الأقباط متحدون - السيسى.. حكاية راجل جميل
أخر تحديث ١٤:٠٤ | الجمعة ٩ يناير ٢٠١٥ | ١ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٤١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السيسى.. حكاية راجل جميل

د. غادة شريف
د. غادة شريف

■ رغم أننى كنت أتوقع حضورك القداس إلا أنك عندما حضرت بالفعل تملكنى الذهول والفرحة الشديدة، وكأننى مسيحية.. بكيت كما بكى جميع المسيحيين فى تلك الليلة من وقع اللفتة.. هناك من فسّر لفتتك بذكائك الاجتماعى.. وهناك من فسّرها بدهائك السياسى والرسائل المتعددة التى قصدت إرسالها.. أما أنا فأفضل أن أكون أكثر بساطة من كل هذا،

لأننى لم أر فى هذه اللفتة سوى أنك «راجل جميل».. راجل جميل وبس، بدون كلاكيع التحليلات.. لذلك شعرت بأنك أنت أيضا كدت تبكى مثلما بكى المسيحيون حولك فى الكاتدرائية.. وهكذا أنت.. هذا الجمال الذى يملؤك يشع فى تصرفاتك.. يجعلك ترى الكون جميلا، فتنشد الجمال فى الناس وتخاطبه فيهم بل وتراهن عليه.. أحيانا بأشد شعرى وبأتجنن من رهانك هذا، وأكاد أقع منك وأقول لنفسى «إياكش تولع»، لكنك تعرف جيدا كيف تلتقطنى مرة أخرى بالريموت عندما يطل منك هذا الرجل الجميل.. لكن هذا لا يمنع أنك بالفعل «واد لعِيب» تجيد تحريك قطع الشطرنج جيدا.. وبمناسبة الشطرنج بقى يا سيدى، إوعى تفرّط فى الوزير.. خلِيه لازق فيك.. بلا تسريبات بلا كلام فارغ.. فى هذا الموقع تحديدا أنت بحاجة لأهل الثقة وليس أهل الخبرة.. لكن هناك حصان يا سيدى أنا مش عارفة إنت تايه عنه ليه؟!!..

هذا الرجل منذ ظهر على الساحة منذ سبعة أشهر استطاع فى أيام قليلة أن يكسب قلوب واحترام الجميع.. إنسان ناضج ومسؤول و«فوق السن».. يشبهك فى التحلِى بالجمال الداخلى والتصالح مع الآخر.. ورغم أنه أبعد ما يكون عن العجرفة والسواد الداخلى، إلا أنه يعرف جيدا كيف يحرك قطع الشطرنج..إذا كنت تبحث يا سيدى عن التواصل الجيد مع الإعلام، فالحصان «أبوالبنات» هو نقطة البداية.

■ ندخل بقى فى الموضوع الثانى، هل تعرف عزيزى القارئ ما هو أسوأ شىء فى هذه الحكومة؟.. الغشومية بعيد عنك! تلك الغشومية فى اتخاذ القرارات وفى تطبيقها!.. ما إن دعونا لتطبيق الحد الأقصى للأجور إلا وانطلقت الحكومة بمنتهى الغشومية ونزلت شلفطة وتخريب فى القيادات البنكية، متجاهلة أن تطبيق الحد الأقصى لابد أن يتم بحذر شديد وإلا ينهار كل شىء!.. مبدئيا يا حمادة دعنا نعترف أنه من زمان جدا وهناك نفسنة على العاملين فى البنوك.. من زمان جدا واحنا شغالين قر على مرتباتهم.. لكن الغريب أن هذا القر ينظر للعاملين فى البنوك وكأنهم شوية صيّع قاعدين على القهوة يشيشوا وفى آخر كل شهر يقبضوا على قلبهم أد كده!.. حتى الحكومة تتعامل مع البنوك وكأنها شركات قطاع عام يجب أن يسرى عليها ما يسرى على الباقين،

ولذلك أتعجب!.. كيف لا تدرك الحكومة أن اللى صلب طول مصر طيلة الأربع سنوات العجاف الماضية هو أن لدينا جهازا مصرفيا قويا؟.. كيف لا تدرك الحكومة أن البنوك هى شركات استثمارية بالدرجة الأولى، وأن بنكا واحدا منها فقط يحقق أرباحا سنوية لا تقل عن مليار جنيه؟!، كما أن العاملين بالبنوك يعملون من الثامنة صباحا للثامنة مساء وأحيانا لما بعد ذلك، فكيف نركن كل هذه الحقائق على جنب ونفرض عليهم قرارا لا علاقة لهم به من قريب أو بعيد؟.. ونرجع تانى نتساءل أين الرؤية السياسية؟.. هل البلد الآن يتحمل أن يخسر أى قيادة بنكية من الذين صمدوا فى تلك السنوات العجاف؟.. كل من استقال منهم تلقفته البنوك الخاصة على الرحب والسعة، فهل إحنا اللى بنفهم والبنوك الخاصة ما بتفهمش؟..

ألم تسمع الحكومة بالقول الشائع بأن الغالى ثمنه فيه؟.. هناك مؤسسات لا يجب الاسترخاص بشأنها عندما نفكر فى تقدير القيادات بها.. لذلك أتعجب جدا ممن يولى رئاسة إحدى المؤسسات الهامة لحمار لمجرد أنه رخيص، ويتجاهل تماما أن حجم الدمار الذى سيسببه هذا الحمار سيكلفه أكثر مما لو كان اختار قيادة على كفاءة وعالية الثمن.. لذلك أتوقع دمارا شاملا فى البنوك، حيث سيبدأ سلسال الهجرة للقيادات كلما تصل إحداها للحد الأقصى فى أجرها.. يارب، اللهم أعِنا على مشاكلنا اليومية، أما الغباء الحكومى فأنت كفيل به!

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع