بقلم/ماجد كامل

مقدمة :-
كنا قد كتبنا في عدد سابق من مجلة "رسالة الشباب الكنسي " عن "قيمة الحرية " ؛ واليوم سوف نكتب عن قيمة المسئولية ؛ فالمسئولية مرتبطة بالحرية كأشد ما يكون الارتباط . فلكون الإنسان حرا فان أرادته أيضا حرة وبالتالي فهو مسئول عن أعماله وتصرفاته؛ وهذا هو الشرف الاسمي للإنسان انه كائن حر؛ عاقل ؛ مريد "أي أرادته في يده " ؛مسئول . وعلي أساس هذه المسئولية وجدت عقيدة الحساب و الدينونة في كل الأديان والمعتقدات ؛فإذا لم يكن الإنسان حرا ومسئولا فعلي أي شيء يحاسب ويدان .

والحق أن قيمة تحمل المسئولية تعتبر واحدة من أهم القيم التي اصطلح علي تسميتها بـ"قيم التقدم" أي مجموعة القيم الأساسية اللازمة لحدوث أي نهضة وتقدم سواء علي المستوي الإنساني أو علي المستوي الروحي ؛ ولقد اجمع علماء النفس والتربية علي دور المسئولية في بناء وتكوين الشخصية فهي كما قال الكاتب الكبير الأستاذ سلامة موسي في كتاب هام وشهير له بعنوان "الشخصية الناجعة" "المسئولية هي فيتامين الشخصية " فكما ينمو الجسم ويتقوى بالفيتامينات هكذا تنمو الشخصية وتتقوي بالمسئولية ؛

والحق أن هذا الرأي يتفق مع تعاليم الكتاب المقدس إذ يقول ارميا النبي (جيد للرجل أن يحمل النير في صباه ) "ار 3 :27 " ؛ ونستطيع أن نتحقق من صدق هذه الرأي إذا تطلعنا إلي صبيين ؛ الصبي الأول يتحمل المسئولية "في حدود سنه وقدراته بالطبع" بينما الصبي الثاني يعيش علي حاله بدون أي خدمة أو مسئولية؛نجد أن الصبي الأول ذكيا ؛نشيطا ؛متفاعلا ؛ جريئا بينما نجد الصبي الثاني بطيئا في التفكير ؛يميل إلي الكسل والخمول ؛ يخاف من الناس ويخجل منهم ؛ وفي هذا المقال سوف نعرض لفوائد تحمل المسئولية ثم كيف يمكن تدريب الفتي" والفتاة " علي تحمل المسئولية

أولا :- فوائد تحمل المسئولية :
1- تحقق الشخصية المتكاملة :- فالمسئولية كما ذكرنا سابقا هي فيتامين الشخصية ؛ وهذا الفيتامين يحقق النمو المتكامل سواء روحيا أو نفسيا أو جسديا أو عقليا أو اجتماعيا

2-اكتساب خبرات ومهارات جديدة :- فعن طريق المسئولية يكون للشاب وللفتاة القدرة علي تعلم واكتساب مهارات وخبرات جديدة من المؤكد انه ستكون نافعة ومفيدة له في حياته فيما بعد

3-تحقيق الذات :- فعن طريق الشخصية المتكاملة والمهارات الجديدة يتكون عند الفتي والفتاة نوع من الثقة بالنفس تعطي له "أو لها" نوع من تحقيق الذات اللازم للوصول إلي الصحة النفسية

4-تعطي القدرة علي إقامة علاقات جديدة :- فالمسئولية تعطي الفرصة للإنسان لكي يكتسب علاقات وصداقات جديدة تعطيه الفرصة لتقوية العلاقات الاجتماعية مع الشباب بعضهم البعض

5- تخلق فرص عمل جديدة :- فمع نمو المهارات والعلاقات الجديدة تعطي الفرصة للإنسان لتوسيع فرص العمل له مع فتح أبواب رزق جديدة له

6- تجعل الإنسان محبوبا ومحل ثقة :- فالشخص المتحمل للمسئولية يكون محبوبا من الجميع سواء الكبير أو الصغير كما يكون محل ثقة وتقدير

7- شغل أوقات الفراغ فيما ينفع ويفيد :- فالوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك والمسئولية تعطي الفرصة لكل إنسان لكي يستثمر وقت فراغه فيما ينفع ويبني ويفيد

ثانيا :- كيف نتدرب علي تحمل المسئولية :-
1- البدء بالسهل والتقدم تدريجا نحو الصعب :- فإذا ما بدأت بالسهل الذي لا تجد صعوبة في عمله تنتقل بعد ذلك إلي الصعب فالأصعب وهكذا

2- دعم تقدير الشباب لأنفسهم والإعلاء من قدراتهم :- وذلك عن طريق التشجيع المستمر دون إهمال التوجيه برفق وهدوء في حالة الخطأ

3- الإعلاء من قيمة التعلم مدي الحياة :- أو ما يعرف في المصطلح الكنسي بـ"التلمذة الدائمة" فلا احد كبير عن أن يتعلم ويخطيء ويصحح الخطأ

4- إعطاء الفرصة للشباب في القيادة والمشاركة بقدر المستطاع:- ففي الكتاب المقدس يوجد نموذج ارميا ويوحنا المعمدان وفي تاريخ الكنيسة الشهيد اسطفانوس والقديس اثناسيوس الرسولي ... الخ

5- مراعاة حجم وقيمة المسئولية طبقا لقدرات كل شاب دون زيادة أو نقصان :- فالزيادة تؤدي إلي الفشل واليأس والنقصان يؤدي إلي الغرور والاستهتار

6-كخطوة عملية للتدريب علي تحمل المسئولية من الممكن تكليف بعض الشباب بإعداد لوحات الحائط والبعض الأخر بكتابة الأسماء والبعض الأخر بدعوة المتكلمين ...