بقلم - ماجدة سيدهم
انØناء القامة يشبهها جدا ØŒ وتقوس الكتÙين يكاد يسقط عن تهدل أكمام رقع العزلة ØŒ مع بواكير كل ØµØ¨Ø ØªØ¬Ø§Ù‡Ø¯ بقدمين Ù†Øيلين ÙÙŠ Øذاء رجالي يابس وصلب، تثب٠خطواتها كأنÙاس متقطعة ومتلاØقة ØŒ تØمل جسدها العتيق تÙتش ÙÙŠ ما تبقى من Øكايا الأمس عن الساقط من بقايا موائد الزØام .
جنينة .. ذات الأØداق الضئيلة ،الناتئة ÙÙŠ وخز Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ø´Ø±ÙˆØ¯ الطاعن بنØولها والمتقرØØ© أيضا لكثرة اØتكاك Ù…Øاولات البØØ« عن Ùتات تØد من شكات لجوع مزمن .. وربما ترتطم بمن يتعثر بها ويجدها ÙتزاØÙ… القطط بين متسعات القمامة المستريØØ© ÙÙŠ شوارع القيئ ومآذن التقوى ØŒ تأنسها القطط ÙÙŠ اØتÙالية Ùض المÙØكم والمتهرئ من مخرجات البيوت المتلاصقة بالغبار Øيث تختلط خشونة البقايا بكومات عطن الÙضلات لتتØول إلى Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ùعلي للقذارة مميزة التØلل ØŒ تركض القطط بعبث التنقيب ØŒ ÙالÙائض ÙˆÙير يكÙÙŠ للشبع واللهو والتناسل والتبرز يتركون لها أيضا ما تبقي من عÙÙ†
تنØني أكثر ØŒ تجذب من خرق التصريØات وروث الصور ورقة Ùتضع ما التقطته بعناء من ثمرة لطماطم وبضعة أعواد لأخضر عث وهزيل ØŒ ربما لبقدونس أو بصل أو تجاعيد متآكلة بعدما عثرت يديها على كنز ثمين مخبوء ÙÙŠ كومة مجعدة من Ù„Ùائ٠الألومنيوم ØŒ Ùكتها بمهارة مذلة الجائع والÙائز ببقايا تØمل توقعا مختلÙا ،جاهدت بإصبعها تلتقط شيئا تمضغه بتعب ،ثم تواصل البØØ« عن كسرة خبز.. ÙˆØظيت بها أيضا كما كسرة النÙس.
"جنينة "..اسمها - ياللمÙارقة – تقتات وترقد وتØتمي بين كومات القمامة (الزبالة ) ØŒ نادرا ما تأكل طعاما سخيا ØŒ نظيÙا Ùتلتهمه عنها القطط وأما هي Ùلا تغضب .
مع مطلع بواكير Ø§Ù„ØµØ¨Ø ØªÙ†Ù‡Ø¶ "جنينة "على كومات القمامة قبل مرور عمال النظاÙØ© لتأخذ نصيبها ÙÙŠ الÙطور لتعاود التنقيب مرة أخرى عن Øصة الظهيرة وترقد عشيتها Øتى صبيØØ© باكر آخر.
مرت جÙا٠أيامها بعدد سنوات ممتلئة بمؤتمرات وتصريØات ووعود لرÙع معاناة الÙقراء - وليست "جنينة "منهم بالطبع - "جنينة "من Ùصيلة التعساء وهي الÙصيلة الأسوأ والأØØ· قدرا ÙˆØالا من الÙقراء لذا لا يخضعون للإØصاء ولا يشكلون هما أو اهتماما أو Øتى خطرا لأنهم ليسوا بموجودين ØŒ سنوات ما كلت اقتراØات الميديا عن ØÙ„ معضلة القمامة والتي تسÙر دوما عن تضاع٠تلالها
بل وتتسع وتتناثر المساØات لتبتلع معها كل الجنائن ØŒ ÙÙŠ عين هذا Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø±Ùع عامل النظاÙØ© الكومات جميعها ولم ينتبه أن ضمن الÙضلات المرÙوعة كانت "جنينة " التي اعتلتها القطط وعليها قضت الØاجة ØŒ تـÙرى إلى أين تذهب عربات القمامة بينما تتطاير وينتشر أغلبها مجددا ÙÙŠ طرق رخيصة وكلها ميتة..! ØŒ يقال ÙÙŠ مستودع المخلÙات يعاد تدوير الكثير منها Ùما شأن "جنينة" إذا ..! وكي٠ستصن٠..! أعظم أم قـÙØ±Ø Ø£Ù… تعويذة أم سخرية أم بصقة أم رقم أم صراع أم إله أم .....!!
ÙÙŠ كل الأØوال لسنا بØاجة لتدوير إنسان ØŒ Ùلتمت "جنينة" كما عاشت ØŒ Ùالمزيد إذا من انعقاد القمم المعنية Ùˆ هل ثمة أعلى من قمة القمامة ØŒ هنا رقدت "جنينة " على رجاء الاطمئنان ولا عزاء للقطط والجرذان ..
* ÙÙŠ المدن البليدة تتصاعد Øدة الاندÙاع والدÙاع والمأثورات والمنظمات Ùˆ المناضلين والقوانين والأØكام الرادعة عن ازدراء الأديان والتي جل ÙØوى نصوصها وعين طلسمها هو ازدراء الإنسان ØŒ Ùلتذهب الأديان إلى جØيم الخراÙØ© وليغرب الإله العقيم المولع بشهوة Ù†Ùير الصلوات والتعطر بدسم التمائم والبخور على جثة الإنسان ØŒ هكذا تظل جنينة Ø¥Øدى المؤدات على ضÙا٠الØلم ومضجع الانكÙاء .
كدت أنسى عنوان المقال : ماتت "جنينة " ÙÙŠ شوارع القمامة.
ولم ينته بعد ..