بقلم:يوسف سيدهم
خطونا إلي عام2015 ونقترب من الاحتفال بعيد الميلاد المجيد تغمرنا الآمال نحو انتقال مصر والمصريين إلي الاستقرار المنشود أمنيا وسياسيا واقتصاديا…وإذا كنا نشعر بالثقة والتفاؤل أن بلادنا تسير علي الطريق الصحيح لايجب أن نتغافل عن تحديات مهمة علينا اجتيازها لتحقيق الاستقرار وفي مقدمتها الانتخابات البرلمانية والتلاحم الشعبي بغية الوصول إلي بر الأمان عبر برلمان قوي متوازن يفرز الإصلاح التشريعي المرتقب ويرعي الإصلاح الاقتصادي القادم.
لا أستطيع الادعاء بأن مشاعر الفرح والبهجة تغمراني في هذه الظروف,إذ بينما كنت-كما تعودت-أستعد لتقديم التهنئة بالعيد لصاحب القداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وسائر أساقفتها ورعاتها وشعبها, وكذلك إلي إخوتنا الأحباء رؤساء ورعاة وشعب الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية التي تشاركنا أفراح الميلاد…
لا أخفيكم أنني روعت وصدمت وعصفت بي مشاعر الهلع والمرارة إزاء هول حادث اغتيال الأسرة القبطية علي يد الإرهابيين في ليبيا الأسبوع الماضي والذي راح ضحيته الأب ثم الأم أمام أعين أطفالهما الثلاثة الملتاعين قبل أن يقوم الإرهابيون الجبناء بخطف الابنة الكبري ذات الأربعة عشر ربيعا أمام شقيقيها الطفلين حيث وجدت جثتها لاحقا مقتولة وملقاة في الصحراء…
فشلت في التغلب علي القهر والغضب ومشهد ذلك الحادث الإجرامي اللعين يطاردني وماصاحبه من رعب وهلع بشعين فتكا بالضحايا الأبرياء…أسألكم المعذرة فلم أستطع انتشال نفسي من الحزن والأسي وأسأل الرب الآب السماوي الذي سمحت مشيئته الصالحة بهذا الحادث المؤلم أن يعيننا ويعين جميع المتصلين به علي تجاوز وطأة محنته…صمتت يارب لا أفتح فمي لأنك أنت سمحت.