الأقباط متحدون - انهيار جزئي بحوض
أخر تحديث ٠٠:٤٧ | الثلاثاء ٢٠ يناير ٢٠١٥ | ١٢ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٥٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

انهيار جزئي بحوض

انهيار جزئي بحوض
انهيار جزئي بحوض

 بقلم : مينا ملاك عازر

باغتتنا الصحف في صباح يوم أمس، بخبر أثار الجميع وأقلقنا، وهذا لا أخفيه عليكم، فلا قيمة لمحاولات الطمأنة التي ستبث خلال الأيام الحالية والقادمة أمام واقعة لا جدال في وقوعها، لا جدال أن أحد أحواض الترسيب قد انهار ولو جزئياً، ولا جدال أن حوالي مئتي وخمسين عامل وسائق وتابع بمعداتهم الهندسية تعرضوا لخطر داهم، صحيح أن أحد من الأرواح لم يصب بأذى- والحمد لله- كثيراً على هذا، وصحيح أن المعدات الهندسية لم يمسها سوء لكن ثمة خطر هدد جزء من تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، ولو كان التهديد جزئي إلا أنه سيبقى تهديداً.
 
ليس تهديداً فقط لذلك الجزء من المشروع، وإنما تهديداً للمشروع برمته، وهذا أيضاً ليس تشكيكاً في المشروع، ولا في القائمين عليه، ولا في شركة فاضلكوا الشركة المسؤولة عن هذا الجزء، والتي كان يعمل بها مئتي وخمسين عامل، ويتبع لها المعدات الهندسية، وبالتالي لا يعد تشكيكاً في قواتنا المسلحة، وإنما يدعونا لتساؤل هام كان قد طُرِح من قبل حول السرعة في تنفيذ المشروع، وقيل أن المشروع في بعض أجزاء تنفيذه يحتاج لأمور هندسية لا داعي للخوض فيها لتأمين عدم حدوث أخطار في المجرى الملاحي للقناة ذاته، كأن يصيب المجرى الملاحي انهيار وتزيله المياه المتدفقة فيحتاج لحوائط خرسانية، وفرش مواد هندسية معينة لحمايته من هذا، وتم التعتيم على هذا، بل لم يرد أحد على تلك الادعاءات التي قد تكون صحيحة، ولم يطمئننا أحد بأن ذلك جاري مراعاته أو وضعه في الاعتبار، صحيح هو حفر على الناشف كما قال الرئيس السيسي لكن الحفر الناشف يتبعه تدفق مياه مالحة، والمياه المالحة تأكل في الحاجات الناشفة، وكلنا نعلم هذا، ومن قبلنا الرئيس السيسي ومهندسي القوات المسلحة، إذن ماذا فعلوا لهذا؟ لماذا لم يردوا؟ ولماذا لم يهتموا بطمأنتنا؟ وهل ما حدث بحوض الترسيب له علاقة بهذه المسألة؟!
 
نجاة العمال ومعداتهم لا يمنع من البحث حول أسباب ما جرى، ومحاسبة المتسبب محاسبة عسيرة، وليس على القائمين على المشروع أن يسرعوا بتقديم كبش فداء مهندس صغير أو عامل بسيط، فلعل الأمر متكرر في باقي الأحواض بشكل أقل، وهل العجلة في التنفيذ هي التي وراء هذا، وبالمناسبة لا مانع أن يعدل الرئيس السيسي من موقفه من تعجله في تنفيذ المشروع، فنحن نقبل أن يقول أننا بحاجة لوقت أطول الآن أفضل من افتتاحه وتكن كارثة، إذ نقدر له لهفته على رفعة البلاد وتأمين اقتصادها وتحقيق إنجازات لكن هذا لا يمنع مطلقاً من توخي الحظر.
 
دعونا نشكر الله على أنه قدر ولطف، وأعطانا تحذيراً وإنذارا، فهل نتعظ ونتوخى الحظر والحيطة أم نستمر ونعتم على الخطأ أم نكاشف أنفسنا، ونحاسب المخطئ الحقيقي، ولا تقل لي أنها عملية عابرة وواردة الحدوث فلماذا لم تحدث في باقي لاأحواض ولماذا ولماذا ولماذا تبقى ترن في قلوبنا وآذاننا وعقولنا، تبحث عن جواب يرضينا ويطمئننا على مشروع الوطن وحلم الشعب ورجالنا الذين يشقون لنا وللعالم طريق بحرياً في مظهره لكنه طريق مصر للمستقبل في جوهره.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter