الأقباط متحدون - الدفا عفا!
أخر تحديث ٠١:٥٣ | الثلاثاء ٦ يناير ٢٠١٥ | ٢٨كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الدفا عفا!

 د. غادة شريف
د. غادة شريف

فى هذا البرد الصرصرير الذى هو أشد من الزمهرير، حيث السقعة تخترق جسدك لتقرصك فى عظمك، وحيث لا ينفعك سوى الدفاية والزعبوط ستكتشف، بما لا يدع مجالاً للشك، أن أولادك ليس لهم أى لزمة.. تخيل نفسك مثلا يا حمادة وأنت نائم فى عز الثلج غطسان فى السرير تحت سبعتاشر بطانية ولحافين، ترتدى البيجامة وفوقها ٧ بلوفرات وتضع على رأسك زعبوطين.. ولو سيادتك أصلع أنصحك تلبس خمس زعابيط لتسد منافذ الهواء داير مايدور.. ولا تنسى الشرابات.. وليس أقل من خمستاشر شراب لتدفئ قدميك.. تخيل نفسك وأنت وسط كل هذا النعيم ثم فجأة يدخل عليك قرد صغنن ويبدأ يجعر: «بابا، إصحى وصلنى المدرسة»!... ماذا ستفعل حينها؟.. ركِز معايا بقى فسأعطيك خريطة الطريق.. فى موقف كهذا ليس أمامك سوى حل من اثنين: إما أن تنهض من السرير مثل أى أب مطيع، أولاده عارفين يربوه.. أو أن تعمل نفسك لسه نايم ولم تسمعه.. إذا اتبعت الحل الأول نو بروبلم، أمَا إذا اتبعت الحل الثانى فإن ابنك سيقفز فوقك وهو مازال على صراخه: «بابا، باقولك اصحى، الأتوبيس فاتنى ولازم توصلنى المدرسة!».. أمام هذا الإصرار لن يكون أمامك سوى حل من اثنين: إما إنك تخاف كما تعودت مع والدته، وإما أن تتظاهر بأنك غرقان فى تاسع نومة.. إذا اتبعت الحل الأول، نو بروبلم.. أما إذا اتبعت الحل الثانى فسيضطر ابنك إنه يكلبش فيك ويبدأ يهزك فى السرير مثل الخلاط البايظ حتى تنهض من السرير أمامه فى التو واللحظة وهو يعطيك درسا فى أنك بتصرفك هذا ستتسبب فى ضياع مستقبله مثلما أضعت مستقبلك!!..

 عندما يصل الوضع لهذا الحد لن يكون أمامك سوى حل من اثنين: إما أن تنطر نفسك من السرير وتتظاهر بأنك حريص على مستقبله وأنك بالفعل لا تريد له إنه يخيب خيبتك، وإما أن تخرج يدك من تحت الغطاء وتسكعه قلمين لتكمل نومك.. إذا اخترت الحل الأول، نو بروبلم ورب عالم يخرج من ظهر لا مؤاخذة فاسد.. أما إذا أصريت على عدم ترك السرير فممكن تزحلقه بإنك تطلب منه يروح يغسل وجهه حتى تقوم من السرير.. طبعا سيذهب جرى ويعود إليك جرى ليجعر تانى ويخبرك بأنه انتهى من غسل وجهه.. ساعتها هتعمل إيه؟.. لو والدته لم تأت لتحوشه عنك كل هذا الوقت فتأكد أنك فى كمين، لأنها غالبا تسمع كل هذه الحوارات وهى بتحضَر الفطار وبتستعبط.. يمكنك إنك تزحلقه عليها، لكنك إذا آثرت حقن الدماء فيمكنك أن تخرج أنفك من تحت الغطاء وتشمشم كده فى الهواء ثم تتهمه بأنه لم يغسل وجهه بذمة لأنك لا تشم رائحة الصابون، وتأمره أن يعود مرة أخرى ليغسل وجهه.. إنت ممكن تمسك فى هذه الحجة لحد ميعاد جرس الفسحة على فكرة.. ما علينا، طبعا الواد ابنك سيعود مرة أخرى ليغسل وجهه بذمة وربما يفترى فى الصابون حتى يتقشف وجهه ويقشَر بينما إنت مازلت فى السرير.. خلى بالك، فى هذا البرد ليس لديك أغلى من السبعتاشر بطانية واللحافين.. تمسك بهم حتى النهاية.. عيالك مسيرها هتكبر وتتجوز وتسيبك، ولن يبقى لك فى هذه السقعة اللعينة غير بطاطينك ولحافاتك، فلا تخذلهم وتتخلى عنهم.. السر فى هذا الموقف بينك وبين ابنك هو العزيمة والإصرار والنفس الطويل.. عزيمتك ألا تخضع له وإصرارك على عدم الخروج من تحت الغطاء ونفسك الذى لابد أن يكون أطول من نفسه، لأن العيال عموما متبرمجة على أن تكون زنانة ورخمة وما بتزهقش!.. ربنا خلقهم كده!.. اللهم لا اعتراض!.. لهذا أنصحك عندما تكون نائما فى عز النوم، تحت سبعتاشر بطانية ولحافين، ترتدى البيجامة وفوقها ٧ بلوفرات وخمس زعابيط وخمستاشر شراب... ثم فجأة يدخل عليك قرد صغنن ويبدأ يجعر: «بابا، إصحى وصلنى المدرسة»!... نصيحتى لك: يا إما تعمل ميت أو تجيب م الآخر وتطلق والدته علشان تحرَم تستعبط!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع