الأقباط متحدون - صلاح جاهين.. أنا شاب لكن عمري 84 سنة
أخر تحديث ٠٨:٥٤ | الخميس ٢٥ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٦كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صلاح جاهين.. أنا شاب لكن عمري 84 سنة

صلاح جاهين
صلاح جاهين

أنا شاب لكن عمري ولا ألف عام

وحيد ولكن بين ضلوعي زحام

خايف ولكن خوفي مني أنا

أخرس ولكن قلبي مليان كلام

عجبي!

في شبرا وُلد وصنع لأختيه عرائس الورق

في شبرا (بلد الرجالة) وفي 25 ديسمبر منذ 84 عامًا أي عام 1930 ولد محمد صلاح الدين بهجت حلمي الشهير بصلاح جاهين، ابن المستشار صلاح الدين حلمي الذي تدرج في السلك القضائي حتى عُيِّنَ رئيسًا لمحكمة استئناف المنصورة، وابن السيدة أمينة حسن مدرسة اللغة الإنجليزية التي نقلت إليه آدابها من خلال الروايات والقصص التي كانت تحكيها له، وهو أيضًا حفيد السياسي والكاتب أحمد حلمي رفيق المناضلين الكبيرين مصطفى كامل ومحمد فريد، والذي أورثه السياسة من مكتبته الكبيرة وظل حاضرًا أمامه كلما مر من شارع أحمد حلمي الشهير بشبرا الذي سُمِّيَ على اسمه..

في أسرة كهذه يولد من رحم الثقافة طفل يظنه أهله وُلد ميتًا لنزوله شديد زرقة الوجه وكأنه مخنوق! ينبههم الطفل بصرخة؛ يطمئنهم فيها على حياته، وعلى جزء من شخصيته المتطرفة في الفرح والحزن كنتيجة طبيعية لولادته المتعثرة.

رقيق حنون دافئ متسامح عطوف ودود... هكذا تنظر إليه أخته الأصغر منه بهيجة، في حين أن وجدان وسامية –أختيه الأخيرتين- تظلان محتفظتين بصورته وهو يصنع لهما العرائس من الورق.

كفكفت دمعي ولم يبق سوى الجَلَد

ليت المـراثي تعيد المجـد للبلد

صبراً.. فإنا أسود عند غضبتنا

من ذا يطيـق بقـاءً في فم الأسد.

جاهين.. يرسم بالألوان والكلمات أيضا

ستة عشر عامًا فقط كانت كافية لتتفجر موهبته الشعرية في قصيدته الأولى، بكاءً على الشهداء الذين سقطوا في مظاهرات الطلبة بالمنصورة عام 1946.. قصيدة بالفصحى يستهل بها مشواره ليكون من أبرز ممن استوعب اللهجة العامية واكتشف جمالياتها وعبر بها عن مكنونه، بل وعن مكنون الأمة كلها.

صاحب هذا الانطلاق الشعري انطلاق على أرضية فنية مختلفة، فكان يرسم بالألوان كما يرسم بالكلمات.. في منتصف الخمسينيات أصدر ابن العشرين ربيعًا ديوانه الأول "كلمة سلام"، في نفس الوقت الذي اشتهر فيه رسامًا للكاريكاتير في مجلة "روزاليوسف"، ثم في مجلة "صباح الخير" التي شارك في تأسيسها عام 1957.

اثنا عشر عامًا من 1955 إلى 1967 كانت حاملة لمعظم التألق والتوهج الشعري لصلاح جاهين، فأصدر ديوانه الثاني "موال عشان القنال" 1957، و"الليلة الكبيرة" في نفس العام، ثم "الرباعيات" 1963، ثم "قصاقيص ورق" 1965، بالإضافة إلى أشهر الأغاني الوطنية الخالدة حتى الآن: "صورة"، و"بالأحضان"، و"والله زمان يا سلاحي" التي قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن تكون النشيد الوطني المصري.

جاهين.. يغني للحرافيش ولإيزيس وللأطفال

بالإضافة إلى هذا، فقد كتب صلاح جاهين أغاني عدد من المسرحيات والأعمال الإذاعية، مثل: "إيزيس"، و"الحرافيش"، و"رصاصة في القلب"، بالإضافة إلى ترجمة وإعداد عدد من الأعمال العالمية للمسرح، مثل: "الإنسان الطيب"، و"دائرة الطباشير القوقازية".

وللأطفال كتب صلاح جاهين "الفيل النونو الغلباوي"، و"الشاطر حسن"، و"صحصح لما ينجح"، و"حمار شهاب الدين"... هذا بالطبع بالإضافة إلى عمله الكبير الخالد: "على اسم مصر".

بعد نكسة يونيو 1967 اعتبر جاهين نفسه مسؤولاً عنها نظرًا لدفاعه الكبير عن ثورة يوليو ونظرًا لأنه لم يتنبأ بها أو يحذر منها بالشكل الذي كان يسمح بتلافيها، فاكتأب فترة، ولكنه تغلب على آلامه، واستطاع أن يكتب من وحي حرب الاستنزاف "الدرس انتهى"، و"عناوين جرانين المستقبل"، ثم "المصريين أهمه" آخر أعماله الوطنية.

جاهين والسندريلا.. أعمال سينمائية خالدة

قدم صلاح جاهين للسينما عددًا من سيناريوهات الأفلام الشهيرة والناجحة، مثل: "خلي بالك من زوزو"، و"أميرة حبي أنا"، و"عودة الابن الضال"، و"شفيقة ومتولي"، وللتليفزيون كتب سيناريوهات "هو وهي"، و"فوازير الخاطبة"، و"عروستي"...

كان جاهين محبًّا للتجريب في كل شيء، فأحب أن يشارك كممثل، ولكنه انتبه إلى رؤية المخرجين له، فقال: "كل الأدوار اللى عرضت على، كانوا بيختارونى عشان وزنى فقط ... أنا دخلت مجال التمثيل من باب الفضول"، وشارك جاهين ممثلاً في أفلام: "جميلة بو حريد"، و"اللص والكلاب"، و"شهيدة العشق الإلهي"، و"لا وقت للحب"، و"المماليك".

تزوج صلاح جاهين مرتين: الأولى من السيدة سوسن محمد زكى الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955، وأنجب منها بهاء وأمينة، ثم تزوج من الفنانة منى جان قطان عام 1967، وأنجب منها سامية.

صلاح جاهين في قصة:

- ألو

- أيوه يا أفندم

- إذاعة الإسكندرية؟

- أيوه يا أفندم

- حولني لرئيسة الإذاعة لو سمحت

- مين معايا يا أفندم

- صلاح جاهين

- مم.. ممم. مين يا أفندم؟

- صلاح جاهين

- بجد؟

- بجد

- طب لو تسمح...

- خير؟

- ممكن أسمعك قصيدة؟

- طبعًا ممكن.. اتفضل

- بعد القصيدة

- حولني لرئيسة الإذاعة وتيجيلي القاهرة بكرة ضروري

- بجد يا أفندم؟

- منتظرك بكرة

في اليوم التالي يصل فؤاد قاعود "عامل السويتش"، الذي سيصبح فيما بعد واحدًا من أهم شعراء العامية إلى جريدة روزاليوسف، ليقوم صلاح جاهين باستقباله ونشر قصائده وتعيينه في جريدة "صباح الخير" احترامًا للقصيدة التي سمعها منه صلاح جاهين.

أنا عيني شافت ساعة رملية

تنام تقوم ترتد مملية

ولقيتها ح تعيش عمر طال أو قصر

وح تنكسر.. تشبه تمام ليا

عجبي!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter