عرض/ سامية عياد
لقد وهب السيد المسيح لنا طبيعة جديدة ووضعا جديدا ، بدلا من الطبيعة الفاسدة التى استلمناها نحن كنسل آدم بسبب الخطية ، لقد كان التجسد الوسيلة التى وهبنا عن طريقها نعمة الميلاد الجديد ...
القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو يحدثنا عن ميلاد جديد للإنسان بتجسد المسيح قائلا : عندما جاء السيد المسيح متجسدا تغيرت تلك الطبيعة الفاسدة وأصبح اسمها الإنسان العتيق وصار كل من يؤمن بالمسيح ويدخل معه فى عهد المعمودية يوهب ميلادا جديدا وحياة جديدة لا يهزمها الموت وهذا الإنسان الجديد هو على صورة المسيح خالقه ، ينمو فى البر والقداسة تدريجيا ومن هنا سمى المسيح آدم الثانى ، فهو رأس وبداية الخليقة الجديدة كما يقول معلمنا بولس الرسول "إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة" .
وعندما نحتفل بميلاد السيد المسيح نحتفل ايضا بالميلاد الجديد لكل واحد فينا روحيا ، لقد عالج السيد المسيح كل أمراض الموت التى دخلت للطبيعة البشرية عن طريق آدم الأول ، فأصبح لنا فى أدم الثانى السيد المسيح حياة جديدة لا تقيدها الخطية ولا يغلبها الموت ، هذا الميلاد الجديد أخذناه عن طريق المعمودية وعن طريق جهادنا الروحى بمعونة الروح القدس ننمو فى الميلاد الجديد وتبدأ ملامح الإنسان الجديد فى الظهور.
آيات عديدة تعبر عن الميلاد الجديد للإنسان منها "مولودين ثانية ، لا من زرع يفنى ، بل مما لا يفنى ، بكلمة الله الحية الباقية الى الأبد" (1بطرس 1 : 23) ، "كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لأن زرعه يثبت فيه ولا يستطيع أن يخطىء لأنه مولود من الله" (1يوحنا 3 : 9 ) ، "كأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلى العديم الغش لكى تنمو به" (1بطرس 2 : 2 ) ، كل هذه الآيات لها مغزى واحد هو الميلاد الجديد للإنسان الذى ينمو بمعونة النعمة والجهاد الروحى لكى نحيا فى القداسة والفضيلة...