الأقباط متحدون - بالفيديو والصور.. حكايات من دفتر أحوال «العباسية».. شاب يضرب والدته ويتسبب في مرضها.. 4 فتيات بدون معلومات.. «حجاج»: المستشفى تحول إلى دار إيواء.. والأهالي يفسرون المرض النفسي باعتباره «مسا شيطانيا»
أخر تحديث ١٥:٥٧ | الجمعة ٢٦ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٧كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بالفيديو والصور.. حكايات من دفتر أحوال «العباسية».. شاب يضرب والدته ويتسبب في مرضها.. 4 فتيات بدون معلومات.. «حجاج»: المستشفى تحول إلى دار إيواء.. والأهالي يفسرون المرض النفسي باعتباره «مسا شيطانيا»

حكايات من دفتر أحوال «العباسية».. شاب يضرب والدته ويتسبب في مرضها.. 4 فتيات بدون معلومات.. «حجاج»: المستشفى تحول إلى دار إيواء.. والأهالي يفسرون المرض النفسي باعتباره «
حكايات من دفتر أحوال «العباسية».. شاب يضرب والدته ويتسبب في مرضها.. 4 فتيات بدون معلومات.. «حجاج»: المستشفى تحول إلى دار إيواء.. والأهالي يفسرون المرض النفسي باعتباره «

يضم مستشفى العباسية للصحة النفسية مئات المرضى الذين يرفضون الخروج منه ويفضلون الحياة داخله، ولا يرغبون في العيش في مجتمع يرفضهم ويتعامل معهم كأنهم "مجانين" ينبذهم ويعاملهم أسوأ معاملة.

"فيتو" التقت بعدد من المرضى الذين رحب عدد كبير منهم بنا وفرحوا بنا بعدما عرفوا أنهم سوف يظهرون في وسائل الإعلام لعل أحد من أهلهم يراهم ويأتى ليزورهم بينما رفض البعض منهم الحديث والكلام وهو في كامل وعيه بأننا وسيلة إعلامية وسوف تظهر صورهم ويخشون من الظهور أو أن يعرفهم أحد.

أمل أبو العلاء توجد في المستشفى منذ 20 عاما وتدرك تماما أنها موجودة بمستشفى العباسية للصحة النفسية وأنها مريضة نفسيا وتروى أنها دخلت إلى المستشفي وهى تبلغ 28 عاما بعد طلاقها من زوجها قائلة " خدوا منى ابنى وبنتى ورمونى في المستشفي " وتسرد حكايتها بأن ابنتها حاصلة على بكالوريوس علوم ومتزوجة بطبيب وتأتى لها كل فترة لتزورها.

طموحات المرضى
وعن احلام وطموحات أمل قالت: " نفسي أدرس ماجسيتر والدكتوراه في الطب" معللة ذلك بأنها بعدما تعاملت مع كثير من الأطباء تعلمت أمورا كثيرة في مهنة الطب وسردت "أمل" وهى تروى لنا قصتها عدة مصطلحات باللغة الإنجليزية.

وأكدت انتصار عبد المعبود رئيس قسم الاستقبال داخل المستشفى، أنها تعمل منذ 23 سنة وتتعامل مع المرضى منذ أن كانت تبلغ من العمر 18 سنة، بعد أن انتهت من دراستها ولديها الآن 41 سنة وتعلمت كيفية التعامل مع المرضى.

وتروى "انتصار" أن أصعب فترة على المريض وعليهم داخل المستشفى فترة الهياج في أول الدخول وتسمى بالفترة الحرجة وتمتد من أسبوع لـ10 أيام يفقدون فيها السيطرة على المريض وأحيانا يقوم المرضى بضربهم والتعدى عليهم قائلة "مريضة كسرت لى ظهرى ودخلت المستشفى ومكثت في المنزل 6 شهور بسبب الجبس وكنت لا أستطعيع التحرك ".

وأشارت إلى أنهم يتعاملون معهم بحرص تام، مؤكدة أنه لا يجب التعامل مع المرضى باستهانة خاصة أقسام الشيخوخة والذين تخطت أعمارهم 60 سنة.

وقالت " جاءت بنت لنا من الشرطة لديها 19 سنة لديها ورم في بطنها وكانت متبهدلة والشرطة افتكرتها حامل وبتنزف واكتشفنا أنه كان عندها سرطان في بطنها وزنه 11 كيلو، وكان لديها تخلف عقلي كامل ولا يمكن أخذ معلومة منها حتى اسمها لم تكن تعرفه ".

وأضافت: "ذهبنا بها إلى المستشفى لعلاجها من السرطان واكتشفنا أنه ورم 11 كيلو وكانت تعتقد أنها حامل وأيضا مصابة بالصرع وتم علاجها من السرطان وحالتها النفسية تحسنت والآن عندما ترى الصور لها قبل وبعد العلاج لن تصدق أنها ذات الشخصية وأصبحت تعى وتدرك من هي وأين توجد وترفض الخروج من المستشفى وتريد العيش به".

وأشارت إلى أن المريض في المستشفى يرى أنه معهم لا أحد يعايره أو يهينه أو يسيء إليه بينما في الخارج يضرب ويهان.

الهستيريا
وروت قصة أخرى قالت فيها إن مريضة كبيرة في السن مصابة بهسيتريا ترى دائما أن هناك نارا حولها من كل مكان ويعاملها ابنها معاملة سيئة ويحبسها داخل المنزل ويضربها ويهينها ورغم أنها أخذت علاجها وشفيت وآن الأوان أن تخرج من المستشفى إلا أن المعاملة السيئة من ابنها لها وضربها أمامهم جعلاها تطلب البقاء في المستشفى.

وتروى انتصار حكايات عن المرضى قائلة: " إن هناك مريضة جاءت إلى المستشفى مصابة بمرض الفصام ولديها 35 عاما ويرفض والدها زيارتها أو يخرجها من المستشفى وهو لديه بنت أيضا مريضة نفسيا ولكنه يهتم بالابنة الأخرى ولا يذهب بها للمستشفى ويعتبر أن لديه ابنة واحدة فقط هي التي معه".

واستنكرت "انتصار" التعامل العدوانى الشديد من الأهالي مع المرضي النفسيين، وأكدت أن المريض النفسي لا يجب استفزازه ومضايقته.

وروت "انتصار" أن هناك أربعة من المرضى الفتيات جئن إلى المستشفى من خلال الشرطة يحملن أجنة في بطونهن نتيجة اغتصابهن في الشوارع وبعد ولادتهن تم نقل الأطفال إلى دور الرعاية ومعالجة المريضات.

واستكملت قائلة: "كثير من الفتيات المرضى يرفضن الخروج من المستشفى ويتعاملن مع زملائهن من المرضى كإخوتهم وأحيانا ينادينى بـ(ماما)".

التأهيل النفسي
وفي جولة لـ"فيتو" داخل أقسام العلاج بالعمل والتأهيل النفسي روى " على " أحد الممرضين العاملين داخل مستشفى العباسية أن هناك علاجا تأهيليا ودوائيا وهما وجهان لعملة واحدة يساعدان على تأهيل وتحسين حالة المريض، ولديهم مكتبة يقرءون فيها كما أن هناك مسرحا يتعلمون فيه التمثيل، بالإضافة إلى ورشة تريكو ومشغولات يدوية وورشة أحذية، مشيرا إلى أن كل هذه الأنشطة تهدف إلى تحسين سلوكيات المريض.

وقال: "نتعامل معهم وكأنهم في بداية أعمارهم ونبدأ معهم من جديد فالمريض الذى يرسم رسمة بها سلوك سلبي نوجهه للسلوك الصحيح"، مضيفا أن الأنشطة تعلم المريض الصبر وتشغله عن مرضه فإذا كان يحدث نفسه كثيرا تلهيه الأنشطة عن الحديث مع نفسه أو لا تظهر له التهيؤات وكل مريض له طبيعة خاصة في التعامل معه وكل منهم لا يتشابه مرضه مع الآخر.

وأكد سعيد عبده المسئول عن ورشة أحذية داخل المستشفى لتعليم المرضى، أن الورشة تهدف لتعليم المريض مهنة ويكون لديه هدف بعد الخروج من المستشفى ليعمل بهذه المهنة وقال: "نحن ننظم منها معارض شهرية لبيع الأحذية التي صنعها المرضى ونحدد لهم دخلا شهريا كمكافأة نظير عملهم".

وأضاف الدكتور سامح حجاج نائب مدير مستشفى العباسية للتطوير، أن المستشفى تحول إلى دار إيواء ولم يعد مستشفى يعالج المرضى نظرا لعدم وجود أماكن كافية به بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المرضى منذ عدة سنوات رغم أنه تم شفاؤهم تماما إلا أن أهلهم يرفضون أن يأخذوهم.

وقال: "بالرغم من أن القانون يتيح لنا خروج المرضى طالما في وعيهم وبكامل عقلهم ومدركون تماما إلا أننا نخشى عليهم من الشارع والمجتمع الخارجى فيظلون لدينا بالإضافة إلى أننا حاولنا إيجاد دور رعاية لهم ترعاهم ويتابعهم أطباء المستشفى إلا أننا لم نجد تعاونا من الجهات المعنية الأخرى بالإضافة إلى وجود أزمة أخرى وهى أن المرضى الموجودين منذ سنوات من الخمسينات والستينات لم نجد لهم أي بطاقات هوية وترفض دور المسنين أخذهم إلا بوجود بطاقات هوية لهم ويقعون من حسابات الدولة ويظل المريض لدينا إلى أن يتوفى ويدفن في مقابر الصدقة"، مبديا أسفه لعدم شعور المجتمع بكل ما يعانيه المستشفى ولا يجد من يدعمه.

معتقدات قديمة
أكد الدكتور سامح حجاج أن هناك معتقدات قديمة لدى المجتمع بأن المرض النفسي ما هو إلا مس شيطانى أو سحر أو ضعف إيمان وليس مرضا عضويا له أسباب ويعالج بأدوية ولكن الأمراض النفسية مثلها مثل كل الأمراض.

وأضاف: أغلب الأمراض تتمثل في أن المريض يشعر بوجود من يضطهده من المحيطين به أو يرى أن أهله يريدون إيذاءه أو مريضا آخر يشك بأن زوجته تخونه وهكذا، مشيرا إلى أن أمراض الفصام والاضطراب الوجدانى هي أكثر الأمراض المنتشرة بالمستشفى حيث إن نسبة وجود الفصام في أي مجتمع 1% وفي مصر يوجد ما يقرب من 900 ألف مريض تمت إصابتهم بالفصام، لافتا إلى أن الوصمة المجتمعية أكثر عائق لعلاج المرض.

وأوضح أن المستشفى يستقبل 6500 مريض في العيادات الخارجية شهريا يتم حجز 1267 مريضا، مضيفا أن هناك 695 مريضا منذ سنوات أكثر من 50% من قوة المستشفى.

ويستكمل الدكتور سامح حجاج أن المرضى يعتبرون المستشفى بيتهم ومجتمعهم الصغير ويعتبر الخروج منه مغامرة لأن الخارج لا يدرك معنى الطب النفسي.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.