الأقباط متحدون - د. صبرى الشبراوى لـ«الوطن»: نحتاج مديراً قائداً وليس رئيساً ملهماً
أخر تحديث ٠١:٠٧ | الأحد ٤ يناير ٢٠١٥ | ٢٦كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

د. صبرى الشبراوى لـ«الوطن»: نحتاج مديراً قائداً وليس رئيساً ملهماً

د. صبرى الشرباوى
د. صبرى الشرباوى

 أستاذ علم الإدارة بالجامعة الأمريكية: قلت لمحلب «هتموّت نفسك من كتر اللف».. ولا يمكن إحضار الشباب من التحرير ليديروا.. لأنهم «هيفشلوا»

قال الدكتور صبرى الشبراوى، رائد التنمية البشرية وأستاذ علم الإدارة بالجامعة الأمريكية، إن مصر تمر بمرحلة انتقالية، أهم معالمها وجود رئيس لديه آمال عريضة ورؤية متفائلة للبلد. وأضاف: «الرئيس السيسى لديه أمل، لكن من يدير من حوله يقتل الأمل»، ووصفهم بأنهم من محدودى الفكر.
 
وأكد «الشبراوى» فى حوار خاص لـ«الوطن» أن مراكز البحث العلمى فى مصر تحولت إلى «جراجات»، وأصبح لاعب الكرة أهم من الباحث، موضحاً ضرورة الاعتماد على الإدارة العلمية وتحويل الأفكار إلى خطط مدروسة، مؤكداً أن مصر أصبحت بلداً «متدهولة» تفتقد القيم الأساسية للنجاح، مشيراً إلى أن الرئيس السيسى لديه رؤية طموحة مثل «السادات»، وأخذ من «عبدالناصر» تلاحمه الشديد من الشعب، وقال «أقدر لـ(السيسى) وقفته مع الشعب». وأضاف: «قلت فى عهد الإخوان إن حكم الجماعة استعمار داخلى، وعلى الجيش أن يحررنا، وكنت خائفاً جداً ومرعوباً من الظلام الذى كان يعم الدولة».
 
وهاجم وسائل الإعلام، قائلاً: «الإعلام يقدم التخلف ويعرض برامج لا قيمة لها وكلاماً فارغاً»، وإلى نص الحوار..
 
■ ما رؤيتك حول الوضع الحالى فى مصر الآن؟
 
- مصر فى مرحلة انتقالية مهمة، أهم معالمها وجود رئيس جمهورية لديه آمال عريضة ورؤية متفائلة للبلد، ولا بد من إعطائه حقه فى أنه هو من أنقذ مصر من عصور ظلام، وكان فعلياً رجل الساعة وقت الإخوان، وإنما مشكلة مصر فى الطبقة التى تديرها معه، وللأسف هم من محدودى الفكر والرؤى، وتوقعاتهم من المصريين منخفضة، ويعملون فى إطار أن المصريين «واخدين على الأوضاع»، ومع مرور الوقت يستسلمون.
 
ففى أى بلد هناك مجموعات، ومن ينقل البلد هم المجموعة الحاكمة، وهناك فرق بين الدولة والأمة، والشعب هو الأمة، ومن يدير مؤسسات مصر هم من يتحكمون فى مستقبل هذا البلد، وللأسف هم من يقررون مصير الشعب، فرئيس الجمهورية آماله عريضة وحركته سريعة وتوقعاته عالية، ولا بد من وجود من يترجم هذه التوقعات فى برامج عمل وخطط فى جو تنافسى عالمى، فعلى سبيل المثال إن أردت تصنيع سيارة، فهناك من يقول سنُجدد شركة «النصر للسيارات» مرة أخرى وهذا غباء منهم، فالأفضل أن «نخرج بره الماضى»، نقوم بإنشاء شركة جديدة تنافس شركات كوريا واليابان.
 
■ البعض يقول إن البلد بلا كفاءات؟
 
- لا.. البلد غنى، واحنا مش شايفين نفسنا، وعلينا إعادة اكتشاف مصر، أمس كنت فى مسرحية عن رفاعة الطهطاوى اسمها «فى حب مصر»، هو رجل فقيه فى اللغة، سافر إلى باريس وتعلم هناك وكوّن رؤية جديدة ومفهوماً جديداً، وعاد لنقل الخبرة، ومحمد على فتح له الطريق.. والسؤال، منذ عهد محمد على كام واحد سافر؟ آلاف عادوا إلى الوطن لـ«يخنقهم»، ولم يتم استثمارهم بشكل صحيح.
 
■ لكن الرئيس لديه مجلس استشارى علمى من كبار العلماء؟
 
- لا.. مش مجلس استشارى.. لكن مجلس أخذ رأى، والمجلس الاستشارى الحقيقى هو من يأخذ أحلامه ويضع له رؤية محدّدة ببرامج وخطط.
 
■ ما رؤيتك لتطوير التعليم فى مصر؟
 
- فى قطاع التعليم، توجد مجموعة مستشارين للرئيس جيدة ولديهم رؤية برئاسة طارق شوقى، وهناك أعمدة للتقدّم فى التعليم، يجب الارتكاز عليها وأى انهيار فى واحد يؤثر فى الآخر، وهى التعليم الأساسى والثانوى والجامعى والفنى والبحث العلمى، ويجب أن نبدأ بتطوير الأساتذة والمناهج والبيئة، فى المدارس والجامعات، فالرؤية الواضحة تُحدد أين أنت، وهدفك فى الوصول إلى أى مرتبة، ثم أقارن نفسى بالدول المتقدّمة مثل اليابان، فاليابان كانت تحصل على العلم من أمريكا وتضيف إليه، الآن هى تخصص جزءاً من الدخل القومى للبحث العلمى بقيمة 4%، وبدأت تخطط لتنافسية فى البحث العلمى وبراءات الاختراع مع أمريكا، أما مصر، فمراكز البحث العلمى بها «جراجات»، وعلماء مكتومو النفس، وأصبح لاعب الكرة أهم من الباحث.
 
■ هل هناك تطبيق للتنمية البشرية فى إدارة مصر حالياً؟
 
- للأسف لا يوجد بند للتنمية البشرية فى بنود أى مؤسسة مصرية، بالرغم من أن جميع المؤسسات والشركات فى الدول المتقدّمة تصرف من ميزانيتها للتعليم والتدريب والتقنية، ولا بد أن يكون التدريب مستمراً، والمطلوب فى مصر هو إعادة تعريف المؤسسات بدور التنمية البشرية والتعليم، فلو أردنا مثلاً جذب الصينيين إلى السياحة يكون صعباً فى الوقت الحالى، لأن الشركات السياحية لا تدرّب موظفيها على التعامل مع السائح الصينى.. نصرف كل الميزانية على الأكل والشرب ونرفض الإنفاق على التدريب.
 
■ كيف تقيّم الإنتاجية فى العمل بمصر؟
 
- الإنتاج والإنتاجية فى العمل، ليس معناهما فقط أن نستيقظ مبكراً فى 7 صباحاً ونعمل 8 ساعات، وإنما ماذا أنتجنا؟، ومدى قدرة المنتَج على المنافسة، أى مقارنة إنتاج المصرى بالأمريكى والصينى واليابانى، والتكلفة التى أنفقتَها على الإنتاج بما فيها الجهد المبذول والصحة، فمن الممكن أن نخرج 100 وحدة فى الساعة، لكن دون المستوى فى الجودة، والإنتاجية مرتبطة بالجودة.
 
■ البعض يرى أنه لا بد من مراعاة البُعد الاجتماعى رغم وجود عمالة زائدة وبطالة؟
 
- كل شىء بثمنه.. لو أردت أن تدلع التخلف، شغل الناس بلا كفاءة وتتخلف، وهناك معايير أخرى تقول إن المعرفة والبحث العلمى يعطى الابتكار، والابتكارات تفتح مجالاً جديداً للعمل، وتساعد على القضاء على العمالة الزائدة والبطالة.
 
■ ما المقصود بالقيم فى العمل؟
 
- القيم تعتبر من أهم معايير النجاح، والوقت فى مصر لا قيمة له، وللأسف أصبحنا شعباً غير نظيف، وبالتالى أصبحنا شعباً بلا جودة، لأنه عندما يكون الإنسان بلا جودة ينتج منتَجاً بلا جودة، عندما تزوّد قيمتك تزوّد قيمة الآخرين، والعكس صحيح، أتذكر أننى جلست مع أحد القيادات السياسية المصرية، يعتبر آلة المركزية الآن ورئيس وزراء سابقاً، شرحت له عدداً من الأفكار، نسى الأفكار التى عرضتها، وقال لى «أنا مش قدك، انت جاى من أمريكا»، الشكل مع الجوهر له قيمة، بمعنى «مابقاش راجل كبير كده وداهن شعرى أحمر.. مصر أصبحت بلد متدهولة».
■ انت شايف البلد متدهولة؟
 
- طبعاً.. لا يوجد فيها لمسة جمالية، والجمال جزء من القيم، ففى اليابان هناك ما يُسمى نظام الجودة الشاملة بمجرد أن تدخل ترى الورود، وأكرر، مصر كلها أصبحت «متدهولة»، تدخل أى وزارة تجد جميع الحمامات غير نظيفة، وتدخل حمام الوزير تجده زى الفل، إزاى تبقى مسئول نظيف على مرؤوسين «وسخة»، لا يجوز، لا بد أن يكون الناس لديهم الجمال والتعاون، مصر فى ذيل الدول فى القيم.
 
■ هل تعتقد أن «السيسى» أعاد الأمل إلى المصريين؟
 
- الرئيس السيسى لديه أمل، لكن من يدير من حوله يقتل الأمل، طوال النهار لا نجد إلا البرامج السلبية فى التليفزيون التى تنظر إلى البؤر الحقيرة فى مصر، ولقد قابلت 4 رؤساء لمصر يقولون لى إن مصر فقيرة والرئيس هو الذى يبذل الجهد والتعب، رؤية هؤلاء لمصر كانت أنها فقيرة وبيقولوا نجيب فلوس منين. وهذا خطأ، لأن الإنسان توقعات وقدرات، فلو أن إنساناً لديه علم لكن ليس لديه أمل، أعتقد أنه يكون إنساناً فاشلاً.
 
■ وماذا يتوقع المصريون من مصر الآن؟
 
- توقعاتنا أننا بلا موارد.. نحتاج إلى استثمار أجنبى.. وده «غباء»، لأن الغنى لا يرى فى مصر البنوك المصرية بها تريليون و400 مليار جنيه مصرى.. بتعمل بيهم إيه؟ تنتظر حتى تفلس الحكومة، وتقوم بتسليفها من تلك الودائع بفوائد 15 و16% فى الوقت الذى تعطى فيه العميل فائدة 6 و7%، فالبنوك مكسبها بالربا وليس من تدوير المشروعات كما تذيع، والدين الداخلى لمصر للبنوك المصرية، إذا تأزمت مصر فعليها إعادة جدولة الديون مرة أخرى، «فالمفروض أننى بدلاً مما أشحت على ابنى الغنى أستفيد منه وأعرف كيف يسهم فى تنمية مصر».
 
الرئيس يذهب لجلب مشروعات فى الصين، فبدلاً من أن يأتى الصينيون ويتملكون فى مصر علينا إنشاء شركات مساهمة مصرية صينية أو مصرية عربية، والمصريين يشاركون بنسبة 51%، فالبلد غنية وعلى المصريين أن يشاركوا فى المشروعات، الرئيس قال إن الصينيين سيقيمون مشروعات قطارات جديدة تنتج فى مصر ولابد من عمل شركة مصرية صينية وتفتح أسهما للمصريين، فالديمقراطية مشاركة فى الاختيار واتخاذ القرار وفى الربح، لكن لو تم تمليك أى مستثمر أجنبى مشروعات فى مصر ستبوء بالفشل.
 
■ بعد 6 أشهر من حكم السيسى هل ترى له رؤية حتى الآن؟
 
- أرى له رؤية، ولكن لا بد من ترجمة البرامج بإدارة علمية لأنه بدون إدارة علمية مفيش تقدم.
 
■ قلت سابقاً إن الرئيس السيسى «مقفول عليه» ماذا تعنى بهذه الجملة؟
 
- يعنى الرئيس لم يقابلنى حتى الآن، من حوله هم من يختارون له، وأقول هذا لأنى خائف عليه، فالرئيس عبدالناصر جاء ومن حوله أقنعوه بأنه ملهم، مع العلم أننى من شباب عبدالناصر منذ الثانوى، فأنا ناصرى العاطفة، وإنما العلم يقول إننى أحتاج «مدير قائد» وليس «رئيس ملهم» بإدارة علمية وليس بإدارة عائلية «فهولوية» و«أونطجية»، لأن الإدارة العلمية هى التى تجعل الشركات عالمية، ففى رأيى الفرق بين مصر وأمريكا هو الفرق بين أبوشقرة وماكدونالدز، المطعم الأمريكى يطبق إدارة علمية ويفتح مطعماً جديداً كل ساعة، والمطعم المصرى يطبق إدارة عائلية محلية رغم أنه بدأ قبل الأمريكى منذ 30 سنة، والمطعم الأمريكى يدخل لدولته من 40 إلى 50 مليار جنيه. و«عبدالناصر» عندما تولى الحكم قالوا له أنت كل شىء، فأصيب بالسكر والضغط ومات 54 سنة من الهم.
 
■ ما الإيجابيات والسلبيات فى حكم السيسى؟
 
- السيسى له آمال وإنما لا بد أن تترجم إلى رؤية محددة وإعادة هيكلة الفكر، ووضع برامج عمل فى خريطة تنافسية عالمية، وأعتبره مصدر أمل ورفعاً للتوقعات، والسلبى الدائرة من حوله.
 
■ هل ترى السيسى أقرب لعبدالناصر أم السادات؟
 
- الاثنان.. لديه رؤية طموحة مثل السادات، وأخذ من عبدالناصر تلاحمه الشديد من الشعب.. وأخاف عليه.
■ ما رأيك فى حكومة محلب؟
 
- المهندس محلب صديق عزيز، وإنما بإدارته للأمور بهذا الشكل هيموت نفسه، وأنا قلت له كدة «هتموت نفسك» ويجيله أمراض لما يكون مدير ويلف بنفسه على المشروعات يكون هناك تطبيق لمركزية الفكر، ولماذا لا يقدم له كل وزير تقريراً ويتم محاسبتهم ويكون هناك مشاركة فى القرار، وإنما لو مصر فشلت أحمل السيسى ليه فلا يمكن واحد يحمل هم بلد بمشاكلها وحده، وأريد له أن ينجح لأنه خرجنا من حكم الإخوان.
 
■ وماذا كان رد رئيس الوزراء عندما قلت له «هتموت نفسك»؟
 
- قال لى: هعمل إيه لازم أضمن أن العمل منتظم.. لكن أنا لو بدير محل ولازم أراقبه يبقى أنا مدير سيئ.. الهدف هو أننى أريد نتائج محددة.
 
■ البعض يقول إن التركة ثقيلة؟
 
- ده كلام أهبل.. لأن تركة الصين كانت أثقل، فعددهم مليار وربع، وكذلك الهند طلعت المريخ ولديها فقر و20 ديانة، ومصر شعب جبار ومتجانس لديه مخزون حضارى جبار وموقع جغرافى وتاريخ، علاوة على الموارد البشرية، نحن أكبر شعب لديه قدرة على التأقلم والتدريب فى العالم، وأنا دربت جميع الجنسيات، وأقول إن المصريين شعب جبار.
 
■ منذ عودتك من أمريكا تطرح نظريات التنمية البشرية لجميع الحكومات.. فهل تغير شىء؟
 
- هناك تغير لكنه بطىء، ويجب أن نقيس التغير بالمنافسة، فمن كان معنا فى السباق تقدم بشكل كبير، فإن كوريا أنتجت طائرة تنافس الفانتوم الأمريكية وثلاثة أرباع سيارات مصر من إنتاج كوريا، وللأسف لم يسمعوا ما قلته وإنما يقلقون منى ويكرهوننى لأنى «قلق» بالنسبة لهم، والقلق الصحى ألا أرضى عن وضعى وأريد التحسن، ومن يديرون مصر يخافون من النور، وبتوع الحزب الوطنى قالولى «عندنا زيك كتير» حينما جئت للحديث عن التنمية البشرية كأساس للتنمية المجتمعية قبل مهاتير سنة 1986.
 
■ ألا يزعجك من يقول إن صبرى الشبراوى يقدم نظريات مثالية لا مكان لها على الواقع؟
 
- طيب واللى طلع المريخ مثالى أم ماذا؟ العلم وظيفته التنبؤ ورفض الحاضر، والبحث عن حلول الاحتياج، فهل يريدون من يسبح بحمد الواقع؟
 
■ هل فشلت خلال 20 عاماً فى إقناع الناس بأفكارك؟
 
- لا.. فلدىّ تلاميذى، وأصحاب القرار ليس لديهم قرار وإنما القرار لديهم هو تأجيل القرار، وليس لديهم رؤية واضحة ولا يقارنون موقف الدولة بباقى الدول، ففى إحدى المرات كنت فى دافوس فى الأردن ووجدت أنها بدأت فى إدخال المحمول، ففى أحد اجتماعات مجلس الوزراء، قلت للوزير سليمان متولى، إن الأردن أدخلت المحمول، ومصر لا بد من أن تقوم بتصنيعه وتصديره وأن يكون للشباب شركات دولية متصلة بالعالم الخارجى، وتكلفة الاتصالات فى مصر مرتفعة، رد عليا «احمد ربنا.. إنت فاكر لما كان اللى عايز يتصل بحد يروح لبنان».
■ ماذا تقول لمن يرد على أى مشكلة بـ«احمدوا ربنا أنكم مش سوريا والعراق»؟
 
- هذه كلمة «حقيرة» لأن الله أعطى للجميع الأمل وأعطى عقلاً ليس للتجميد، ولابد من حمد ربنا على نعمة العقل والتفكير وأنا أحلامى واقعية، فمنذ أن كنت فى مرحلة الإعدادية كنت كثيراً ما أذهب للسينما، وكانت العائلة تنتقدنى وتقول لوالدى ده «بايظ» يرد عليهم «هيبقى أحسن واحد فى العيلة»، وكان دائماً ما يعطينى ثقة فى نفسى، وكانت توقعاتى لنفسى كبيرة، فعندما طلبت منه أن أستكمل دراستى بأمريكا قال «موافق.. ولو هبيع جلابيتى» فالثقة نصف النجاح ودائماً أقول لتلاميذى «السماء هى الحدود».
 
■ هل تفاءلت بثورة 25 يناير؟
 
- جداً، وبكيت من الفرحة وتلاميذى كانوا فى الميادين وكانوا يتصلون بى ويقولون إن الثورة نتيجة ما علمته لهم، لأننى كنت متوقعاً ما حدث.
 
■ جمال مبارك أيضاً كان من تلاميذك، فلماذا لم تحذره؟
 
- حذرته وقلت له فى آخر اجتماع للجنة السياسات قبل الثورة أمام 200 شخص كان من بينهم مصطفى الفقى ود. محمد حسن الحفناوى، «هناك شيئان لا بد أن أتكلم فيهما قبل أى حد، الفساد اللى منخور فى مصر، والفساد الكبير فى الوزراء قبل الناس، والنقطة الثانية أن أى تزوير فى الانتخابات الناس هتعمل ثورة، والناس خافت». فقام يوسف بطرس غالى يتكلم عن الأوضاع الاقتصادية، فقلت له «اسمع يا يوسف واقعد.. لما أنا أتكلم فى الاقتصاد انت تقعد تتعلم».. فرد «طيب» وجلس فى مكانه.
 
وخرجت الناس قالوا هيقبضوا عليا، وفى المساء حدثنى هاتفياً جمال مبارك معاتباً لى بأننى تحدثت أمام الناس معه بهذا الأسلوب، فقلت له «يا جمال تعالى نقعد ونتكلم وأقول لك اللى بيحصل فى مصر».. فرد «اكتبلى ده فى ورقتين»، رفضت وقلت «مش كاتب عايز تيجى تعالى زى ما كنت بتيجى لما كنت بعلمك». فالعلم يعطى القدرة على التنبؤ.
 
■ ما تنبؤاتك عن الفترة المقبلة لمصر؟
 
- لو لم يحدث ما أقوله من اتباع أسلوب علمى «هنتكعبل»، لأن المشروعات تحتاج إدارة علمية بقيادات شابة مصرية، ولابد من عمل معاقل لتنمية قيادات الشباب بإدارة علمية، لا يجوز أن يحضر الشباب من التحرير ليديروا، هيفشلوا، وقلت لوزير الشباب لا بد من التدريب على الإدارة علشان الشباب ينزل الانتخابات ويكون لهم دور، لكن لو تركناهم بلا معرفة بالاقتصاد والإدارة والتسويق، سيرفعون شعارات الثورة، وسيواجهون التكنولوجيا بـ«الكلامونجيا»، وإسرائيل تقع فى الجوار ولديها العلم والإدارة، فهى رابع دولة فى السلاح وثالث دولة فى البرمجيات والتكنولوجيا، وإحنا نتكلم فى الملوخية والجنس والجن والعفاريت، مع العلم أن كل دولة لديها أمراض لا بد من التركيز كيف تنتقى هذه الأمراض. لدينا رأس مال معطل بالمليارات فى شركات ومصانع ومستشفيات لماذا لا نحولها شركات مساهمة؟
 
■ وماذا عن موقفك بعد ثورة يناير؟
 
- دخل الإخوان، وأنا أول من قلت إن الإخوان احتلال داخلى متخلف، وحرب استنزاف داخلية.
 
■ هل كنت متفائلاً وتدرك أنهم سيرحلون؟
 
- لا.. وكنت خائفاً جداً ومرعوباً من الظلام الذى يعم ولذلك أقدر السيسى، وأقول إن وقفته مع الشعب أفضل ما حدث فى العصر الحديث، وهو بداية تحديث لمصر، فالحداثة هى أساليب إدارة وتفعيل الموارد البشرية.
 
■ هل التقيت أحداً من الإخوان؟
 
- لا.. بالعكس كانوا يكرهوننى لأننى أول من انتقدهم، وقلت إن رئيس وزرائهم متخلف ولو لديه الشجاعة يقابلنى، وقلت إن الإخوان استعمار داخلى وعلى الجيش أن يحررنا، ولو لم يحررنا من هؤلاء هيحررنا من إسرائيل إزاى.
 
■ هل توقعت مساندة أمريكا للإخوان؟
 
- أعرف الأمريكان جيداً، يحترمون القوة، طالما أنت قوى تستحوذ على احترامهم، ولو كنت تتظاهر بالقوة و«بتستعبط وماسك نبوت.. هيدوك بالجزمة».
 
■ هل تفاءلت بعد ثورة 30 يونيو؟
 
- جداً، والتفاؤل يزيد مع تحركات السيسى.
■ ما رأيك فى ممر التنمية؟
 
- ممر التنمية مشروع عظيم، ولكن حوله 100 مشروع لا نعرف عنها شيئاً، ما أريد أن أعرفه كم مدينة سيتم إنشاؤها وما شكل التصميمات، وأريد هذه التصميمات أن تكون عالمية، وليس شركات محلية عربية، أريد من أنشأ «تشن زن» فى الصين ومن قام ببناء دبى يقوم بعمل تصميمات المدن الجديدة فى مصر، ويقول لى محاور التنمية فيها إيه، وما قيمتها العالية لمنافسة دبى وغيرها، وتحديد إدارة هذا المشروع.
 
■ هل حدث أى تواصل بينك وبين المسئولين منذ 30 يونيو؟
 
- لم يحدث أى تواصل إلا مع إبراهيم محلب فقط، واجتمعت معه وأيضاً حوله ناس تسيطر.. إنها إعادة إنتاج زكريا عزمى وأمثاله، هناك فلتر لرئيس الوزراء يلبسه حزام العفة، طلبت منه إعادة هيكلة إدارة المؤسسات وعمل مجموعة من الشباب، وكان الرد «حاضر» فقط.
 
■ ماذا تقصد بـ«الكلامونجيا»؟
 
- من يدير أمريكا يأخذ وقتاً يفكر ويقابل مستشارين مقيمين معه فى البيت الأبيض كل يوم فى كل قطاع لتشغيل مؤسسات تحل مشاكل، وإنما نحن طول الوقت نتكلم كلاماً عاماً فى الاجتماعات العامة دون تنفيذ، بالرغم من أن هناك العديد من القطاعات تحتاج إعادة هيكلة.
 
■ هل شعرت بالندم لأنك تركت أمريكا ورجعت إلى مصر؟
 
- إطلاقاً.. لو ماكنتش رجعت مصر كنت سأشعر بالذنب، وسعادتى فى هذا البلد طول ما أنا رسالتى هى نقل خبراتى للآخرين وتعليم الناس.
 
■ هل تؤمن بأن جميع المشروعات العظيمة تتم بمؤامرات نظيفة؟
 
- طالما أن هناك نجاحاً ستكون هناك مؤامرات.. وأنا أواجه مؤامرة ضدى فى مصر، والدليل على ذلك هو أننى لم أتقلد منصب رئيس الوزراء حتى الآن، ولكن النجاح الحقيقى هو أننى لا ألتفت للمؤامرات، وأن لا تعمل هذه المؤامرات على إحباطى، لأن جزءاً من الحياة التنافس، ولكن لا يمكن اعتبار التنافس مؤامرة.
 
■ هل تتوقع ثورة ثالثة؟
 
- أريد ثورة علمية، ثورة منهج تنافسى، لكن سياسية لا أعتقد أن تكون هناك ثورة مرة أخرى.
 
■ ما رأيك فى الانتقادات الموجهة للرئيس السيسى حول إعادة إنتاج نظام مبارك؟
 
- مبارك لم يكن لديه نظام.. والنظام الفاشل يكون بمن يديره، وطالما أن من يدير النظام من الفاشلين فهو فاشل، فالاختيار هو القرار، والذكاء مرتبط باختيارك فى حياتك ويعكس قدراتك فى الحياة.
 
■ هل هناك صراع أجيال.. والشباب لم يحصل على الفرص الكافية؟
 
- أجيال إيه.. أنا شاب أكتر من الشباب وأعرف فى الموسيقى وأنواعها، وأذهب إلى المسارح، وأعيش مع الشباب أكتر من الشباب أكتر مما يعيشوا هم مع أنفسهم.. فأى صراع هذا؟
 
■ ولكن الانتقادات توجه فى إطار أنه لا يوجد تمكين للشباب؟
 
- وما المشكلة من تمكين الشباب، لا بد من منحهم فرصاً لكن فى البداية لا بد من بناء الكفاءات، والاستثمار فيها، والشباب يحتاج إلى تنمية، ولا بد من إرسالهم للحصول على منح وبعثات، وعقب عودتهم علينا إعطاؤهم الفرصة، مثلما فعل سابقاً محمد على لتنوير مصر، ولكن المشكلة الآن أن يتم الصرف على آلاف فى البعثات والمنح وعند العودة تتم محاربتهم.
 
■ هل تشعر بالضيق حينما يطالب البعض بعودة عبدالناصر؟
 
- أشعر بالضيق من النظرة السلفية فى جميع الأفكار، لو تكلمت عن عهد الصحابة هاقول لا يمكن أن نعيد فكرهم، لأن البيئة مختلفة والظروف مختلفة، القيم اختلفت قديماً عن الآن.
 
■ هل تعتقد أن السلفيين جزء منفصل عن الإخوان؟
 
- السلفيون هم سلفيو الدين، وإنما هناك الآن سلفية فى الإدارة أخطر من سلفيى الدين، ولكن الجماعة السلفية الموجودة فى نظرى هم جماعة مهملة، ولو قمنا بتعليم الناس لن يكون لدينا هذا الوضع، ولكن الآن نركز على التخلف وننميه.
 
■ ما توقعاتك للبرلمان المقبل؟
 
- على حسب من يقومون بالترشح، ولا أستطيع التوقع لأننى لا دور لى فى الاختيار، ولم يقم أحد بأخذ رأيى.
 
■ ولكن الشعب هو من يختار فى النهاية؟
 
- نعم، ولكن هناك ترويج للاختيار، فالمرشح مثل السلعة لا بد من الترويج لها، ومعرفة جودتها، وتتنبأ بالحياة من خلال من يرأس الأجهزة الرئيسية فى الدولة.
 
■ ما رأيك فى الإعلام الحالى؟
 
- يروى التخلف، وهو المساهم الأول فيه، من خلال عرض برامج بالساعات لا قيمة لها وكلام فارغ، وكل مقدم برنامج يشعر أنه هو النجم، ومعلوماته محدودة جداً، وللأسف المذيع لا يستفيد من الضيف ولا من المعلومات التى يقولها.
 
■ ما تقييمك للنخبة الموجودة على الساحة؟
 
- هناك نخبة مهمشة، ونخبة لديها خبرة فى الوصولية والتأقلم، وإنما النخبة المهمشة هى الأجود، وللأسف لا تتاح لهم الفرصة والاكتشاف، هل هناك أحد يسمع عن النخبة العلمية من علماء الطبيعة والكيمياء فى مصر؟ هل يعرفهم أحد؟ أو يسمع عن علماء الإدارة فى مصر؟
 
الجميع يقول إن مشكلة مصر فى الإدارة، وأنا من علماء الإدارة هل قام أحد بسؤالى أو الاستماع إلى خبراتى؟ ومن يتحدث هم «بتوع الكلامنوجيا» المتسلقون، والطبقة العازلة فى الحكم تختار هؤلاء لأنهم غير مُهدِدين. وأكرر إننى أخاف على السيسى من هؤلاء، وأن يحدث مثلما حدث مع عبدالناصر مات من القهر، والسادات نصحه من حوله من الأصدقاء بخروج الإخوان من السجون فقتلوه، ومبارك اختار صفوت الشريف وزكريا عزمى فعزلاه عن الحكم وتسببا فى دخوله السجن، ومرسى أحضر عائلته وعشيرته وأوصلوه إلى ما هو فيه.
 
■ هل زرت مبارك فى السجن؟
 
- لا.. لم أزره.
 
■ ما رأيك فى أحكام البراءة الأخيرة لمبارك والعادلى ومساعديه؟
 
- ما بنى على خطأ فهو خطأ، لم تكن هناك محاكم لمحاسبة الفساد السياسى، ولذلك كانت النتيجة البراءة.
 
■ ما سبب التخلف فى مصر؟
 
- هناك أمراض بسبب التخلف، المرض الأول سوء الاختيار، واقترحت سابقاً عمل لجان استماع للوزراء وأن يختار 10 وزراء، يقوم كل وزير بتقديم رؤيته وبرنامجه، ويتم اختيار الأفضل.
 
■ ما المشاكل الكبرى المعوقة للتقدم فى مصر؟
 
- هناك مشاكل تعيق التقدم لم نواجهها فى مصر، وعدم المواجهة يؤدى إلى التأجيل، والتأجيل هو التخلف والجمود وعدم التقدم، وعلى رأس هذه المشاكل هو الاحتكار، الرأسمالية تطورت، وانتقلت من مجموعة عائلات تملك فى أمريكا وإنجلترا وألمانيا إلى أن أصبحت شركات مساهمة تمارس الديمقراطية فى الإدارة، تختار من يدير وتحاسب متخذى القرار، وإنما فى مصر الملكية لعائلات أو محتكر أجنبى، والاحتكار يؤدى إلى مركزة المال وعدم عدالة التوزيع ويقتل الابتكار، فالعائلات بخيلة فى الصرف على البحث العلمى والتطوير، ومصر مؤسساتها تنحدر لأنها لم تنتقل من الملكية الفردية إلى الملكية الشعبية.
 
المشكلة الثانية هى الأمية، والبلد الذى لم يعالج مشكلة الأمية فى ثلاث سنوات إدارته فاشلة، ولم أسمع عن وزير أو أى مسئول يعمل على محو الأمية وهى أكبر معوقات التنمية.
 
المشكلة الثالثة هى «السكانية»، وهى قنبلة ستؤدى إلى دمار المجتمع، والمشكلة الرابعة تكمن فى العشوائية فى التخطيط فى المسكن والاختيار، وفى جميع القرارات، وتؤدى إلى التطمين المبنى على التجهيل، وأحذر من هذه المشاكل التى تؤدى إلى الفساد الكبير.
 
■ ما رأيك فى وضع المرأة المصرية فى المجتمع؟
 
- المجتمع ينظر للمرأة المصرية على أنها مركز إنتاج حيوانى، وهذه إحدى المشاكل المعوقة للمرأة، والمشكلة الثانية التى تعوق التقدم هى أمية المرأة، فهى صانعة التقدم، مرأة متخلفة وجاهلة وغير متعلمة تؤدى إلى مجتمع متخلف وجاهل ولديه أمراض نفسية، فالاستثمار فى المرأة هو استثمار فى المجتمع، وللأسف حقها فى التعليم مهضوم، وفى العمل مهضوم.
 
■ لماذا لم تعرض هذا أثناء وجودك فى أمانة سياسات الحزب الوطنى؟
 
- عرضت كل هذه الأفكار وكانت سبب اختلافى مع مبارك وطاقمه، وتكلمت عن أن التقدم يأتى بالمشاركة والحرية، والشعب المصرى خارج المشاركة، وطلبت عمل شركات مساهمة نبيعها للشعب حتى ينال الشعب حظه من الغنى، قالوا لا، مستثمر واحد، وقلت إن هذه هى سياسة «الاحتكار»، وكتبت مقالاً كبيراً وقتها بعنوان الاحتكار يقتل الابتكار ويؤدى للانهيار، ونحن ما زلنا نسير على نفس المنهج.
 
وقال لى رجال الحزب الوطنى «عندنا زيك كتير» وكانوا بيخافوا ويهربوا منى، وللأسف فإن الأقزام هم من يديرون مصر.
 
■ ولكن الشعب ساهم فى مشروع محور قناة السويس الجديد؟
 
- ما حدث فى مشروع القناة ليس اكتتاباً عاماً، لم يكن هناك جمعية عمومية لقناة السويس، ولا شركة مساهمة مصرية ليكون المشروع ملكاً للشعب.
 
■ ولكن أحياناً من يجيد تقديم نفسه لا يجيد التنفيذ؟
 
- طالما أن التنظير لا يؤتى بجدواه نغلق الجامعات، النظرية هى عبارة القدرة عن التطبيق، والعلم هو نظريات، وأهم شىء يمكن تطبيقه، والعلم ما أثبت نجاحه فى التطبيق.
 
■ ولكن من يدير أمريكا ليسوا علماء فقط؟
 
- وإنما من يدير أمريكا على مر السنين يختار بجواره العلماء، فعلى سبيل المثال أوباما، هو أستاذ فى جامعة هارفارد فى القانون، ونجح فى المحليات فى شيكاغو، ورشح نفسه للمجتمع الأمريكى، مركز التقدم والنجاح فى العالم، واختير وبجواره 10 مجالس متخصصة للطاقة والتكنولوجيا والتعليم والسياسة الخارجية والأمن القومى تدير معه، وتعتمد هذه المجالس على جميع مؤسسات التفكير فى أمريكا فى المشاكل التى يواجهها، وتقوم بعمل ملخصات للرئيس الأمريكى بوجهات نظرهم، وهو ما يقدمه ويعرضه على الشعب الأمريكى فى النهاية، هذا واقع تطبيقى للعلم والنظريات، أما فى مصر المجلس الاستشارى يتكون من علماء مثل زويل غير متفرغ بين مصر وأمريكا، وأغلب المستشارين من علماء المعامل وليس علماء تنمية الحياة، فهؤلاء المختارون يصلحون لمجلس علمى قائم مع مجموعة من شباب من كليات علوم، ويقومون بحل مشاكل الطاقة، وإنما المجلس الذى يجتمع بالصدفة لا يصلح لتنمية البلد.
 
■ البعض يتخوف من عودة القمع؟
 
- فى الدول الديمقراطية تقمع الخروج عن النظام تحت بند التنظيم، فهل معاقبة الخارجين عن القانون تعتبر قمعاً، فى اليابان يعاقب من يتأخر عن العمل ويعتبرونه عاراً، وخروجاً عن الشرف، أما فى مصر يقولك 10 دقائق فقط، ولا بد من قمع من يهدر المال أو يخرب فى البلد.
 
■ البعض يتهمك بالغرور؟
 
- أنا واثق فى نفسى، التغيير سنة الحياة، والتصور يؤدى إلى التطور، والغرور هل يأتى من الغيرة أم التغير، وأنا غير متعال، أنا باقعد على الرصيف، ولكن الكبر على أهل الكبر. والحزب الوطنى اتهمنى بالغرور لأنهم كانوا جهلة ويخافون من النور.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.