مجدي جورج
في فرنسا كما في استراليا سابقا كما في كل الدول الغربية ودول العالم الحر وبعد كل جريمة ارهابية ناتجه عن التشدد الاسلامي يحدث غالبا أمران :
أولهما ان هناك حالة تعاطف مع ضحايا العمليات الارهابية من جانب الاعلام ومن جانب مواطني هذه الدول وحالة خوف من الارهاب علي قيم هذه الدول من حرية وعدالة وإخاء وربما تستدعي هذه الحالة ان يخرج الناس في مظاهرات تندد بهذا الارهاب الاسود الذي ضرب بلادهم كما حدث مؤخراً في فرنسا حيث خرج اكثر من ثلاثة ملايين شخص منددين بالإرهاب ومؤكدين علي قيم التسامح والإخاء .
نلاحظ هنا ان هذه التظاهرات وهذا التعاطف وردود الأفعال هذه لا تمس ولا تتحدث باي حال من الأحوال عن اي عقيدة او اي ادين لا بالسلب ولا بالإيجاب فهم يتجنبون الحديث عن هذه الأمور تماماً .
ثانيهما وفي التو واللحظة وربما قبل ان تجف دماء الضحايا نجد المبراراتيه والداعمين للارهاب والمتاجرين بمصطلح الاسلاموفوييا يخرجون علينا بحديث عن مؤمرات وكلام فارغ وان هذا عمل مخابراتيا لضرب الاسلام والمسلمين وان هذه المظاهرات هي عمل ضد المسلمين وهي نوع من التخوف الزائد من الاسلام ، ولا يكتفي هؤلاء بالقفز من محطة إعلامية الي اخري مرددين هذا الكلام ولكنهم في بعض الأحيان يقومون بتنظيم مظاهرات مضادة للمظاهرات السابقة منادين بضرورة حصول المسلمين علي حقوقهم ( وهم ينالون في بلاد المهجر حقوق اعلي من التي كانوا ينالونها في بلادهم ) وانه لابد من سن تشريعات مختلفة تساعدهم علي ذلك . وللأسف ينخدع بهذه الشعارات بعض قوي اليسار ، لا وبل بعض الزعماء البارزين في العالم .
فهاهو هولاند بحرص كل الحرص علي عدم مواجهة بعض المتطرفين بحقيقتهم فهو لم يملك جراءة عبد الفتاح السيسي الذي واجههم بهذا مؤخراً وقال لهم : هل تريدون ان تقضوا علي العالم اجمع الذي يفوق عدده ستة مليارات نسمة وأنتم لا تمثلون الا اقل من ربعه ؟
وهاهي أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية تعلن عن مشاركتها في مسيرة ضد الاسلاموفوييا ستجري في ألمانيا وكأنها تعلن عن توبتها لمشاركتها في مسيرة باريس دعما لضحايا التطرف والإرهاب .
يا جماعة الاسلاموفوييا ويأيها المبراراتيه ان الجماهير عندما تتظاهر ضد التطرف هنا في الغرب فهي تتظاهر ضد الارهاب والتطرف الذي يهدد حياتها فقط ولا تتظاهر ضد دين بعينه ولكنكم با ستدعائكم لجماهير اخري في كل مرة للتظاهر ضد حزن وألم وخوف الناس من التطرف فإنكم للأسف تشيرون الي أنفسكم بأنكم إرهابيين وتدافعون علي الارهاب بمنطق اللي علي رأسه بطحه يحسس عليها .