الأقباط متحدون - براءة مبارك أم براءة الريِّس
أخر تحديث ٠٩:٢٣ | الاربعاء ١٤ يناير ٢٠١٥ | ٦ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٤٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

براءة مبارك أم براءة الريِّس

مبارك
مبارك

مينا ملاك عازر
هكذا هم يرونه ريِّساً، يرونه هو الرئيس ليس كما يرى الإخوان مرسي أنه الرئيس الشرعي، أحباء مبارك لديهم اتساق مع أنفسهم ومع الواقع يعيشونه ولا يعيشون في أوهام، يعرفون أن مبارك عُزِل أو خلع أو تنحى، المهم أنه ليس بالسلطة، الأنصار من محبي مبارك يشعرون براحة كبيرة بعد براءته، قد يقلق جهاز الشرطة أكثر ما هو قلق من ما جرى، لكن ما باليد حيلة

أحكام القضاء لا يتدخل بها أحد، ولا يمليها أحد، ضمير القاضي هو الوحيد منبع الحكم.
المهم في كل هذا، هل من حصل على البراءة هو مبارك أم الريِّس، أعني مبارك الرئيس، الريس الحقيقي في كل الأحوال سواء أحوال مرسي أو مبارك، هو السيسي، هو الرئيس الواقعي للبلاد، والذي اختير بأكثر الوسائل ديمقراطية وشفافية ونقاء ثوري لا جدال فيهم، بيد أن السؤال الحقيقي، هل من حصل على البراءة هو مبارك الشخص أم مبارك الريِّس

مبارك الريِّس لم يصدر الأوامر بقتل المتظاهرين كما أثبت فريق دفاعه، لكن مبارك الرئيس لم يعط الأوامر بتعميم الديمقراطية وإتمام الشفافية، قد يبرر له هذا لخوفه من الإخوان ولثقته بأن الإخوان قد يفوزون ما دام الشعب سيصوت بالصناديق لانخداعه بهم آنذاك، لكن هو المخطئ لاجدال إذ ترك الساحة للإخوان ليكونوا دولة داخل الدولة تحل محل الدولة حال سقوطها، مدارس ومتاجر ومكتبات ومستشفيات ومستوصفات وما إلى ذلك فانهارت الدولة بل النظام فقام الإخوان على أرجلهم مُغترين بقوتهم.

تحالفوا مع مبارك في سطوته، وباعوه في ضعفه، خططوا لهذا ومبارك أعطاهم الفرصة بفشل من اختارهم للمسؤولية من كارثة لكارثة، عبارة تغرق، فشل تعليمي لا يُجارى ولا يبارى، فشل غذائي صحي، تردد من مبارك أمام حبه لأبنائه ولأبنه الطامع في السلطة، كل هذا كان مبارك مجرماً به لكنه بُرِئ في حكم المحكمة في قضية كلنا نثق في أحقيته في براءته، فهو لم ولن ولا وليس وبكل أدوات النفي أمر بقتل المتظاهرين، لماذا؟ لأنه رجل محترم آثر التنحي حين كاد الأمر أن ينفلت أمنياً، لكنني أدينه بأنه ترك الفرصة للأمر أن ينفلت بأن ترك في البلاد مشعلي الفتن ومخربي البلاد وتحالف معهم، أدينه لأنه ترك من حوله يطغون ويبغون على الناس فكان ساكت على الحق

هذا إن كان يعرفه، وإن لم يكن يعرف فهو قد انعزل من قبل تركه السلطة بسنوات طويلة.
أخيراً، مبروك لكل محبي مبارك والمقتنعين به، والمؤمنين ببراءته، وأتمنى أن تعود القضية لتحقيقات صادقة النوايا، متخففة من رغبة إرضاء الشعب للبحث الجاد عن قتلة الشهداء الأبرياء الذين نزلوا للشوارع لإسقاط نظام سقط من تلقاء ذاته لم يكن يحتاج إلا تلك الزقة من جماهير غاضبة وجدت حضن دافئ وسادة مريحة عند الإخوان، ولم تجده في نظام مصري صميم بفعل تزاوج المال بالسلطة في زواج سياسي فاسد من بعض معاوني مبارك، على كل حال أنتظر من الأيام القادمة الفرصة الحاسمة لإجلاء الحقيقة من أحد المقربين من مبارك لأستوضح الأمر أكثر وأكثر، وأتمنى أن أوفق.
المختصر المفيد الحكم عنوان الحقيقة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter