الأقباط متحدون - أحقا زار رئيس مصر الكاتدرائية ؟!
أخر تحديث ٠٦:٠٤ | الاثنين ١٢ يناير ٢٠١٥ | ٤طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٤٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أحقا زار رئيس مصر الكاتدرائية ؟!

بقلم : لطيف شاكر
 
قامت الدنيا في مصر ولم تقعد علي زيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية  المرقصية لتهنئة الأقباط بعيد ميلاد السيد المسيح بين موافق ورافض وبين  مؤيد  وشاجب  حتى اتهمه السلفيون  السفهاء  بالكفر ويجب الاستتابة  بسبب  زيارة بيت الله المسيحي 
الكنيسة احدي مؤسسات الدولة واعرقها واقدمها والرئيس يذهب  عادة إلي كل المؤسسات في أعيادها   للتهنئة , بصفته الدستورية   نحو هذه المؤسسات  وللتاكيد علي احترامها  وضمان  العلاقات الودية  مع  افرادها , كعيد الشرطة وعيد القضاء وعيد القوات المسلحة  وفي مناسبات عديدة للأزهر ...الخ 
وعندما يزور الرئيس المؤسسة الكنسية فهو واجب دستوري لانه المسئول امام  الشعب والدستور عن سلامة هذه المؤسسات وتبادل الاحترام  لانه رئيس الدولة ,   ولايجب ان يميز بين مؤسسة وأخري مادامت مؤسسات  وطنية ومسالمة . 
وفي المادة الدستورية الخاصة بالرئيس مادة 53 :
"المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الإجتماعى، أو الإنتماء السياسي أو الجغرافي، أو لأى سبب آخر.
التمييز والحض على الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون
تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء علي كافة أشكال التمييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض"
وزيارة الرئيس السيسي  هو  احترام  للدستور وتفعيله,  وعدم التمييز بسبب الدين وهذا ما خاب  فيه الرؤساء السابقين واخلوا بمواد الدستور وفشلوا في ادارة مصر واحترام الشعب لهم.
اذا فزيارة الرئيس السيسي  للكاتدرائية واجبة  وفرح بها الاقباط , بل اعتبروا الزيارة وكلمة التهنئة بمثابة  اكليل  فوق الرؤوس ووسام فوق الصدور , وكان التصفيق  الحاد معبرا عن  ابتهاج  الاقباط  والترحيب به  حتي  حاول  الرئيس السيسي اكثر من مرة ان يسكتهم عن التصفيق  المستمر دون جدوي  وطال التصفيق حتي انصرافه بعد تقديم كلمة التهنئة  ..كان منظر رائع  وخالد بين االرئيس والاقباط  سيسجله التاريخ باحرف من نور .
 اما  تقاعس  الرؤساء السابقين المحسوبين علي مصر  لزيارة الكاتدرائية  لتهنئة  الاقباط  , انما يدل  علي عدم الاهتمام  بأعرق  مؤسسات الدولة المصرية  التابعة لرئاستة الدستورية والذي يصدق علي انتخاب البابا اداريا  ,  وهنا  الواجب الدستوري  ان  يهنئهم  يوم عيدهم في عقر دارهم بغض النظر عن اية اختلافات  لاتمس أمن الوطن . ويجب  ان يكون الرئيس اولي الناس باحترام الدستور وحماية وحدة الشعب .
 ويرجع سبب عدم  قيام   الرؤساء السابقين  بواجبهم الوطني نحو الاقباط الي :
تعصب الرئيس (السادات "المؤمن" نموذجا)
جهل الرئيس (مبارك نموذجا )
كراهية الرئيس (مرسي نموذجا )
إضافة إلي :
إرضاء الشارع الإسلامي وليس المسلمين
وكسب ود العرب عامة والاصوليين خاصة
وعندما قام الرئيس السيسي المحترم  بهذه الزيارة  فهو يحترم الدستور ويؤكد علي تبادل الاحترام والود مع الاقباط , لذلك  تهلل الاقباط لانها لم تحدث من قبل  في عصرنا الحاضر  ,منذ الانقلاب العسكري الديني عام 52  ,وان كان عبد الناصر قام بافتتاح الكاتدرائية لكن لم يزورها  للتهنئة  واكتفي بإرسال مندوب ,وهذا مافعله  السادات الذي اعماه التعصب وقسم  الشعب الي عنصرين وحدد إقامة رئيس الكنيسة ولم يكن مبارك  الا صورة  باهتة من  السابق  المذبوح  , واستمر علي سياسته الرعناء التي اتسمت بالغباء ,حتى جاء مرسي فكان الأسوأ علي الإطلاق والأكثر كراهية وفسادا , فكان نصيبهما السجون وقيد حريتهم أسوة بالخارجين عن القانون .
وزيارة السيسي لها عدة دلالات :
كسر التعصب  الرئاسي   الغبي وكأن الأقباط جالية لاقيمة لها  وهم جزء أصيل من مصر وشعبها
وضع أساسا يحتذي به للرؤساء مستقبلا  (اطال الله عمر السيسي ورئاسته لمصر) 
تعديل الخطاب الديني  الذي يحض علي كراهية الأقباط  وعدم تهنئتهم وتضييق الخناق عليهم  
رد الاعتبار للأقباط  وتكريس المواطنة  المصرية للجميع دون تفرقة 
والزيارة بمثابة  صفعة قوية علي قفا الإسلاميين عامة والسلفيين والإخوان خاصة الذين أباحوا عدم تهنئتهم  بل وقتلهم (برهامي وعمارة والعوا نماذج)
كلمة الرئيس 
كانت كلمة الرئيس من القلب  متدفقة بالحب  فمست القلوب وهزت العواطف وأثارت المشاعر  وأسعدت الأقباط , كلمات قليلة لكنها هادفة ومثمرة ,لم يتعود الشعب علي  مثل هذه الكلمات السهمية الرائعة , خلافا  لرغي الرؤساء  السابقين وكلامهم  التافه والفارغ من محتواه والذي لايشبع من جوع ويحمل في طياته  الضغينة والكراهية  والكذب والتلفيق .
هنأ الرئيس  الشعب المصري في عيد الميلاد المجيد ,ومن منبر الكنيسة  أعاد لمصر مصريتها و للمصريين هويتهم المصرية  ,وذكًر الشعب بالحضارة المصرية  وأعلن أمام العالم  كله  حقيقة الحضارة المصرية  التي  فاقت كل الحضارات  وعلمت الجميع الكتابة والهندسة والفلك والصناعة والأدب إلي آخره من آليات الحضارة ودعائمها .
أنها حضارة الأهرام وليس الخيام 
والمسلات العظيمة وليس النخيل
وابو الهول الشامخ وليس الجمل 
والنهر العذب المتدفق بالخير وليس الآبار المشققة التي لاتضبط  ماء والمحيطات المالحة
والولاء للوطن الذي يضم الجميع  دون تفرقة  لان  الأديان عادة تسبب الضغينة والكراهية  فقد خلق الله  الوطن اولا  قبل  الدين وقال  فنان الشعب سيد درويش اللي يجمعهم أوطانهم  عمر الأديان ماتفرقهم فالوطن  هو الحضن الدافئ للمصريين والملاذ الوحيد من  اضطهاد الحكام  والغطاء من قسوة  التفرقة والظلم .
الدولة والكنيسة
الدولة كانت في تنافر دائم  مع  الكنيسة ليس لاي سبب سوي  الاختلاف في الدين 
فبعد الانقلاب العسكري الديني عام 52 ,ناصبت الدولة العداء للكنيسة  ,وتغاضت عن قتل الأقباط في مجازر  عديدة يندي لها الجبين المصري  والضمير  العلمي,  دون ان يقدم احد للعدالة  ,وأعطي المسئولين  الضوء الاخضر للارهابين الاسلاميين بحرق الكنائس والاعتداء السافل علي البنات القبطيات بالخطف والأسلمة الجبرية وابتزاز المسيحيين وسن قانون الاذراء  للدين الإسلامي دون غيره وعدم ترقي الأقباط إلي الوظائف العليا  التي يستحقونها او المراكز الهامة  بالدولة واصبح المسيحي  مواطنا درجة ثانية او دونية ,  وتعاملوا مع الاقباط بالذمية الكريهة واغتصبوا حريتهم وسلبوا حقوقهم  . .
اما بناء الكنائس بات حلم لايتحقق ومن المستحيلات   انما  هدمها  وحرقها من المسموحات والمقبولات  مع صمت المسئولين , وصار  الظلم متفشيا والكراهية سمة عصورهم  الحزينة علي الأقباط ولاحق لهم ولا دية تعويضا عن قتلهم او سلبهم , واذا رفعوا صوتهم  فسيف خالد بن الوليد دائما مشهرا علي رقابهم في الحاضر كما في الماضي . فضلا عن ازدراء الديانة المسيحية في الفضائيات والصحف والمجلات يوميا دون استحياء أو أدب ..انه حرب السيف والقلم علي أقباط مصر. 
الكنيسة والدولة 
الكنيسة في تناغم  مستمر  مع الدولة  وتعزف دائما  علي  أوتار الوطنية ومحبة  الجميع  
قال  الاب سرجيوس خطيب ثورة 19  علي منبر جامع الأزهر :فليمت الأقباط ولتحيا مصر
وكان القول المأثور لقداسة البابا شنودة فارقا  : مصر وطن يعيش فينا لاوطن نعيش فيه
ويؤكد قداسة البابا تاوضروس علي الوطنية : وطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن
والمعني واحد للثلاث ان  الدين لله والوطن للجميع دون تفرقة للدين أ واللون اوالعرق ..الخ  
والكتاب المقدس  يحثنا  ان نعطي مالقيصر لقيصر ومالله لله  والقيصر يعني الوطن اي أن الوطن أولا  والولاء للوطن قبل   الدين  والوطن  امانة عندما نكون امناء في الوطن يأتمنا الله علي الأمانة  الأبدية   . 
يقول يولس  الرسول في رسالته لاهل رومية ص13: لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لان ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله ... فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة  بل للشريرة.
والكنيسة تصلي من اجل الرئيس في القداس الذي وضعه القديس مرقس الذي بشرنا بالايمان  ويشنرك جميع الكنائس في المهاجر واوربا في الصلاة  من اجل رئيس مصر  فتتقول  عبر «أوشية الرئيس» فى القداس الكيرلسى،   «رئيس أرضنا عبدك، احفظه بسلام وعدل وجبروت، ولتخضع له كل الأمم الذين يريدون الحرب فى جميع ما لنا من الخصب، تكلم فى قلبه , من أجل سلام كنيستك الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية، أعطه أن يفكر بالسلام فينا وفى اسمك القدوس، لكى نحيا نحن أيضاً فى سيرة هادئة ساكنة ونوجد فى كل تقوى وكل عفاف بك"
ويصلي الشعب القبطي  ايضا من اجل سلام الوطن والعالم  ومن اجل النيل  والزروع وكل شجرة مثمرة  ......الخ
اهلا بكم  ياسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي  في اعرق  مؤسسة  روحية  بمصر  التابعة لادارتكم الحكيمة   ومسئوليتكم  الرئاسية والدستورية فنحن نحبك  ونحترم حكمتك وامتلكت قلوبنا  بزيارتكم الكريمة وكلمتكم الثمينة .
 دمتم لنا وعاشت مصر  حرة سالمة .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter