الأقباط متحدون - القفز من رجل السنة لرأسها
أخر تحديث ٠٣:٥٦ | السبت ٣ يناير ٢٠١٥ | ٢٥كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

القفز من رجل السنة لرأسها

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
في الليلة الناقلة بين الأربعاء الماضي إلى الخميس الماضي، برضه قفزنا من رجل السنة الماضية قل ذيلها لرأس السنة الحالية، وها نحن الآن نسير متزحلقين نحو رجل السنة الآنية، لا نعرف ونحن متجهين من الرأس إلى الذيل ماذا سنلاقي؟ طبعاً كلنا بنكون حاملين لأمنيات طيبة لأنفسنا ولغيرنا ممن نحبهم، وأسوءنا من يحمل للغير ممن يكرههم أمنيات سيئة، ومنا من لا يحمل لمن يبغضه أي أمنيات سلبية أو إيجابية لكن يتمنى أن يتفوق عليه أو ينتصر عليه.

المهم هنا، أننا ونحن نقفز من ذيل العام إلى رأس العام الجديد، والذي أتمناه للجميع عاماً مليء بالخيرات إلا من كان الخير في نظرهم هو إيذاء الوطن والمواطنين، أقول المهم أننا أثناء قفزتنا من ذيل العام لرأس عام آخر نحتفل وقد نبالغ في فرحتنا هذه وكأننا أنجزنا إنجاز عالمي. والسؤال هنا، لماذا هذا كله؟ ألا ترون في مرور عاماً شيء يستحق المحاسبة والمراجعة أكثر من الفرحة، فلعله مر دون إنجاز في حياتنا الشخصية أو الأسرية أو الوطنية، فنكن قد أضعنا عاماً دون فائدة، ونكون بهذا لا نستحق أن نفرح بل نحزن على أيام تمر بلا جدوى ولا طائل ولا فائدة ألا نحتاج أن نجلس مع أنفسنا لنر إن كنا راضين عن أنفسنا فيما عملناه وتعلمناه وأفدنا به غيرنا ونفعنا به وطننا.

ولا أخفي عليكم يا أصدقائي القراء، أنني كثيراً ما أنقبض وينقبض قلبي في مثل تلك اللحظات كرأس السنة وعيد الميلاد، إذ هي تعني لي مرور الوقت ولا أجد نفسي إلا محاسباً إياها علاما قضته؟؟؟ في هذا الوقت ولعلي أشعر بضيق في بعض الأحيان وفي وجهة نظري أن احتفالنا بالانتقال من سنة لأخرى كان من الضروري أن يواكبه احتفال يومي، قل محاسبة يومية لانتقالنا من يوم لآخر، وصدقوني إن حاسبنا أنفسنا يومياً لسهل علينا المحاسبة السنوية، ولاحتفالنا بالقفز من رجل السنة إلى رأس أخرى لأننا من المؤكد سنكون قد أنجزنا ما يستحق الاحتفال والاحتفاء به وبأنفسنا.

ولا جدال، أن موظفي الحكومة قبل الوزراء ورئيس الوزراء إن حاسبوا أنفسهم على ما يقومون به في جهازنا الإداري من فساد وتخاذل ورشوة ومحسوبية وتواطؤ وتباطؤ وتراخي وفضائح محاسبة عن حق وصدق لانتحروا بأيديهم أو اكتئبواً وأنهوا على أكثر من ستة ملايين عالة تعيش في الدولة، يضروها ولا يخدمونا.

وأخيراً، اسمحوا لي أيها السادة أن أتوجه لكل أحبائي بكل فيض من الحب لهم تقديراً مني لما قدموه لي من مساندة ودعم، وأيضا أتقدم لكل من أعاقوني وعرقلوني عن قصد أو عن غير قصد بفيض من الحب، كما أتقدم لكل من ضايقتهم بقصد أو بغير قصد باعتذار، متمنياً من الله أن يسامحني ويغفر لي، ويقبل مني رغبتي في أن أكون إنسان جديد في هذا العام وكل سنة وإنتم بألف صحة وخير وسعادة وطيبين.
المختصر المفيد مفتدين الأوقات لأن الأيام شريرة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter