عرض/ سامية عياد
اختارت الكنيسة فى شهر كيهك إنجيل القديس لوقا الأصحاح الأول منه وتقسمه أربعة أقسام وتقرأه فى قداسات الأربعة آحاد لشهر كيهك .. لكن لماذا على الأخص إنجيل لوقا؟ ولماذا الأصحاح الأول منه؟
قداسة البابا تواضروس الثانى يحدثنا عن أهمية إنجيل معلمنا لوقا قائلا: يتميز هذا الإنجيل بطابع أدبى وطابع تعليمى وطابع إنسانى ، فقد جعل للمرأة مكانة رفيعة وذكر ثلاثة جوانب من حياة المرأة فى زمان ميلاد السيد المسيح ، ففى قصة الميلاد يذكر مريم العذراء مريم البتولية ، ويذكر اليصابات المرأة المتزوجة ، ثم يذكر حنة بنت فنوئيل وهى المرأة الأرملة ، كما أن إنجيل لوقا له بعد مسكونى ، فالقديس لوقا يذكر نسب السيد المسيح حتى آدم أب البشرية كلها.
واختيار الأصحاح الأول من إنجيل لوقا لأنه يحكى قصة البشرية كلها فى كلمتين وعد ، وتحقيق الوعد ، أن الإنسان نال وعدا من الله وفى ملء الزمان تحقق الوعد ، وخلال أربع آحاد شهر كيهك تحكى لنا الكنيسة حكاية الوعد وتحقيقه ، ففى الأحد الأول يذكر أسرة زكريا واليصابات أسرة مباركة سالكين فى بر وتقوى لكن ليس لهم نسل فكان وعد الله لهم بنسل وتحقق الوعد .
وفى الأحد الثانى قصة بشارة الملاك للعذراء مريم، والعذراء مريم تقول "كيف يكون لى هذا ؟" فيشرح لها الملاك على خطوات "الروح القدس يحل عليك ، وقوة العلى تظللك ، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" ، وتجيب العذراء "هوذا أنا أمة الرب . ليكن لى كقولك" وتعطى لنا أمنا العذراء درسا أنك عندما تتلقى وعدا لا يصدقه عقلك ، فإن إيمانك يقبله واتضاعك سيحققه .
أما الأحد الثالث العذراء مريم تقابل اليصابات ، مقابلة بين عهدين ، العهد القديم ممثل فى اليصابات ، والعهد الجديد ممثل فى السيدة العذراء ، العهد القديم قارب على الانتهاء ليظهر نور العهد الجديد ويبدأ خلاص المسيح.
وأخيرا الأحد الرابع يأتى تحقيق الوعد وهو ولادة يوحنا المعمدان وهذه القصة الصغيرة ترمز للقصة الكبيرة آدم يخطىء ثم يبعد هو وحواء ويعطيه الله وعدا بالخلاص ، ويتحقق الوعد فى مجىء السيد المسيح.
الأصحاح الأول من إنجيل معلمنا لوقا به مبادىء ومعايير يجب أن نتعلمها ونضعها بداية للعام الجديد ونستقبل بها ميلاد السيد المسيح، وإن أعطاك الله وعدا فثق أنه سيحقق هذا الوعد أجلا أو عاجلا...