوائم رئاسية، والفرصة كاملة وليتنافس المتنافسون، يفضل الرئيس قائمة وطنية جامعة موحدة، حتى لا تتشتت الأصوات شيعاً وأحزاباً، فينفذ إلى البرلمان المتطفلون من عصور سبقت، والإخوان والوطنى وغيرهم كثر، لكنه لم يشر من قريب أو بعيد إلى قائمة الجنزورى.
الجنزورى أخذ على عاتقه فى الأخير، وقبل حديث الرئيس، أن يشكل قائمة، وبذل المستحيل لترضية الطامعين، حقه دستورياً، كما أنه من حق الدكتور عبدالجليل مصطفى وآخرين: لماذا نبلع قائمة عبدالجليل ونزدرى قائمة الجنزورى؟
للرافضين كل الحق فى الرفض ولكن الإغارة على قائمة الجنزورى صحفياً وفضائياً، والنيل من شخصه الكريم، وضربه تحت الحزام ليس من العدل فى شىء، قائمة الجنزورى التى تلعن فى كل كتاب الآن تعمل فى صمت لرص الصفوف، وخوض المعركة، لم تدعِ أنها رابحة، ولم تتمسح فى ثياب الرئيس، وستخوض الانتخابات على أمل الفوز، والخسارة واردة، لم تحتفل بمكسبها مقدماً، ولم تلغِ فرص الآخرين فى منافسة حرة عادلة، ولم تنفق إنفاق من لا يخشى الفقر، فقط لأنها قائمة الجنزورى فيقطع الكل من لحمها بالسكين.
حرب القوائم التى تستهدف قائمة الجنزورى ابتداءً، يخدمونها بكل تأكيد، كل هجوم على قائمة الجنزورى يصب فى صالحها، وكل اتهام يضيف إلى أرصدتها، وجاهزية قائمة الجنزورى بدلاً من أن تستنفر الجهود فى إنجاز القوائم المنافسة، يضيعون الوقت المتاح وهو قليل فى إجهاض قائمة الجنزورى، والرجل فى مكتبه بهيئة الاستثمار يجوّد قائمته ويزيد فى معاملات نجاحها. حتى لو فشلت قائمة الجنزورى يكفيه شرف المحاولة، وعلى المنافسين أن يحاولوا لملمة الصفوف، لمواجهة القائمة فى تنافس حر حقيقى بدلا من الخوض فى عرض قائمة الجنزورى، والحط من أسمائها. مشكلة قائمة الجنزورى كثرة الطامعين فى مكان مضمون فى قائمة تبدو مضمونة النجاح، البعض يعتبرها كالتعيين الذى هو من حق الرئيس فقط لا غير.
نقلا عن المصري اليوم