الأقباط متحدون - السلام برؤية إسرائيلية «٢٠»
أخر تحديث ٠٧:٢١ | الاثنين ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٠كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السلام برؤية إسرائيلية «٢٠»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بقلم د. مراد وهبة 

ماذا قال الجنرال الإسرائيلى المتقاعد موردخاى بار- أون فى كتابه المعنون «بحثاً عن السلام.. تاريخ حركة السلام الإسرائيلية»؟ كانت نقطة البداية فى الحديث عن السلام كامنة فى قرار مجلس الأمن رقم ٢٤٢ الذى ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضى المحتلة فى مقابل السلام. ومن هنا نشأت فى إسرائيل حركة تدعو إلى السلام وبالتالى تدعو إلى الحوار. وكان من شأن ذلك إبرام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية فى عام ١٩٧٩.

وبناء على هذه المعاهدة زال الحاجز النفسى الذى كان يفصل بين الأعداء الألداء، ولكن لم يواكبه تخفيض فى نبرة الحرب فى الدول العربية المجاورة. إلا أن الفلسطينيين والإسرائيليين تجاوزوا هذه النبرة بإبرام اتفاق أوسلو فى واشنطن فى حديقة البيت الأبيض فى عام ١٩٩٣، ومن ثم بدأت القوات الإسرائيلية فى الانسحاب من غزة وأريحا. وإثر ذلك تم عقد معاهدة بين الأردن وإسرائيل فى عام ١٩٩٤.

وهنا يثير موردخاى بار- أون سؤالاً هو على النحو الآتى:

ألم يكن فى الإمكان إبرام المعاهدتين مبكراً عن موعدهما؟

وفى صياغة أخرى وأوضح:

لماذا تأخرت المعاهدتان إلى ما بعد حرب يونيو ١٩٦٧؟

وجاء جواب بار- أون أن الحركة الوطنية الفلسطينية كانت مصممة على القضاء على الدولة اليهودية، وأن الوهن قد أصاب أمريكا فى ترسيخ الدعوة إلى السلام بسبب الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفيتى، وأن حزب الليكود قد استأثر بالحكم منذ عام ١٩٧٧ حتى عام ١٩٩٢، وهو حزب يرفض الانسحاب من الأراضى المحتلة من أجل تأسيس إسرائيل الكبرى.

والسؤال بعد ذلك:

ماذا كان دور حركة السلام الآن فى منع تفكك مسار السلام؟

كان دورها مستنداً إلى مبدأ أساسى، وهو أن المصلحة القومية الإسرائيلية والواجب الأخلاقى يلزمان إسرائيل بإنهاء الصراع مع جيرانها العرب ولكن بشرط أن يكون للفلسطينيين مبدأ مماثل حتى يكتمل مسار السلام. إلا أن بار- أون يرى أن الدافع إلى السلام واهن عند العرب، إذ لديهم أمل فى هزيمة إسرائيل عسكرياً فى يوم من الأيام. ومع ذلك فإنه يبرر هذا الوهن بسبب الغارة الإسرائيلية على قوة عسكرية مصرية فى قطاع غزة فى ٢٨ فبراير ١٩٥٥. أضف إلى ذلك تعاون الحاج أمين الحسينى مفتى القدس مع هتلر.

وبدأ البحث بعد ذلك عن شخصيات محبة للسلام من خارج منطقة الصراع يمكن أن تسهم فى تخفيض التوتر، وقد كان. وفى هذا الإطار انعقد مؤتمران أحدهما بقيادة جيورجيو لابيرا عمدة فلورنسا بإيطاليا وأحد الزعماء الكاثوليك التقدميين فى عام ١٩٥٨.

وكان مؤتمره تحت عنوان «ثقافة البحر المتوسط»، وكانت الغاية منه انخراط إسرائيل والعالم اليهودى فى الدول المستقلة حديثاً سواء كانت من دول البحر المتوسط أو من دول أفريقيا. وقد وافقت مصر على إرسال نفر من مفكريها مع شرط واحد وهو أن يكون المؤتمر ثقافياً وليس سياسياً.

أما المؤتمر الثانى فقد انعقد بحضور الفيلسوف البريطانى من أصل نمساوى هو كارل بوبر ممثلاً رسمياً لدولة إسرائيل. وقد تحدث عن فلسطين على أنها أرض لأمتين، ومن ثم يلزم أن تتعايشا لإنهاء العداء المشترك.

وأنا هنا ملزم بالخروج عن النص لكى أتحدث عن مسألتين وهما «ثقافة البحر المتوسط» وفلسفة كارل بوبر وعلاقتهما بالصراع العربى الإسرائيلى فى اتجاهه نحو السلام.

والسؤال إذن:

لماذا الحديث عنهما أمر لازم ومطلوب؟
نقلآ عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter