السبت ٣ يناير ٢٠١٥ -
٤٠:
٠٨ ص +02:00 EET
صورة تعبيرية
عزيز الحافظ
جمعتهما جنونية الصدفة التي تلتقط الحدث من الهباء المنثور...في مقعدين متقابلين من باص عمومي سعته 14 راكبا ولكنه يضيق بمساحة محادثة ركبتي الاقدام بينهما!..
كانت الأقدام متقاربة حد هسيس نجوى التهامس لاالتلامس!رغم أنهما يرفضان التقرب من ضفاف الفراغ الضيق بينهما وعيون أربعة ،حيارى تبحث عن مساحية للفضاء التحليقي الفوضوي اللاتركيزي، غير فضاء الباص ذو المقاعد الجلدية المتهرئة.. للتأمل والتفكر والشرود وربما التآوه من جانب ذكوري كتوم للغاية! كانت تسامر ذهوله! بصمتها المطبق! لم تنبجس من ثغرها بسمة تلعن صمت الصمت..فقد وصلتها رسالة إنذهاله فكانت تناجيه بوجهها المقفل الأبواب والنوافذ والشُرفات! وكل إطلالات التمني!!!
وإذا بذاك الوجه الصبوح الصدوح إشراقا وبهاءا المتأنق ضياءا..ا
لمتألق إشراقا..المتشظي بهاءا ...المتفوق على سكون وجوه الركاب الاخرين والبارق بومض النقاء الفطري... يهديه بسمة غضّة كتوم لموقف رعوني بطله راكب يمتطي الهوج.. ..أرسلتها منّصة ثغرها كصاروخ موّجه نحوه!أفرجت عن صف من اللآلى ترتدي أزياء أسنان متراصة الجذّل!
والعينان الخضراويتان تمزقان شرنقة صبره المهزوم...فقد أنفجر بركان جبل الإعجاب الخامد! وغلت مراجل التأمل الشاعري..من الطرف الخمود .. الصموت.. البسوم.. كانت عيناها الخضراويتين هما الحدث المشبّع بنسيج التأمل للناظرين...
ألتفتت العيون الحيارى متفقة الترجّل سوية نحو منطقة هبوط منطادها المتأرجح في فضاء أحداق عينيه ..... قرر الهائم اللحظي أن يباغتها بنزول جسدي قبلها حتى يرى مطار مساحة هدفها الوصولي عن بُعد فقد اهتدت فراسته لقرب إنطفاء لبهاء خفوتها الغائض الرؤيا للركاب.... نزلتْ بعده وهو يرسل نحوها السونار والليزر من عينيه...
وولجت تلك الأزقة المتشابهة وهي لم تر ذاك الفيض الدافق فضولا يلاحق سطوع خضراوية عينيها في مآقيه! لم تره خلفها يحتضنها تماما بجناحي رغبته البعيدة المشهدالمسرحي...حتى تمايلاتها الوئيدة كانت تغيظ المراقبين!! كان بعيدا عنها أمتارا كثيرة ولكن أحداقه تجاورهاأقرب من حبل الوريد... أي دار ستلج؟.لا شاهق في المدار إلا شهوقها ولا سامد في المحيا إلا ميسم سمودها..
ثغر بسّام يوزع التهاني حتى وهو مقفل لاينبلج! ووجنات قرصتها وأدمتها نحلات ورود نرجسية فاستحالت أرجوانية تسرّ الناظرين وتنبه الغافلين. قلّب ذاكرته الباحثة التراث... من هي هذه اللاهية الآن جذلى في مروج الشبكيات.. فقد كان صفاء وجهها الصافي النقاء الطفولي المتناعس الناصع الجبين اللجيني المعتق بياضا آقهديا...
يمزق بسهام لحظه الفتاك عيون الناظرين! وشعرها الأفحمي السواد القاتم القتوم يضعها في مروج بهجة المتطلعين ... دلفت لزقاق ضيّق المنفذ وأحشائه لاقدميه خلفها..... أستدارت ثم ألتفتت بعفوية نقية فلم تر شبحيته! وطرقتْ بابا شاهقا ليس أشهق من بهائها لتلج الدار ذات الرقم 99!!غابت في غابة أفكاره هل سيجمعهما يوما ما ذاك زمن الصدف الغريبة التعوس؟
فإذا كانت الترانيم ملّذة فترنيمة فتاة الدار99 فازت لديه بأوسكار الترنيمات!! أما عنده.. هي اللاهية في مروج الشبكيات حتى يغلقهماالسهد والمنام!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع