كشفت الأيام الأخيرة عن تحول واضح في حديث وسائل الإعلام الغربي، عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خاصة بعد خطاب الأخير في مناسبة المولد النبوي الشريف، حيث لاقت كلمات الرئيس المصري ترحيبًا واسعًا على المستويين المحلي والدولي، كونها استطاعت لمس نقاط عديدة في مناقشة الإرهاب، لم يستطع أحدًا غيره تناولها في العالم.
وأشارت كلمات الرئيس السيسي، إلى حتمية القيام بثورة داخل الدين الإسلامي على المعتقدات غير الصحيحة، والتي تنتج أجيالًا من المتشددين والمتطرفين، تتخذهم التنظيمات الإرهابية حطبًا للنار التي تسعى أن توقدها في منطقة الشرق الأوسط، أشعرت وسائل الإعلام الغربية أن قادتها لا تتسم بالشجاعة التي يتصف بها الرئيس السيسي خلال خطابه، وهو ما جاء صراحة في مقال بمجلة "ذا أمريكان سبيكتاتور" الأمريكية، التي أكدت أن الرئيس السيسي أشجع من نظيره الأمريكي باراك أوباما في مجابهة الإرهاب ومواطن ضعفه.
وأضافت المجلة، أن حديث السيسي الأخير ليس متفردًا لكونه أول زعيم سياسي يناقش القضية بهذا التعمق فحسب، ولكن لكونه "زعيما مسلما" ومتدينا يلمس مواطن القصور التي يتخذها المتشددون دعائم لأفكارهم الإرهابية.
ومن جانبها، قارنت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية بين موقف أوباما والسيسي، خاصة بعد دعوة الأخير قادة العالم للوقوف في وجه التطرف الذي يدمر الإسلام، حيث علقت الشبكة على خطابه، مشيرة إلى أن كلماته في صميم مشكلة تواجه العالم بأسره، متسائلة "لماذا يخشى رئيسنا أن يفعل الشيء نفسه؟".
ومن جانبه، أكد موقع "نيوز ماكس" الأمريكي، أن كلمات السيسي تمثل إعلانا لمواجهة الإرهاب والتطرف في العالم، وهو الأمر الذي يقف الغرب أمامه عاجزا، مشيرة إلى أن خطاب الرئيس المصري –وإن كان لم تتم تغطيته بشكل كبير- إلا أنه حظي بتأييد واسع في العالم بأسره.
وأضاف الموقع الأمريكي، أن مصر طالما كانت لها الريادة في محاولات فرض السلام في المنطقة، والسعي الدائم لإقرار الأمن فيها، مشيرة إلى أنها دفعت ثمن مساعيها تلك، بفقدان أحد زعمائها، وهو الرئيس محمد أنور السادات، الذي اغتالته العناصر المتطرفة، اعتراضًا على توقيعه لمعاهدة السلام مع إسرائيل 1979.