بعد ثلاثة أيام تحل ذكري عيد النصرالذي تحتفل فيه مصر بانتصارها علي قوات العدوان الثلاثي التي هاجمتها في نهاية أكتوبر1956ولم تستطع سوي احتلال بورسعيد غدرا بعد قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار فدخلت قوات العدوان المدينة يوم6 نوفمبر رافعة أعلام الاتحاد السوفيتي كخدعة بعد إعلانها أن قواته وصلت لتناصرأهل بورسعيد. ولم يهجر الأهالي مدينتهم ورغم تدميرها وسقوط آلاف الشهداء ظلوا يقاومون ببسالة ، وتسلل للمدينة بعض قوات الصاعقة فاشتركوا مع أهلها طوال 48يوما في مقاومة شعبية عنيفة أجبرت جيش الحملة علي الفرار ليلة 23 ديسمبر ليصبح هذا اليوم عيداً قوميا لمصر كلها . وأعلن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في كلمات خالدة أن بورسعيد الشجاعة افتدت ببسالتها مصر والعروبة كلها وضربت أروع أمثلة البطولة للشعوب الحرة ، وقال الرئيس البطل أنور السادات بفطنته وبعد نظره إن كل ذرة من تراب بورسعيد تساوي وزنها ذهبا فعليها يعيش أبطال وامتزج بها دماء شهداء كتبوا جميعا فصلا مشرفا في تاريخ حرية الأوطان .

ولإيمانه بما قاله فقد قرر بعد 19عاما من هذا الانتصار أن تصبح بورسعيد مدينة حرة وقد أثار هذا القرار الحقد في نفوس بعض المنافقين الذين انقلبوا بعد استشهاده يداهنون النظام القائم ويؤيدون إلغاء المدينة الحرة بغية الاستفادة الشخصية ووقف كبيرهم في مجلس الشعب يدعي إفكاً أن بورسعيد ليس في تاريخها بطولات ، واستطاع بسطوته علي الأعضاء أن يستصدر قرارا يرضي سيده بإلغاء المدينة الحرة . بعدها تهاوي النظام الحاكم وذهب هذا المُدَعِي إلي مزبلة التاريخ وبقيت بورسعيد شامخة بتاريخها، وكان من أثر ماحدث إلغاء الاحتفال القومي بذكري عيد النصر واقتصرسنويا علي مسئولي المحافظة .