نعيم يوسف
في حادث الهجوم على مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية، قتل 12 شخصا، ومن جانبه أعلن تنظيم القاعدة عن مسؤوليته على الحادث "ثأرا للرسول"، وهذا الحدث كان الأبرز في التغطية الإعلامية في جميع الدول المتقدمة
والنامية والفقيرة.. الأمر الذي سرق الأضواء من دماء وإرهاب آخر وقع في مناطق أخرى وراح ضحيته الآلاف.. ولكن يظل العقل المتعصب لا يرى إلا دماء الأقوياء النازفة، ويتوقف عند الإساءة إليه فقط.
بالطبع الأمرين مرفوضين (قتل الأبرياء، والإساءة إلى الأشخاص والأديان)، ولكن ظل الإعلام الأوروبي، والدول الأوروبية تبكي وتنوح على مواطنيها، وتتشدق بإدانة الإرهاب في مجمله، على الرغم أنها لم تحرك ساكنا عندما حصد الآلاف في مناطق آخرى، بينما توقفت الدول العربية عند الإساءة للرسول فقط.
العالم الذي أدان مقتل 12 شخصا في فرنسا، واستنكر الإساءة للرسول لم يدين ويستنكر مقتل حوالي 2000 شخص في نيجيريا، على أيدي جماعة بوكو حرام الإرهابية في نفس الوقت الذي وقعت فيه الحادثة الإرهابية في فرنسا، كما أن أحدا لم يتحدث أو يدين اختطاف الأقباط في ليبيا، في نفس توقيت أعيادهم.. فقط إنها إزدواجية المعايير في تقدير الدماء،
ولأن الدم الفرنسي له دولة تحميه وتقدره فقد أدان العالم كله ذلك، بينما لم يتحدث أحد على 15 قرية نيجيرية حرقها متطرفوا بوكو حرام، بل إن الرئيس النيجيري الذي أدان حادث فرنسا، لم يدين مقتل 2000 في بلاده، بل وصل الأمر أكثر من ذلك حينما أقام عرس ابنته الأيام الماضية دون مراعاة مشاعر أهالي الضحايا، أو دون الإعلان عن الحداد على أرواحهم..