سليمان شفيق
منذ شهرين.. بدأت انتقادات متدرجة وصلت إلى الهجوم الجارح والشخصى على قداسة البابا تواضروس الثانى، "ثورة أقباط المهجر على البابا".. "ميليشيات البابا الكهنوتية".. "مخطط عزل البابا" إلخ.. وعناوين أخرى، ورسوم يعف قلمى عن ذكرها، الغريب أن تقود هذه الحملة مطبوعة تربينا صحفيا وسياسيا من خلالها، وكانت فى كل عصوره مثالا حقيقيا للنقد البناء..
حتى وصل بها الحال إلى هذا المنحدر الخطر! السؤال الذى يستحق البحث له عن إجابة: لمصلحة من الهجوم على البابا تواضروس الثانى؟ منذ أن جلس قداسة البابا على كرسى مار مرقص.. أصدر قرارا بالانسحاب من الجمعية التأسيسية الإخوانية للدستور.. الأمر الذى سبق الأحزاب المدنية وأحرجها وجعلها تنسحب.. وبعدها خرج الأقباط فى أول تظاهرة ضد الحكم الإخوانى أمام الاتحادية.. ووصل الأمر بالبلتاجى والشاطر إلى التصريح:"80% من متظاهرى الاتحادية أقباط"، وحينما طلب من البابا منع الأقباط من التظاهر
رفض وأكد أن الأقباط يتظاهرون من أجل مصر، وفى 3 يوليو أيد بوضوح ثورة 30 يونيو ولم يمسك العصا من المنتصف ويعتبر أن ما حدث "أهون الضررين"، وعرض حياته للخطر.. وحينما حرقت الكنائس فى أغسطس 2013 قال قولته الشهيرة: "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، وفى الاستفتاء على الدستور دفع الأقباط إلى المشاركة الإيجابية
ووصل الأمر إلى ذروته فى انتخابات الرئاسة حينما كتب بالأهرام مقالا يؤيد فيه انتخاب الرئيس السيسى، ومازال البابا على قوائم الاغتيالات من الإرهابيين الإخوان، والغريب أن تشارك هذه الأقلام الإخوان فى نفس الهدف.. وللأسف أشهد أن تلك الأقلام فيما تكتبه وتصحبه ببعض الرسوم "المسيئة" أكثر انحطاطا مما تكتبه الأقلام الإخوانية عن البابا!! على الجانب الآخر تمتد الأسئلة:
هل تعاقب تلك الأقلام البابا على مواقفه الوطنية؟ أم لمؤازرته للرئيس السيسى فى إعادة بناء الدولة؟ ومن وراء تلك الأقلام؟ سؤال محير خاصة أن تلك المطبوعة لا تصدر عن مكتب الإرشاد بل تصدر بأموال دافعى الضرائب من المواطنين المصرين مسلمين وأقباط؟ لا أخشى من القول هل هان الأقباط وكنيستهم على الدولة حتى تجرح مشاعرهم مجلة حكومية؟ والى متى تستمر هذه الحملة غير الأخلاقية؟..
آسف يبدو أن هناك جناح فى الدولة أو الحكومة يؤيد هذه الحملة وإلا لكان أحد العقلاء قد نصح هؤلاء العابثين بوقف هذا العبث؟ كفا.. لقد أعطى الأقباط من أجل الوطن كل شىء.. ولا يستحقون كل هذا الاستخفاف بمشاعرهم من صبية مغمورين لا يبتغون لا مصلحة الوطن ولا الحرية ولا الصحافة.. اللهم إنى قد بلغت اللهم فاشهد.
نقلآ عن اليوم السابع