الأقباط متحدون - ولولا الحب لم أتكلم
أخر تحديث ٠١:٥٢ | الجمعة ٩ يناير ٢٠١٥ | ١ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٤١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ولولا الحب لم أتكلم

د. ناجح إبراهيم
د. ناجح إبراهيم

- أعظم من مدح الرسول (ص) بصوته هما أم كلثوم التى شدت برائعة شوقى «نهج البردة» و«همزية البوصيري» والشيخ سيد النقشبندى وكلاهما كان صوته أسطورة.

- ومن أعظم حسنات إذاعة القرآن أنها تحيى على الدوام صوت النقشبندى العبقرى الرائع الذى يغزو القلوب غزوا ويفيض صدقا وحبا للنبى الكريم (ص).. وكلما أردت أن أكتب عن النبى (ص) قفز إلى وجدانى وروحى البيت الذى يصدح به:

يا مظهر التوحيد حسبى أننى أحد الشداة الهائمين الحُومِ

لغة الكلام على فمى خجلى ولولا الحب لم أتكلم

- فأين أنا من مقام النبوة حتى أتحدث عنها.. وأنا مسرف على نفسى.. ومقصر فى الطاعات والقربات.. وأكاد أكون ممن عناهم الله بقوله «خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ».

- ولكنى رغم ذلك أحسب نفسى من المحبين الكبار للنبى العظيم (ص) والعاشقين له.. ومن المهمومين بتبليغ رسالته والذب عن صاحبها الصادق الأمين الذى أهيم به حبا وأتيه به إعجابا وفخرا.

- وقد عاهدت الله منذ سنوات ألا تمر ذكرى لمولده الكريم إلا وأكتب عنه وعن هديه وسنته وسيرته عدة مقالات.. وقد كتبت عنه بقلبى قبل قلمى وروحى قبل مدادى كتابا مختصرا أسميته «ذكريات مع الحبيب».. وأتمنى كما تمنى غيرى من أساتذتى من الدعاة والعلماء الذين أحبوا وكتبوا عن الرسول العظيم أن يوضع كل ما كتبته معى فى قبرى لعله يكون شفيعا لى «يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ».

- يا سيدى ليست لى عبادة أو طاعة مميزة أو حسنة عظيمة عند الله أكبر من حبى لك أيها الصادق الأمين.

- إننى أعيش دوما بقلبى وجوارحى وجوانحى مع قصة ذلك الأعرابى المؤمن الذكى الذى أهمه وأحزنه ألا يلتقى برسول الله فى الجنة لقلة عمله فناداه قائلا: «يا رسول الله.. المرء يحب القوم ولما يلحق بهم».. ففهم الرسول (ص) إشارته وما تهفو نفسه إليه.. فرد عليه بذكاء وحب وتلقائية مبشرة: «المرء مع من أحب يوم القيامة».

- آه.. آه.. يا لها من كلمات رائعة تسعد المقصرين والغافلين من أمثالنا.. وإذا براوى الحديث العبقرى أنس بن مالك يلتقط خيط الحب الجميل فيهتف معقبا: «فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبى (ص) إنك مع من أحببت يوم القيامة».

- وقد كان من فقه أنس الدقيق والرقيق أنه كان يدعو ربه بعد هذا الحديث «اللهم إنى أحبك وأحب رسولك.. وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بعملهم».

- وكنت دوما أشرح هذا الحديث مرارا وتكرارا بحب كبير وأدعو دائما «اللهم إنى أحبك وأحب رسولك وأبا بكر وعمر وعثمان وعلى والصحابة أجمعين.. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بعملهم».

- وأقول لنفسى: لست من قوام الليل أو صوام النهار أو أصحاب الطاعات الكبرى.. فقد منعنى الصداع النصفى من أكون من الصوام ومن أهل الريان.. وشغلنى الكسب ومشاغل الحياة لتلبية تطلعات الأولاد التى لا تنتهى من الأجيال الحديثة والتى تختلف عن أجيالنا من أن أكون من القوام العباد.. ولا أملك مالا كثيرا لأكون من المتصدقين الباذلين وأهل المعروف العظام.. ونفسى الأمارة بالسوء وحماستى الحمقاء فى شبابى أوقعتنى فى أخطاء كثيرة.

- فيا رب ليست لى خصلة أتقرب بها إليك إلا محبتك التى تملأ كيانى وتغزو فضائى.. ومحبة رسولك الكريم وصحابته الأطهار.

- فيا رب اعف وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم.. ويا رب اقبلنى بهذا الحب الذى ملأ شغاف قلبى.. وأقبل ثنائى وحمدى لك ومدحى لنبيك الكريم.. ودفاعى عن رسالته وصحابته.. فلا أملك يا مولاى فى دنياى سوى هذا الحب الجارف.. وحينها أعيش مع كلمات شاعر التوحيد الراحل عبدالله شمس الدين والذى أحيا كلماته على مر الدهر صوت النقشبندى العاشق للرسول:

لغة الكلام على فمى خجلى ولولا الحب لم أتكلم.

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع