بقلم: أوليفر
القبائل و رؤساءها
كان في المشرق في بلاد فارس قبائل كثيرة.هناك كان شعب إسرائيل مسبياً. كان الفارسيون قد سمعوا أقاويل غريبة من اليهود و أنبياءهم هم يعرفون دانيال النبي الذي بقي في بلادهم زماناً طويلاً و كذلك كرز لهم الولاة و الفتية الثلاثة سدراك و ميساك و عبدناجو. كانت الحديث يدور عن إله سيهبط من السماء؟؟ يأتي ملكاً لليهود ويخلصهم ويصاحب مجيئه عجائب كثيرة. سمعوا من تاريخ ملكهم العظيم نبوخذ نصر أن ملاك هذا الإله أقوي من الأسود فكم و كم يكون الإله نفسه.سمعوا أيضاً أن هذا الإله نفسه نزل إلي بلادهم و صار يتمشي وسط النار. لذا ظلوا يترقبون مجئ النازل من السماء. بإعجوبة.. كانت القبائل متناثرة هنا و هناك و كان رؤساء القبائل يحسبون ملوكاً في زمانهم.
لا تعجب أن بلاد فارس تعرف المسيا و البعض هناك يترقب مجيئه فللمسيح رسل لم نعرفهم و خدام لم نقرأ عنهم و تابعين له نحن نجهلهم.لقد إنشغلنا بالمشاهير و المعروفين لكن المسيح له المجد في مجيئه الأول لم يجد أحداَ من المشاهير في إستقباله.كل مستقبليه كانوا مغمورين حتي العذراء مريم التي ولدته كانت صبية لا يعرفها أحد.و ربما أيضاً في مجيئه الثاني لا يجد المشاهير في إنتظاره لكنه سيفيض مراحمه علي المغمورين و سيجعلهم أيضاً ملوكاً.
ظلت القبائل تتباري في توقع المولود ملك اليهود.و كانت رؤساء القبائل تريد أن تحظي بشرف أول من يعرف هذا الآتي.
إستخدموا كل معارفهم و علومهم الممتزجة بالسحر و العرافة.قرأوا في كتبهم تاريخ نبوخذ نصر و أحشويرش الملك الذي تزوج من إستير اليهودية.قرأوا تاريخ كورش ملكهم الذي رأي دانيال في أيامه رؤيا .قرأوا في كتبهم أن الإله كائن هبط من السماء و تكلم مع ذاك النبي.حاولوا التعرف علي ملامح المولود فلم يستطع أحد منهم كانت الأوصاف خارجة عن إدراكهم.قرأوا أنه سيهبط لابساً كتان لأنه رئيس كهنة.و متمنطقاً بالذهب لأنه ملك و جسمه كالزبرجد الصلب لأنه سيتحمل آلام لا يطيقها البشر.دانيال 10: 5-7 ظلوا يحملقون في السماء لعل هذا العملاق الجبار يظهر و يكونوا هم في إستقباله. .عرفوا أن المولود سيأتي من السماء لهذا تفرغوا للنظر إلي فوق لعلهم يرونه و هو يهبط عليهم من السماء.
كانت الأساطير تسيطر علي العقول و الأوثان تغذي أوهام و خيالات القبائل.كانوا يتسائلون لماذا يأتي هذا الآتي من فارس؟؟ و كانوا يتفاخرون بهذا الشرف. قرأوا أن دانيال سقط مثل ميت أمامه فخافوا أن يأتيهم و هم غير مستعدين ففكروا كيف يسترضونه.قالوا لأنفسهم لنستقبله بالهدايا حتى لا يؤذينا.فكروا في هداياهم .هذا الذي رآه دانيال عيناه تسكب ناراً.ليس حسناً أن نعد له ذبائح فالنار ستلتهمها و نحن لا نعرف ذبائحه؟ هل نجد له أَمَةْ ..؟لكن هل يرضي النازل من السماء بواحدة من إماء الأرض.نريد له ملكة و لكن كيف ستكون ملكة و نحن لا نعرف أين سيقيم مملكته؟لو عرفنا ما يريده كنا نعد له أضعاف ما يتوقع فمن الحكمة أن نكسب هذا النازل من السماء في صفنا.لكن نعرف من كتاب دانيال أنه كاهن و ملك و سيتحمل الكثير.فلنجعل هدايانا له من نفس ما قرأناه عنه.و حين ينزل علينا سنعرض عليه بيوتنا و أراضينا و نساؤنا و رجالنا و نعرض أن يكون ملكنا و نكون نحن الملوك له خدام.فقط ليأت سريعا و لا يبطئ حتي لا نموت.
إجتمعت القبائل و إنتدبت رجالاً منها أوصتهم أن ينظروا السماء ليترقبوا و يستقبلوا الآتي النازل من السماء لئلا يهبط و لا يجدهم مستعدين فلا يرضي عنهم؟ صدرت أوامرهم بأن يتم إخبار رؤساء القبائل عن أي كائن غريب أو نور غريب يومض أو يبرق. كانت التكليفات واضحة و الخوف متسلط علي الجميع. و إتفقوا أنه فور نزول الكائن السماوي يذهب الملوك إليه أي رؤساء القبائل يسترضونه و يقدمون له هداياهم و يعرضون عليه التحالف معهم.
كانت الأيام طويلة.و النظر إلي السحب يحنى الرقاب الشديدة.تعب المتوقعون هبوط الكائن السماوي.إختلط الإنتظار بالخوف باليأس بالتعب بالفخر بالتفكير العميق و بالتساؤلات.كان كل شيء يختلط مع كل شيء طالما يفكر الناس في الإله كما يفكرون في البشر.
كانت الليالي الخالية تمر كالدهر و الناظرون إلي السماء يشتاقون إلي النهار كي تستريح رقابهم من الترفع و عيونهم من التحملق.و جاء النهار و ألف ألف نهار و بدأت الحماسة تتراجع و توقف الكثيرون عن إنتظار ملك اليهود و عاد الرؤساء إلي قبائلهم منكسرين يملأهم الخجل أمام شعوبهم التي كانت تمني نفسها بهذا السماوي العجيب.غير أن قليلاَ من الملوك ظل ينتظر الكائن السماوي.
ثم جاء النجم
ذات ليلة مثل بقية الليالي الصامتة و الفجر أوشك علي البزوغ و إختفاء النجوم يتوالي .يسود ظلام داهم قبل طلوع الشمس..فلا الشمس سطعت بعد و لا القمر باقِ و لا النجوم عادت تتلألأ.السماء تتغطي بظلمتها. و الصقيع يسود الأجسام و لم يعد يتبقي سوي القليل لينكسر الظلام و يطلع كوكب الصبح.الأمل يتلاشي شيئاً فشيئاً كما تلاشي في الليالي السابقة. و المجوس السهاري قرروا أن يلملموا خيمتهم.لكن غياب النجوم كان سريعاً كأنها تهرب أو تتواري بفعل فاعل جعلهم ينتظرون .قال البعض لعلها السحب و قد أخفت عنا النجوم إذ الشتاء يزداد برده ساعة بعد ساعة.ثم فجأة ظهر نجم بعد إختفاء كل النجوم.ألعلها الشمس تقترب؟أم القمر كان متوارياَ خلف السحب؟ ليس هذا نجم لأن النجوم لا تبدأ في الظهور قرب الصباح؟ألعله الإله قد يأتي و يريحنا من عناء الإنتظار؟ هل سيتحول النجم إلي إله؟ أم أن الإله نجم ؟ إنه يقترب...يقترب...
يخترق السحب و يظهر أكبر و أكبر..يبدو كأنه؟صرخوا للنجم كي لا يقترب أكثر لئلا يحرقهم.....يبدو كأنه كرة ضوئية ساقطة من فوق قمة جبل دوماوند أعلي جبال فارس.لكن الضوء يقترب دون أن يهوي أو يترنح.كانوا يستهدفون الكائن السماوي و الآن يبدو أن الكائن السماوي يستهدفهم.بدأ الإله النازل من السماء يكشف عن نفسه.النجم لا يشع نوراً فحسب بل بدأ يشع سلاماً أيضاً حتي إستأنس المجوس النجم.ألعله جاء ليقول لنا أننا لم نخطئ حين إنتظرناه طويلاً.ألعل الكائن السماوي أرسله لنا؟ أم هذه أولي بشائر موكبه ؟
بدأت القلوب ترقص فرحاً.و أسئلة كثيرة تلاشت حين إندفع الضوء الصادر من النجم إلي العيون ثم إلي القلوب ثم إلي النفوس.كان نجماً عجيباً...كان يخاطبهم بلغة لا تحتاج إلي مفردات بشرية.ليس عندهم تفسير لكنهم يسمعونه و يفهمونه دون أن يتبادلوا الكلام الذي نعرفه.
ركض الرجال إلي حيث إلتقطوا هداياهم.أسرعوا فكان النجم اسرع منهم.كأنه يعرف اين وضعوا هداياهم؟وقف ينتظرهم حتي أعدوا القوافل.ما كان هناك وقت ليعلن الرجال كل القبائل الشوق إستولي عليهم.و دهشة أعقدت ألسنتهم..أخذوا أمتعتهم و هداياهم و النجم ينتظرهم كأنه صديق؟؟ ما أعجب هؤلاء الرجال...كانوا يجهزون أمتعة رحلة لا يعرفون مسارها؟ كانوا مستعدون لطريق لا يدركون منتهاه؟ و كان النجم ينتظر؟ ما هذا النجم؟ألعله الملاك الذي قرأنا في كتاب دانيال عنه؟قال أسمه جبرائيل؟هل الملائكة نجوم أم أن النجوم تصعد إلي السماء و تبقي هناك كملائكة؟؟؟سكتت الأسئلة خوفاً من النجم (الملاك).لم يمر وقت طويل حتي كانت القافلة معدة و الحقيقة أنها معدة منذ وقت طويل في إنتظار الآتي.
مضت ساعات و النجم يتوقف و يتحرك يتوقف و يتحرك كأنه يأمرهم. حتي أدركوا أنه يقودهم فتخلوا عن شكوكهم و تبعوه ...
المجوسي التائه
إستيقظت القبائل علي الخبر الذي يأسوا أن يسمعوه.لا تسأل عن الحسرة التي إنتابت أولئك الذين توقفوا عن إنتظار الآتي؟؟ سمعوا أنه هبط من فوق جبل دوماوند كنجم.و أنه أخذ بعض ملوك القبائل الأخري و إختفوا معاَ؟؟ كانت التفسيرات عن إختفاء الملوك متضاربة.هل النجم السماوي يختطف الملوك؟أم هو يخفيهم ليكون هو الملك الأوحد؟ أين ملوكنا؟يا ليت الآتي يكون ملكنا عوضاً عنهم.نحن سننعم بالأمان معه؟ لكنه أخذ ملوكنا و لا نعرف أين هم و لا أين هو؟ يا ليتنا ما يأسنا؟ليتنا كنا نبقي معهم ننتظر فنجده و يجدنا.
قام ملك يرثي لنفسه.يتحسر لائماً نفسه علي توقفه عن إنتظار الإله.لملم أمتعته لم يودع أحداً.أخذ المجوسي القليل من لوازم السفر و الأمنيات في قلبه تحرقه شوقاً أن يجد النجم و المجوس الذين معه .
ظل الرجل يسير كالمشدوه.كأن الخمر قد أذهبت عقله.كانت دموعه تسيل و هو يصرخ.كان ينادي إلهاً لا يعرفه و نجماً لم يره و كان يصيح علي رجال لا يدري أين هم و ماذا جري لهم.كانوا أصدقاءه من ملوك القبائل المتجاورة.
صارت التصورات تقتله.أصبح يري النسور الطائرة فوق جبال زاجروس كأنها كائنات سمائية ثم لما تقترب يكتشف أنه كان واهماً.كان يري كل وميض نجماً و كل نجم إلهاً و لما يمضي الوميض و تختفي النجوم يجلس منكسراً يبكي حاله و تتلاعب به خيالاته.يتمني لو يعرف أين يجد الكوكب السمائي .تمضي به الأيام و حاله يتقلب بين الخيال و بين الجبال .يلوم نفسه لأنه لم يكن طويل البال و لم يصبر إلي النهاية.يجهز أعذاره و إعتذاره لكي إذا ما تقابل مع النازل من السماء يقول له أنت إله و أنا لا أعرفك.لا أعرف كيف أعبدك و لا أدري أين تسكن. أنا ملك و أعرف قدر الملوك لذلك أعرف قدرك.أنا لا أدري ماذا يرضيك إنقذني فأنا هنا في الأرض تائه.لم أعد أعرف الطريق.هل لك طريق خاص بك؟ .كل الطرق أمامي متماثلة.أدور في دائرة و لا أتقدم نحو أي هدف.أنا لا أعرف إلي أين ينبغي أن أمضي لذلك كل خطواتي متثاقلة.أسفار بلا هوية.يا ليتني كنت ساهراً مع من وجدوك أيها النجم أيها الكائن أيها الإله.أم أنك لست الإله ؟لكنك تعرفه و هو أرسلك.
صار الرجل يعبر علي القبائل الكثيرة في طريقه يسأل لعل أحدهم يدله علي الطريق وكان البعض يراه رجلاً مختل العقل و البعض الآخر يقول هذا الرجل أجرم في أمر و الآلهة تعاقبه و كانوا يتجنبون إستضافته في الطريق.
المجوس في الطريق إلي الطريق
أما الذي ينتظر مثلهم فإنه يستمتع بما تنعموا به.فالنجم يصحبهم كأنه أب.كانوا يتبعون النجم حيناَ و النجم يتبعهم حيناً.كانوا ينعسون فيقف لهم النجم.و لما يستيقظون كانوا يتبعونه بلا كلل.الفرح يحيطهم .ما كانوا يتأملون الطريق التي يمشونها بل ينظرون إلي قدام إلي أين سيقودهم النجم.يمشون و لا يتعبون.. أمل الوصول إلي حيث الملك المنتظريحصرهم. أحياناً كانوا يشعرون كأن النجم يحملهم إذا تعبوا من السير.ثم لما يستريحوا كانوا يسرعون كمن يحمل النجم علي المضي بسرعة لكي يجدوا غايتهم.كانت كلماتهم قليلة.في البداية كانوا يخشون الكلام ظناً منهم أن النجم لا يحب كلامهم .ثم بدأوا يتكلمون بمنتهي الحذر لئلا يخبر النجم إلهه بما يتكلمون.
كان الناس يقابلون المجوس و يتعجبون علي همتهم.ما كان الناس ينظرون إلي فوق .أكثر الناس الذين قابلوا المجوس لم يبصروا النجم.هكذا الناس حين تنشغل بالناس تخسر الدليل الإلهي.في الطريق لم يتبع المجوس أحد سوي بعض أناس لم يروا النجم لكنهم صدقوا و طوبي للذين آمنوا دون أن يروا.
العجائب التي رآها الرجال كثيرة.و الأحداث تكشف عن عظمة الإله الذي إنقادوا إليه بالنجم و التفاصيل ستجدونها في كتاب أربعة أعوام من العجائب عن يوميات المجوس حين أكتبه.
عودة إلي المجوسي التائه
نام المجوسي سانداَ رأسه علي صخرة.لم يستطع النوم .رأسه تؤرقه.أفكار اليوم كلها حسرة و تأنيب فكيف يجد راحة عند نومه.الأحلام عنده مرتبكة.لا تختلف عما يعانيه من إرتباك في يقظته.قرر الرجل ألا ينام.أليس الملك المنتظر ملكاً لليهود ؟لماذا لا أسأل أحد اليهود عنه.طاف الرجل وسط القري المتناثرة يسأل لعله يجد أحد اليهود .أرشده المارة إلي منطقة تسمي وادي القري حيث يسكن كثير من اليهود.قصد الرجل ذاك الوادي و آماله تدفعه دفعاَ.وجد أحد الرعاة فسأله هل أنت يهودي؟نظر الرجل إلي المجوسي في ريبة قائلاً أنا يهودي ألا تري ثياب اليهود التي ألبسها.كان الرجل مرتدياً ثياباً كالكهنة.
سأله مباشرة أنتم تنتظرون ملكاً يأتي من السماء أليس كذلك؟ أجاب اليهودي : تقصد أننا ننتظر المسيا؟كانت أول مرة للمجوسي يسمع فيه أن الملك أسمه مسيا؟؟هكذا ظن الرجل...قال المجوسي هل ملككم أسمه مسيا؟؟؟أجاب الرجل لا بل أسمه يسوع.هذا ما أخبرنا به إشعياء النبي.أما أنه مسيا فهو ممسوح ملكاً.نعم هو مسيا و هو ملك.سأل المجوسي في لهفة كمن إقترب من الحقيقة.قل لي يا رجل أين أجد المسيا الذي تقول عنه؟؟؟نظر اليهودي في دهشة..أنالا أعرف المسيا بل فقط قرأت عنه.لا أعرف أين يولد أو متي؟لا أعرف حتي لو تقابلت معه..أأنت نبي أتيت إلي الوادي لتخبرنا برسالة؟؟ أجاب المجوسي يا رجل أنا لا أفهم ما تقول و لا أنا نبي.أنا تائه أسأل عن ملككم .سمعت أن نجمه ظهر لبعض من ملوكنا ..
هل سيولد ملككم هنا في وادي القري؟؟نظر الرجل بغضب و نبرات صوته تعلو...لا يا هذا سيولد المسيح في اليهودية أو أورشليم لست أدري لكنه سيولد في بلادنا القديمة و سيقيم خيمة مملكة داود الساقطة.و حتماً سيجمعنا من الشتات.قبائلنا هنا في تغلب و خيبر و بني النضير و بني قينقاع و غيرها تنتظر أن يأتي المسيا و يستعيدنا إلي مملكة داود.لكن الأخبار عن مجيئه منقطعة منذ ثلاثمائة عاماً.أنت أول من يسألني عنه ..منذ سنوات جاءنا رجل قال أنه المسيا و قد إنكشف كذبه.منذ ذلك الحين و نحن نخجل من سماع أي أخبار عن المسيا لئلا نتورط وراء ملوك مزيفين.....كانت ردود الرجل قاطعة فشكره المجوسي بخيبة أمل و مضي باحثاً عن آخر و آخر و آخر و كل واحد لا يشفي صدره .فالإجابات ملتبسة.و العارفون منهم خائفون و الخاثفون منهم يستعفون و يتجاهلون المجوسي حتي أنهكت قواه و فقد رجاه و كاد ينسي لماذا خرج من البداية.لأن الذين قابلوه نصحوه أن يرجع.الطريق شائك و المصير مجهول و حكايات التائهين لا تنقطع في الوادي.
عرف المجوسي أن آخرين مثله قد جاءوا و قد ذهبوا و لم يفلح أحد في معرفة مصيرهم.و لم يسمعوا أن أحدهم عثر علي الملك في الطريق.
قرر الرجل أن يعود لكنه لم يعد.إلي الآن هو تائه.يراه المارة فيندهشون من ذقنه المتدلية التي قاربت الأرض من طولها.إذا رأيته تظن أنه آدم الأول بل هو آدم الأول الذي أراد أن يعرف أكثر فأكل من الشجرة المحرمة.فلا هو عرف شيئاً و لا إحتفظ بما كان يعرفه فعاش تائهاً كالمجوسي.
بعد سنوات وجدوا المجوسي نائماً و بجواره ورقة مكتوبة بالفارسية ( لا تصل إلي الملك إلا لو قادك نجمه) أخذوا الورقة , أغلقوا عليه الكهف و كتبوا عنوانه هنا يرقد المجوسي التائه.