"البدوي" يفوز برئاسة "الوفد" بعد معركة "شاقة" ونموذجية.
كتب:علاء أبو عون - خاص الأقباط متحدون
انتهى "ماراثون" الانتخابات الرئاسية لحزب الوفد بفوز الدكتور "السيد البدوي" على منافسه الدكتور "محمود أباظة" رئيس الحزب السابق، بفارق 209 صوتًا، حيث حصل "البدوي" على 839 صوتًا، فيما حصل "أباظة" على 630 صوتًا، وذلك بعد معركة سياسية ديمقراطية حازت إعجاب القوى الوطنية في مصر، وأفرزت مناخًا تنافسيًا محترمًا أعاد للوفد مكانته العريقة بين الأحزاب المصرية، وقد أعطى رموز الوفد درسًا مهمًا للأحزاب السياسية عقب إعلان النتيجة النهائية للتصويت، عندما تماسكت أيادي أنصار "البدوي" و"أباظة"، وهتفوا سويًا "للوفد"، طارحين الخلافات بينهما أرضًا، ليقول "إبراهيم درويش" (الفقيه الدستوري، ورئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات): إن هذا هو يوم الوفد..
وقال "البدوي" فور إعلان النتيجة: "إن الفائز هو حزب الوفد، وهذا مَثَلٌ للجميع". ، بينما قال رئيس الحزب السابق: إن المسئولية ليست سهلة، وعلى "البدوي" أن يتحملها، مؤكدًا على استمراره في رئاسة الهيئة الوفدية داخل مجلس الشعب والهيئة العليا للوفد.
اهتمام وسائل الإعلام
وأولت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة اهتمامًا بالغًا بانتخابات رئاسة الوفد، والتي كشفت عن نوع جديد من المنافسة يقوم على الاحترام المتبادل، بجانب تكريس آلية المناظرات الإعلامية على طريقة الانتخابات الأوروبية، والتي لم تشهدها أي انتخابات مصرية من قبل.
هذا وقد كانت كل المؤشرات داخل الوفد تصب في مصلحة د."السيد البدوي"، خاصًة بعد إعلان برنامجه الذي تزامن مع رغبة الوفديين في التغيير، وأرجع البعض أن السبب الرئيسي في فوز "البدوي" هو البطانة المصاحبة لـ "أباظة"، والتي كانت تحظى بحالة من النفور والكراهية داخل الحزب والجريدة، فيما يُعلق الصحفيون بجريدة الوفد آمالاً عريضة بعد فوز "البدوي" الذي وعد في برنامجه بإعادة هيكلة الجريدة، ورفع أجور الصحفيين، وتعيين المتدربين..
مواجهة التحديات
وذكرت مصادر سياسية أن التجربة الوفدية حركت المياه الراكدة في الأحزاب المصرية، بما فيها "الحزب الوطني"، ووضعتها في موقف حرج من ناحية الأداء الديمقراطي، وقال الدكتور "حسن نافعة" أستاذ العلوم السياسية: إن الفائز الحقيقي في هذه الإنتخابات هو "حزب الوفد"، وأعرب عن رغبته في أن تكون الانتخابات نقطة انطلاق يعود من خلالها للممارسة الحزبية الحقيقية والنزول إلى الشارع.
ودعا "نافعة" باقي الأحزاب السياسية إلى اقتفاء طريقة الوفد المتحضرة في المنافسة، كما دعا رئيس الوفد الحالي إلى استثمار الروح الوفدية الطامحة في التغيير للعودة إلى المكانة الحقيقية للوفد.
ومن جانبه أثنى السفير "عبد الله الأشعل" -مساعد وزير الخارجية الأسبق- على الآداء الراقي لمُرشحي رئاسة الوفد، إضافة إلى الجريدة التي التزمت الحياد التام أثناء فترة الدعاية، وقال: إن "البدوي" أمام تحدٍ كبير، وعليه أن يُثبت مصداقيته.