لا عودة قريبة إلى مستوى 100 دولار
ما يزال ارتفاع المعروض يشد سعر النفط نزولًا، والسعودية جادة في عدم السماح لأوبك بخفض إنتاجها، حتى لو تدنى سعر البرميل إلى 20 دولارًا.
الرياض: في حديث لنشرة "ميس" الاقتصادية، أكد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي بن ابراهيم النعيمي أن منظمة أوبك لن تخفّض إنتاجها، حتى لو بلغ سعر البرميل 20 دولارًا. وأضاف: "لو تدنت الأسعار إلى 20 أو 40 أو 50 أو 60 دولارًا، فهذا ليس مهمًا، ومستوى 100 دولار لسعر البرميل قد لا تشهده السوق مجددًا"، علمًا بأن الأسعار كانت فوق هذه العتبة قبل شهور قليلة.
وكرر النعيمي اقتناعه بأن أسعار النفط ستتحسن من تلقاء تفسها، "لكن التوقيت مسألة يصعب التكهن بها، وشركات النفط العالمية قامت بخفض موازنات الإنفاق، ما يعني أنه لن يكون هناك أي تنقيب". وقال: "لم أتفاجأ بحدة الانخفاض في الأسعار، فكنا نعرف أن السعر سينخفض لأن هناك مستثمرين ومضاربين شغلهم الشاغل دفع الأسعار صعودًا أو نزولًا ليكسبوا المال، ودول الخليج، لاسيما السعودية، قادرة على التحمل، لكن دولًا أخرى ستتأذى بشكل كبير قبل أن نشعر نحن بالألم".
أول مؤشر
في السياق نفسه، قال مندوبون لدى "أوبك" إن المنتجين العرب في المنظمة يتوقعون تعافي سعر النفط إلى ما بين 70 و80 دولارًا للبرميل في المتوسط بحلول نهاية العام المقبل، مع انتعاش الطلب بفضل تعافي الاقتصاد العالمي، في أول مؤشر على النطاق الذي تتوقع المنظمة أن تستقر عنده أسعار النفط في الأمد المتوسط. وأعلن المندوبون، وبعضهم من المنتجين الخليجيين الرئيسيين في "أوبك"، أن الأسعار قد لا تعود إلى مستوى 100 دولار قريبًا، فبعضهم قد لا يرحب بذلك. وقالت مصادر إن السعر البالغ 100 دولار للبرميل الذي اعتبره كثير من كبار المنتجين عادلًا في السابق يشجع منتجي النفط عالي الكلفة من خارج "أوبك" على إنتاج كميات جديدة تفوق الحاجة.
تقلص الإيرادات
ونقلت "العربية" عن الخبير النفطي محمد الشطي قوله: "مهما كانت التحولات في سوق النفط إيجابية تدريجيًا، فإننا لا ننسى أن السوق لا يزال متخمًا بالفائض النفطي من خارج دول أوبك، ومن أجل إحداث التوازن لا بد أن يتأثر وهو يحتاج لمستويات ضعيفة من الأسعار، حتى يواصل رحلة الصعود بشكل طبيعي".وحول توقعه لمسار الأسعار في ظل ارتفاع إنتاج العراق وليبيا، قال: "من الصعب توقع مسار الأسعار، لكن برنت سيظل يدور حول 60 دولارًا في أفضل الأحوال، وقد يتعافى من الهبوط المحتمل في النصف الأول مدفوعًا بوضع الفائض، وسيكون النفط العراقي محط أنظار مراقبة السوق خلال الفترة المقبلة، خصوصًا من شمال العراق، وهو مرشح للزيادة وسيؤثر في السوق".
وأكد الشطي أن تذبذب الأسعار سيستمر في ظل اضطراب الأسواق، لكنه أوضح أن اقتصادات دول الخليج قوية بفعل الفوائض المالية التي لديها، "لكن من دون شك فإن انخفاض الأسعار سيقلص الإيرادات، ما يضطر دول المنطقة لتعزيز خططها الاقتصادية التنموية والبعيدة المدى".