السبت ١٠ يناير ٢٠١٥ -
٣٢:
٠٢ م +03:00 EEST
الرب يسوع
عرض/ سامية عياد
من تواضع الرب يسوع ومحبته لنا أخذ صورة عبد وأخفى مجد لاهوته داخل ناسوته ، لقد أخلى نفسه ، لكن مجد الألوهية لم يفارقه على الإطلاق "ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا"...
القمص بنيامين المحرقى يحدثنا عن تجسد الرب يسوع الذى أخلى فيه نفسه قائلا: ليس المقصود بأخلى نفسه أن يسوع لم يعد مساويا لله ، أو لم يعد صورة الله "لم يزل إلها ، أتى وصار ابن بشر ، لكنه هو الإله الحقيقى .." ، لقد أخلى ذاته تدبيرا حسب ما يتطلبه وضع الجسد ولكنه ظل الإله الذى لا يحتاج الى النعمة التى يحتاج إليها أى مخلوق ، يقول السيد المسيح للآب "والآن مجدنى أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم"، المسيح الواحد هو الذى يطلب المجد ، فهذا الطلب يخص المولود من الآب قبل كل الدهور ، لأنه أخلى ذاته وتجسد وصار مثلنا فى كل ما يخص الناسوت دون أن يفقد البهاء والكرامة الإلهية الخاصة به .
لقد ظهر مجد الرب يسوع فى سلطانه بقوة ذاته ، فقد ظهر واضحا فى التجلى على جبل طابور ، فالسيد المسيح الذى هو صورة الله غير المنظور "الله لم يره أحد قط ، الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر" ، "والذى ، وهو بهاء مجده ، ورسم جوهره".
الرب يسوع فقط هو الذى أخلى نفسه ، وآخذ صورة عبد ، صائرا فى شبه الناس ، ولا يوجد مخلوق بطبيعته الخاصة يستطيع أن يخلى نفسه مثلما فعل السيد المسيح ، هذا الإخلاء لا ينطبق إلا على الكلمة الذى هو صورة الآب الذى ولده ومساويا له ....