مؤرخون: فشل الوحدة مع سوريا سبب دعم مصر للجيش اليمني
السعودية استنزفت الجيش المصري بدعم الموالين للإمام المتوكلي
كتب – نعيم يوسف
عودة الاضطرابات والخطر على مصر
مع عودة الاضطرابات إلى اليمن، وتزايد المخاوف من تأثير هذه الاضطرابات على مجرى قناة السويس، في مصر يعود إلى الأذهان أهمية اليمن، وخاصة منطقة مضيق باب المندب، بالنسبة إلى القاهرة، كما يعود للأذهان مشاهد حرب اليمن أو ثورة سبتمبر كما يطلق عليها اليمنيون أنفسهم، وتدخل جمال عبد الناصر، والذي كان له أثرا كبيرا في نكسة عام 1967 للجيش المصري أمام الجيش الإسرائيلي.
الجيش اليمني يتحرك ضد الإمام المتوكلي
تعود أحداث الحرب اليمنية إلى قيام العقيد عبدالله السلال بانقلاب على المملكة المتوكلية، عقب قتل الإمام أحمد وتولي ابنه الإمام "البدر" حكم المملكة، حيث تحركت 13 دبابة من اللواء بدر، 6 عربات مصفحة، مدفعين متحركين، ومدفعين مضادين للطائرات. وكانت الكلية الحربية هي مقر القيادة والسيطرة على القوات التي تقوم بالانقلاب، ولتعلن الجمهورية اليمنية.
مساندة مصر للجيش اليمني
في مصر سارع نظام عبد الناصر إلى الإعلان عن للحركة الجديدة في اليمن، وتطورت الأحداث بسرعة ليشارك الجيش المصري بحوالي 70 ألف جندي، وذلك في محاولة لدعم حركة الجيش اليمني في مواجهة الإمام المتوكلي المدعوم من السعودية والأردن، وبريطانيا، وقد نجحت السعودية –المعادية لنظام عبد الناصر آنذاك- في استنزاف طاقة الجيش المصري بدعم القبائل والموالين للإمام.
طريق مسدود للحرب اليمنية
وعلى الرغم من الجهود الدولية إلا أن الحرب في اليمن استمرت ثماني سنوات منذ 26 سبتمبر عام 1962 حتى عام 1970، ووصلت إلى طريق مسدود وانتهت المعارك بانتصار الجمهوريين وفكهم الحصار الملكي على صنعاء في فبراير 1968 وسبقها أيضاً انسحاب بريطانيا من جنوب اليمن وقيام جمهورية اليمن.
هيبة عبد الناصر وطرد البريطانيين
على الجانب المصري يرى مؤرخون أن فشل الوحدة مع سوريا، وانتقاص ذلك من هيبة جمال عبد الناصر عالميا كان أحد أهم الأسباب لدفع الجيش المصري إلى هذه الحرب، وقد عملت السعودية على استنزاف طاقاته، كما كان عبد الناصر يريد استرجاع هيبته بعد انفصال سوريا، وكان انتصار عسكري سريع وحاسم يمكن أن يرجع له قيادته للعالم العربي، وكانت لعبد الناصر سمعته المعروفة كمعادي للاستعمار وكان يريد طرد البريطانيين من جنوب اليمن ومن ميناء عدن الاستراتيجي المطل على مضيق باب المندب.
غلق مضيق باب المندب في حرب 1973
مؤيدي التدخل المصري في اليمن يرون أن أهم النتائج الإيجابية من هذه الحرب تحقيق وحدة شمال وجنوب اليمن، وتحقيق دورا عالميا لمصر، وجلاء القوات البريطانية عن عدن جنوبي اليمن وطرد أكبر قاعدة عسكرية فيها، واستخدام مصر لمضيق باب المندب في حرب أكتوبر لفرض الحصار البحري والاقتصادي على إسرائيل من ناحية الجنوب وتأكيد سياسة مصر العسكرية بمساندة القوى الثورية والوقوف ضد الاستعمار ووضعها محل التطبيق وليس الشعارات.
زعامة عبد الناصر
أما المعارضون لهذه الحرب فيرون أنها جاءت نتيجة محاولات عبد الناصر فرض نفوذه وتأكيد سيطرته وزعامته في قيادة العرب، ورأي عبد الناصر أنها فرصة ذهبية لكي يعود مرة أخري علي الساحة العربية والدولية زعيماً للقومية العربية عنداً في الأنظمة العربية السعودية والأردن والقوي الغربية التي كانت ترفض أن يتمدد عبد الناصر إقليميا، بالإضافة إلى كونها سببا هاما في نكسة 1967 للجيش المصري أمام الإسرائيلي.