الأقباط متحدون - إلى شباب جماعة الإخوان المصرية
أخر تحديث ٠٤:٤٧ | الخميس ٢٥ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٦كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إلى شباب جماعة الإخوان المصرية

علي سالم
علي سالم

وصل إلى سمعي أنكم قمتم بتشكيل مكتب إرشاد جديد لجماعتكم فيما يشبه التمرد على زعمائكم التقليديين. وربما لمجرد استمرار الجماعة على قيد الحياة وقيد السياسة. من الطبيعي أن تتصوروا أن ما يحدث لجماعتكم ليس أكثر مما كان يحدث لها على مدى عشرات السنين من قبل من صدام عنيف مع الدولة ثم تنفرج الأزمة لتعودوا لممارسة نشاطكم سرا وعلانية. الواقع أن صدامكم هذه المرة ليس مع الدولة بل مع الشعب المصري نفسه. وهو ليس صداما بل هي حرب أعلنتموها على الشعب المصري بكل علانية وكل وضوح تشهد على ذلك طلقات الرصاص الغادرة التي تقتل شبابنا في الجيش والشرطة والمتفجرات التي تنفجر لتقتل الناس في أي مكان لا يتوقعه أحد.

هزيمتكم في هذه الحرب مؤكدة، ولا حليف لكم فيها، ولا بد أن يكون واضحا لكم أن شهر العسل بينكم وما تتصورونهم حلفاء قد انتهى. ولذلك أنا أدعوكم للتفكير بشجاعة في مراجعة قرار الحرب التي أعلنتموها ضد شعبكم، ضد المصريين. بل أنا أطالبكم بما هو أكثر من ذلك، أطالبكم بوصفكم أصحاب الشرعية في الجماعة أن تتنبهوا إلى أن الزمن قد اتخذ قرارا بإنهاء الجماعة. لأنه إذا كان لكل أجل كتاب فلكل حزب ولكل جماعة أيضا كتاب. هذا هو بالضبط ما فعلته الأحزاب الماركسية اللينينية في أوروبا بعد سقوط تطبيقاتها في الاقتصاد والسياسة على مستوى العالم الشيوعي كله. فكروا بهدوء وبغير ضغوط على عقولكم، فكروا في المستقبل القريب والبعيد. في هذه الحرب بينكم وبين الشعب المصري، هل هناك احتمال ولو واحد في الألف مليون أن يرفع الشعب المصري الراية البيضاء ويطلب منكم أن تعودوا لتحكموه..؟

إذا كنتم بالفعل تتصورون ذلك، فلا بد أن مشكلتكم أكبر بكثير مما اتصور، وأنكم بالفعل في حاجة إلى معونة طبية عاجلة. أنا أريد أن أذكركم بلقطة واحدة من فيلم حكمكم السخيف لمصر وهى تلك اللقطة التي أصدر فيها السيد مرسي قرارا جمهوريا بمنح نفسه كل الأوسمة والنياشين الرفيعة والقلادات والأوشحة. بماذا تسمون هذا الفعل..؟ ابحثوا عن اسم ما شاء لكم البحث. والله لن تجدوا في لغات العالم كلها كلمة قادرة على وصف كمية الانحطاط والدناءة في هذا الفعل. ولذلك أنا أطلب من حضراتكم أن تنسوا تماما أن جماعتكم ستحكم المصريين مرة أخرى يوما ما.

اجتمعوا وناقشوا طبيعة الموقف المتفجر بينكم وبين الشعب المصري، ناقشوا طبيعة العصر نفسه ومدى قابليته لاحتضان جماعة دينية سياسية من الممكن أن تنزلق في هوة الإرهاب في لحظات. فكروا في ذلك كله وفكروا في أن مصر بلدكم أيضا، ثم حاولوا الإجابة عن السؤال ما هي الفائدة التي يجنيها الشعب المصري من وجود جماعة الإخوان المصرية..؟

لتكن الإجابة ما تكون.. هذا أمر راجع لضمائركم إلا إذا كانت الجماعة أصدرت قرارا بإلغائها. ولكن سيتبقى سؤال من المحتم الإجابة عنه.. ما هي الخسارة التي تعود على الشعب المصري من وجود جماعة الإخوان المصرية؟
نقلا عن الشرق الأوسط


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع