القديس يوحنا المعمدان، أو كما يطلق عليه "السابق" –لأنه سبق المسيح- الصابغ" –لأنه قام بتعميد السيد المسيح- وهو مهييء الطريق أمام المسيح، وابن زكريا الكاهن وزوجته "أليصابات"، وكلاهما من نسل هارون ومن عشيرة كهنوتية. 

 

ويقول الكتاب المقدس إنه ولد قبل المسيح يستة شهور، أي حوالي سنة 5 ق.م، وتعيد الكنيسة له يوم 24 يونيو، وكان أبواه يسكنان في مدينة الكهنة في "حبرون" –اليهودية- عاقران، ثم استجاب لهما الله، وأرسل ملاكه ليخبر زكريا، وعندما لم يصدق أسكته الرب حتى ميلاد الطفل. 

 

وقال لوالده في بشارته، أن ابنه سيكون سبب فرح وابتهاج، ليس لوالديه فحسب، بل أيضًا لكثيرين غيرهما، وأنه سيكون عظيمًا، ليس في أعين الناس فقط، بل أمام الله. 

 

تفاصيل حياته غير معروفة بدقة، إلا أنه كان ناسكًا زاهدًا، ساعيًا لإخضاع نفسه والسيطرة عليها بالصوم والتذلل، حاذيًا حذو إيليا النبي في ارتداء عباءة من وبر الإبل، شادًا على حقويه منطقة من جلد، ومتغذيا بطعام المستجدي من جراد وعسل بري، مبكتًا الناس على خطاياهم، وداعيًا إياهم إلى معمودية التوبة، لأن المسيح قادم، وكرس حياته للإصلاح الديني والاجتماعي. وبدا كرازته في سنة 26 ب. م.

 

عندما عارض يوحنا زواج هيرودس الملك، من "هيروديا" امرأة أخيه وقال جملته الشهيرة "لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ" فحنقت عليه "هيروديا" وتحينت الفرصة للإيقاع به وتم سجنه وبعد ثلاثة أشهر يحل عيد هيردوس وإذا بـ"هيروديا" ترسل ابنتها الجميلة سالومة لتؤانس ضيوف الملك وعندما ثمل هيرودس وانتشى برقصها فأقسم أمام ضيوفه بأن يعطيها ما تطلب فتطلب، حسب رغبة أمها، رأس يوحنا على طبق. وما هي إلا لحظات قليلة حتى يهوي الجلاد بسيفه على عنق المعمدان، ولم يترك جثمانه دون كرامة، لأن تلاميذه جاؤوا حالًا ورفعوه ودفنوه.

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيد الحمل بالقديس يوم 23 سبتمبر، و24 فبراير للعثور على رأسه المقطوعة، 24 يونيو ذكرى ميلاده، و29 أغسطس ذكرى قطع رأسه، بالإضافة إلى تكريمه بصفة خاصة في عيد الغطاس، لأنه هو من قام بتعميد المسيح.