المنيا:ملاك فوزي غالي
كان يوماً شديد القسوة, عندما اتخذت الأجهزة الأمنية قرارها بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة, في الرابع عشر من أغسطس من العام الماضي, فوقتها اشتعلت نيران الغضب في قلوب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين, وارتفعت ألسنة النيران لتحرق الأخضر واليابس, وكان محل "رمسيس" للحلويات في مقدمة المغضوب عليهم, فكيف لمحل يمتلكه قبطي يوجد وسط ميدان بلاس مقر اعتصام اخوان المنيا؟.
 
 وسط محل في واجهة ميدان بلاس, بمدينة المنيا, يقف رجل خمسيني العمر, نحيف الجسد ذو شارب كثيف, العمر أضعف بصره, ووضعت هموم الحياة تجعيدها فوق جبهته, حوله رفوف تكسوها "حلاوة المولد النبوي الشريف", تتزين "بعروسة المولد", التي تلفت انتباهك منذ ان تقع عينيك علي المحل.
 
عمي رمسيس صاحب المحل الذي يحمل نفس الإسم, كان محل اهتمام واحاديث المارة جميعهم, فكيف لأول ضحايا الإخوان أن يبيع "حلوي المولد النبوي", متجاهل كل ما حدث من اعتداء وخسائر تقدر بالألاف, ويظل يتمسك بشعار " كلنا اخوة".
 
"كل عام والمصريين بخير" كانت أولي العبارات التي أطلقها رمسيس, غير مبالي بما حدث له, واسترسل في حديثه ل"المتحدون" : المصريين جميعا أخوة, ما حدث من جماعة لا تعرف معني الوطن, لن يؤثر علي علاقة المصريين ببعضهم, فمنذ زمن بعيد ويعيش الجميع معنا دون تفرقة, مشاركين الأفراح والأحزان.
 
وأوضح: أن الإقبال هذا العام محدود نظرا للظروف الإقتصادية التي تمر بها البلاد, واكد أن الإقبال الشديد علي حلاوة المولد من قبل الأقباط, فبعضهم يشتريها كهدايا لأصدقائه من المسلمين, ويأخذ بعضها لعائلته.
 
وأضاف: ان الاسعار تتراوح ما بين 30 إلي 45 جنية لعلبة الحلاوه, واعتبرها في متناول محدودي الدخل أو الغالبية منهم.
 
وأشار: ان ما يميز المولد النبوي هذا العام, تزامنه مع أعياد الأقباط , بعيد الميلاد المجيد, واحتفالات الكريسماس, وهو ما يجعل المصريين جميعا في عيد.